الحكاية الثالثة من "لحن مسروق".. لحن بليغ حمدي يصل إلى القضاء الأمريكي بسبب أغنية Big Pimpin"‎"

بليغ حمدي
بليغ حمدي

في عالم الأغاني، لا تقاس شهرتها فقط بمدى انتشارها أو حجم مشاهداتها، بل أحيانا تقاس بما تثيره من ضجة وخلافات خلف الكواليس، وخلف كل لحن ناجح، قد تجد قصة خفية، صراعا على الحقوق، أو حتى سرقة علنية تحاول أن تمر دون مساءلة.

 

ومن هنا جاءت مبادرة "وشوشة" الأسبوعية تحت عنوان "لحن مسروق"، لنكشف تلك القصص المنسية، ونعيد فتح ملفات قديمة ظلم فيها أصحاب الألحان، كي لا يعاد المشهد نفسه مع جيل جديد من المبدعين.

 

الحكاية الثالثة: 

ضمن الحكاية الثالثة من سلسلة "لحن مسروق"، نعود إلى واحدة من أبرز القضايا التي شهدت نزاعا فنيا دوليا، بعد أن انتقل لحن عربي شهير إلى واحدة من أشهر أغاني الراب الأمريكية دون إذن مسبق.

 

تعود القصة إلى استخدام المنتج الموسيقي الأمريكي "تيمبالاند" لمقطع من لحن أغنية "خسارة خسارة"، التي غناها العندليب الراحل عبد الحليم حافظ في فيلم "فتى أحلامي"، ولحنها الموسيقار الكبير بليغ حمدي. 

 

تيمبالاند كان قد حصل على "CD" يحتوي على أغاني ومقطوعات موسيقية من الشرق الأوسط دون أي بيانات توضح ملكية الحقوق، ما دفعه إلى الاعتقاد بأنها موسيقى عامة.

 

المقطع الذي أعيد توظيفه في أغنية “Big Pimpin” كان يعتمد بشكل أساسي على آلة الناي، وقد استخدمه جاي زي كعنصر موسيقي أساسي في الأغنية التي صدرت قبل سنوات وحققت نجاحا كبيرا.

 

ومع انتشار الأغنية، لاحظ مستمعون مصريون تشابه المقطع مع لحن بليغ حمدي، ما دفع ورثة الملحن إلى رفع دعوى قضائية ضد جاي زي وتيمبالاند بتهمة استخدام اللحن دون الحصول على إذن أو دفع حقوق الأداء.

 

القضية وصلت إلى ساحات القضاء الأمريكي، واستمرت لسنوات، قبل أن يصدر القاضي حكمه النهائي ببراءة جاي زي، مؤكدا أن الجهة المدعية لا تملك الحق القانوني في المطالبة بحقوق الأداء الخاصة بالمقطع الموسيقي، وبذلك أغلق الملف قضائيا.

 

في وقت سابق، كانت شركة "EMI" المالكة الرسمية لحقوق الموسيقى العربية قد حصلت على تسوية مالية من فريق عمل الأغنية بلغت قيمتها 100 ألف دولار.

 

ورغم مرور سنوات على القضية، إلا أن تفاصيلها ما زالت حاضرة في الأوساط الموسيقية كأحد النماذج الشهيرة لاختراق الألحان العربية للحدود العالمية، دون ضمانات كافية لحماية حقوق أصحابها.

تم نسخ الرابط