السينما المصرية تفتح ملفات التحرش وأفلام جريئة تواجه الصمت المجتمعي.. أخرهم " الست لما"

وشوشة

في السنوات الأخيرة، شهدت السينما المصرية تحولًا لافتًا في تناولها للقضايا الاجتماعية، وعلى رأسها قضية التحرش الجنسي، التي باتت من الظواهر المتكررة والمؤلمة في المجتمع، ولم تعد الأعمال الفنية تكتفي بالتلميح أو المعالجة السطحية، بل أصبحت تنقل الواقع بصراحة وجرأة، كاشفة عن حجم المعاناة اليومية التي تواجهها النساء في مختلف الطبقات والبيئات.

ومن خلال عدسة السينما، استطاعت هذه الأعمال أن تكسر حاجز الصمت، وتضع المشاهد في قلب التجربة، ليفهم أبعاد الظاهرة وتداعياتها، ويعيد التفكير في مسؤولياته تجاهها.

تستعرض "وشوشة" فيما يلي أبرز الأفلام المصرية التي ناقشت التحرش بعمق وواقعية.

فيلم "الست لما"

وفي هذا الإطار يبرز فيلم "الست لما"، الذي تواصل من خلاله الفنانة ياسمين رئيس تصوير مشهدها داخل قسم الشرطة لتقديم بلاغ ضد متحرش، ما يترجم رغبة الفيلم في فتح أبواب النقاش حول قضايا النساء.

يأتي هذا العمل ضمن موجة من الأعمال السينمائية التي تطرق هذه القضايا بأساليب متنوعة، بعضها درامي، وآخر يوثّق الواقع ويحث على اتخاذ الموقف.

يلعب مشهد ياسمين داخل القسم دورًا مهمًا في قلب نمط الصمت الاجتماعي، ويؤكد أهمية إتاحة حق النساء للإبلاغ عن الاعتداءات، دون خوف من وصمة أو تهميش.

يسلّط الفيلم الضوء على تحوّل الضحية من ضعف إلى قوة، ما يوازي إرادة المجتمعات لتغيير النظرة تجاه حقوق النساء.

فيلم "الست لما" بطولة يسرا، ماجد المصري، درة، ياسمين رئيس، عمرو عبد الجليل محمود البزاوي، رانيا منصور، دنيا سامي، انتصار، أحمد صيام، مي حسن، وعدد من ضيوف الشرف وتدور أحداثه في إطار اجتماعي يطرح عدد من القضايا المرأة بشكل لايت، والفيلم من تأليف كيرو أيمن، ومحمد بدوي، وإخراج خالد أبوغريب. وإنتاج ندى، ورنا السبكي.

فيلم "678" 

يُعد فيلم "678"، الذي صدر عام 2010 من تأليف وإخراج محمد دياب، نقطة تحول في تناول السينما المصرية لقضية التحرش.

يقدم الفيلم ثلاث شخصيات نسائية من خلفيات اجتماعية مختلفة (قامت بتجسيدهن نيللي كريم، بشرى، وبسمة)، يتعرضن يوميًا للتحرش في المواصلات العامة والشوارع.

يُظهر الفيلم كيف أن التجاهل، الصمت، أو حتى لوم الضحية لم تعد خيارات مقبولة، بل يدعو النساء للمواجهة القانونية والمجتمعية. الفيلم أحدث جدلًا واسعًا وقت طرحه، وأسهم في فتح باب النقاش المجتمعي والإعلامي حول الظاهرة.

فيلم "احكي يا شهرزاد"

في عام 2009، قدم المخرج يسري نصر الله، والكاتب الكبير وحيد حامد، فيلم "احكي يا شهرزاد"، الذي جسدت بطولته منى زكي بدور إعلامية مشهورة تقرر تسليط الضوء على قصص نساء يعانين من الظلم والعنف، بما في ذلك التحرش الجنسي.

الفيلم يكشف كيف تتعرض النساء للانتهاك في مختلف مراحل حياتهن، ويُبرز كيف يمكن للإعلام أن يكون أداة لتمكين المرأة، لا مجرد منصة لتجميل الواقع.

فيلم "بنتين من مصر"

طرح فيلم "بنتين من مصر" (2010)، للمخرج والكاتب محمد أمين، قضية العنوسة في المجتمع المصري، لكنه لم يغفل عرض واقع التحرش كواحد من التحديات التي تواجهها النساء في حياتهن اليومية.

من خلال شخصيتين تؤديهما زينة وصبا مبارك، يعرض الفيلم واقع المرأة في مواجهة الازدواجية الاجتماعية، حيث تُطالب بالحفاظ على شرفها، لكنها لا تُحمى من الأذى والتحرش في الشارع والعمل.

فيلم "عسل أسود" الكوميديا ترصد مأساة في الشارع

رغم أن فيلم "عسل أسود" (2010) للفنان أحمد حلمي لا يُصنف كعمل اجتماعي ثقيل، إلا أنه نجح في تسليط الضوء على التحرش بشكل ذكي من خلال مشهد يُظهر الفتاة وهي تُضايق في وسائل النقل، دون أن يتدخل أحد، مما يعكس قبول المجتمع لهذا السلوك بوصفه "اعتياديًا".

المشهد وإن كان عابرًا، لكنه عالق في الذاكرة، وجعل من الفيلم مادة للنقاش حول حدود الكوميديا وأدوات النقد غير المباشر.

فيلم "ورد مسموم"

في فيلم "ورد مسموم" (2018) للمخرج أحمد فوزي صالح، نرى قصة فتاة تعيش في حي المدابغ، وسط بيئة فقيرة مغلقة، حيث لا تجد الكثير من النساء ملاذًا أو دعمًا.

التحرش في هذا السياق ليس مجرد حادث عابر، بل جزء من حياة يومية قاسية.

من خلال لغة سينمائية بصرية صامتة وقوية، يكشف الفيلم كيف تكون النساء في بيئات المهمشين أكثر عرضة للعنف دون أمل كبير في التغيير.

فيلم "ريش"

رغم أن فيلم "ريش" (2021) لا يناقش التحرش الجنسي بشكل مباشر، لكنه يستعرض أبعادًا أعمق من قهر المرأة، حين تفقد الشخصية الرئيسية زوجها ويتحول إلى دجاجة، لتصبح هي المسؤولة عن الأسرة في مجتمع لا يرحم.

الفيلم الحائز على جوائز دولية، من إخراج عمر الزهيري، يلامس وجع المرأة المصرية في بيئات فقيرة، ويكشف عن السقوط التدريجي لقدرتها على المقاومة تحت وطأة المسؤولية والعزلة.

 

تم نسخ الرابط