بداية أعترف أني متحيز لهذا الفنان، هو نجمي التليفزيوني الأول منذ أن تابعته أول مرة وأنا طفل صغير، أعماله شكلت وجداني، ومازالت تصوغ قناعاتي..
الفخراني من الفنانين القلائل في تاريخنا الفني الذين جمعوا ثالوث الموهبة والكاريزما الساحرة والوعي..
هو من مواليد الدقهلية، في السابع من أبريل ١٩٤٥، تخرج في كلية الطب جامعة عين شمس، يهجر الطبيب الشاب عالم الطب النفسي الذي كان ينوي التخصص فيه، يحترف هوايته بعد تخرجه بعام واحد، في سنوات قليلة تُوِّج ملكا لعالم الدراما التليفزيونية..
يملك أيضا رصيدا هائلا من الأفلام المميزة في تاريخ السينما المصرية، منها الكيف والذل، مبروك وبلبل، خرج ولم يعد، الأقزام قادمون، الأوباش، كل عمل منها علامة في تاريخ السينما المصرية.
مازلت أذكر ظهوره الأول، توالت قنابله الفنية الممتعة بمسلسلاته صيام صيام وأبنائي الأعزاء شكرا، استمر في النضج والألق حتى تقمص شخصية سليم البدري في ليالي الحلمية.
يحيى الفخراني الممثل السمين ذو الضحكة الطفولية يستطيع أن يكون الجان الساحر، كانت مفاجأة لجمهوره المتزايد، سحرني سليم البدري وسحر أبناء جيلي جميعا، كانت _ ومازالت _ ليالي الحلمية درة تاج الدراما المصرية، المسلسل الأسطورة التي عشناها سنينا، وما ليالي الحلمية إلا سليم البدري وحكاويه..
توالت روائعه:
زيزينيا، نصف ربيع الآخر، اليل وأخره، أوبرا عايدة، عباس الأبيض، شيخ العرب همام الخواجة عبدالقادر، وغيرها..
يرجع الساحر يمارس سحره، يفاجئنا بأسطورته الثانية: حمادة عزو، الدلوع اللي كان عايز يتفطم، قصة مصر وشعبها، ظل المصريون يتابعون أنفسهم ثلاثين يوما في مرآة الفخراني المدهش..
هو فنان للحد الذي لم يُغرِه نجاح أية شخصية تقمصها ليحبس نفسه فيها، لم نره قط يكرر نفسه في شخصية أو تيمة، ظل يبحث دوما عن جديد، يصيب غالبا، يخفق نادرا..
لكنه دوما المدهش الذي يسحرنا، لا يهتم بمانريد، وقادر على أن يهبنا الجديد الأروع..
الجميل في هذا الفنان أنه دوما مهموم بإلإنسان المصري، يرى بوضوح جوانب العظمة فيه، يتغنى بها فخورا، لا يغفل عن سلبيات المصري الذي عشقه، يحثه على الصدق في صيام صيام، يرشده إلى الوفاء في أبنائي الأعزاء، ينير له طريقه في ليالي الحلمية عله يستبصر ماضيه وحاضره، يحارب من يجرونه للسوقية في زيزينيا، يذكره أنه مصري في كل عمل يؤديه.