من "ميال" إلى "ابتدينا".. كيف حافظ عمرو دياب على مكانته عبر الأجيال؟

عمرو دياب
عمرو دياب

منذ ظهوره الأول في ثمانينات القرن الماضي، استطاع  الهضبة عمرو دياب أن يصنع لنفسه مكانة لا تشبه أحدًا، ومع كل ألبوم جديد، يطرح تساؤلًا متكررًا كيف لا يزال الهضبة قادرًا على مواكبة الزمن، بل والتفوق عليه؟ وفي أحدث محطاته الفنية، يعود بألبوم "ابتدينا"، ليؤكد أن مشواره الفني لم يكن مجرد صدفة، بل هو نتاج تخطيط، وذكاء فني، وموهبة فريدة.

 

جيل بعد جيل.. عمرو دياب لا يشيخ فنياً

 

على مدار أربعة عقود، استطاع عمرو دياب أن يحجز لنفسه مقعدًا دائمًا في قلوب الجمهور، بمختلف أعمارهم واهتماماتهم، فمن "ميال" و"شوقنا" و"نور العين"، وصولًا إلى "أماكن السهر" و"يا أنا يا لأ"، والآن "ابتدينا"، تتبدل الأجيال وتتغير الذائقة، لكن يبقى عمرو دياب حاضرًا، بل ومتقدمًا بخطوة.

والسر؟ هو أنه لا يتوقف عند نقطة نجاح واحدة، بل يعيد تشكيل نفسه مع كل مرحلة، من دون أن يفقد هويته التي أحبها الجمهور.

 

"ابتدينا".. فصل جديد في كتاب الهضبة

 

يأتي ألبوم "ابتدينا" في وقت أصبحت فيه المنافسة أكثر شراسة، وتغيّرت طريقة استهلاك الجمهور للموسيقى، ومع ذلك، يثبت دياب أنه لا يزال يعرف كيف يخاطب جمهوره بلغة العصر.

ويتضمن الألبوم أغنيات تمزج بين الرومانسية والإيقاعات السريعة،وتوظف كلمات معاصرة قريبة من لغة الشباب، ما يجعله حاضرًا بقوة في "الترند" وعلى منصات التواصل الاجتماعي.

 

وما يُحسب لـ الهضبة عمرو دياب، هو حفاظه على أسلوبه في اختيار الكلمات التي تحمل دائمًا نغمة التفاؤل والاحتفال بالحياة، وهي ثيمة متكررة في معظم أعماله.

 

عمرو دياب ذكاء في الاختيارات وتوازن في التعاونات

 

من أبرز عناصر نجاح "ابتدينا" هو فريق العمل الذي استعان به عمرو دياب، الألبوم شهد عودة التعاون مع أسماء لامعة مثل أيمن بهجت قمر،  أمير طعيمة، عمرو مصطفى، عزيز الشافعي وتامر حسين وتوما، و وليد سعد وإسلام زكي ومنة القيعي و ملاك عادل، وعادل حقي، وأسامة الهندي  وهو ما أضاف للألبوم تنوعًا لافتًا دون أن يُفقده روحه، وهذا التوازن بين الخبرة والطاقة الشبابية، هو أحد مفاتيح استمرار الهضبة في دائرة الضوء.

 

هل يجدد أم يكرر نفسه؟

 

رغم النجاح الكبير الذي يحققه عمرو دياب في كل ألبوم، إلا أن هناك من يوجه له نقدًا دائمًا بأنه يكرر نفسه، ويعتمد على نفس القالب في التوزيع والإيقاعن و لكن المتابع لمسيرته يدرك أن هذا "التكرار"، إن صح التعبير، هو جزء من "علامته التجارية"، أو ما يمكن تسميته بالهوية الموسيقية الخاصة.

وفي ألبوم "ابتدينا"، يتضح أن دياب لا يسعى لتغيير جلده بالكامل، بقدر ما يعمل على تطوير أدواته، ومواكبة التغيرات من دون التضحية بما يُميّزه.

 

عمرو دياب من مسرح الجامعة إلى العالمية.. حكاية لم تنتهِ بعد

 

ربما يكون "ابتدينا" عنوانًا مناسبًا لمرحلة جديدة من مسيرة الهضبة، لكنه في الوقت ذاته تذكير ببداياته التي لم تغب عن جمهوره، بل لا تزال تُروى وتُستعاد في كل مرة يطرح فيها ألبومًا جديدًا.


من شاب يحمل عوده على مسرح الجامعة إلى نجم تتخطى شهرته حدود العالم العربي، يواصل عمرو دياب مشواره وكأن كل خطوة هي الأولى، وكل أغنية هي البداية.

 

"وفي النهاية ألبوم ابتدينا" ليس مجرد ألبوم غنائي جديد، بل شهادة أخرى على أن النجاح المستمر لا يولد من فراغ، وأن عمرو دياب بكل ما يحمله من ذكاء فني، وتاريخ غني، لا يزال يعرف كيف يسبق عصره، ويحجز مكانًا دائمًا في ذاكرة الجمهور.

تم نسخ الرابط