في ذكرى رحيلها.. السندريلا "الساحرة الصغيرة التي علمتنا أن الأنوثة ذكاءٌ يُضيئه الجمال"

سعاد حسني
سعاد حسني

تحل اليوم، 21 يونيو، ذكرى ميلاد الفنانة الراحلة سعاد حسني، إحدى أبرز نجمات السينما، والتي ما زالت تمثل حتى اليوم رمزاً فنياً وإنسانياً خالصاً للمرأة المصرية.

لم تكن سعاد حسني مجرد ممثلة موهوبة، بل تحولت إلى أيقونة ثقافية وفنية ألهمت أجيالاً من الفنانات والجمهور، وجسدت بصورتها وموهبتها وصدقها الفني صورة المرأة المتكاملة التي تجمع بين جمال الشكل وروح الذكاء والوعي.

وفي لقاء تلفزيوني نادر، تحدثت سعاد حسني عن رؤيتها للمرأة والأنوثة، كاشفة عن ملامح شخصيتها ومبادئها التي تمسكت بها في حياتها.

وأكدت الراحلة أن المرأة، في نظرها، هي الأم التي تربي الأجيال، مشيرة إلى أنه إذا أخطأت يجب دعمها، وإذا أصابت ينبغي احترامها والانحناء لها تقديراً.

وأوضحت أن مفهوم الأنوثة بالنسبة لها يتمثل في الرقة والبساطة والعذوبة، وليس فقط في المظهر الخارجي، لافتة إلى أن الجمال الحقيقي للمرأة ينبع من روحها وصفاتها الطيبة وقلبها النقي، وهو ما ينعكس على ملامحها أكثر من مستحضرات التجميل.

وأضافت سعاد حسني أنها كانت تفضل أن يقال عنها "امرأة عاقلة" أكثر من أن توصف بالجمال أو الذكاء أو الطيبة، مؤكدة إعجابها بالمرأة القوية القادرة على تحمل المسؤولية، والتي تتسم بعقلانية وحكمة.

كما أشارت إلى أن الغموض يمكن أن يضيف إلى جاذبية المرأة، شرط أن يكون غموضاً ساحراً قائماً على الذكاء والمشاكسة، رغم أنها كانت من أنصار الصراحة والوضوح.

وفيما يتعلق بالمشاعر، كشفت سعاد حسني عن أن دموع المرأة غالية، مؤكدة أن دموعها كانت تذرف تلقائياً في مواقف الظلم أو الاضطهاد، وليس من أجل استدرار العطف ولفتت إلى أنها بكت فعلياً في أحد المشاهد أثناء تصوير فيلم مع المخرج سعيد مرزوق، بسبب تأثرها بالموقف الدرامي.

 

من هي سعاد حسني؟

ولدت سعاد حسني في حي بولاق بالقاهرة لعائلة فنية، فوالدها محمد حسني البابا كان من كبار الخطاطين في مصر، وشقيقتها هي المطربة المعروفة نجاة الصغيرة، بدأت مشوارها الفني منذ الطفولة، من خلال برامج الأطفال مع بابا شارو، وتم اكتشافها سينمائياً على يد عبد الرحمن الخميسي.

وشكلت أفلامها نقلة نوعية في تاريخ السينما المصرية، إذ اختيرت في احتفالية مئوية السينما المصرية عام 1996 لتحتل المركز الثاني في استفتاء أفضل ممثلة في القرن العشرين، كما دخلت ثمانية من أفلامها قائمة أفضل 100 فيلم في تاريخ السينما المصرية.

 

أبرز أعمالها

قدمت سعاد حسني العديد من الأفلام التي أصبحت من علامات السينما العربية، من أبرزها:حسن ونعيمة، إشاعة حب، السبع بنات، السفيرة عزيزة، عائلة زيزي، غصن الزيتون، خلي بالك من زوزو، أميرة حبي أنا، بئر الحرمان، غروب وشروق، الاختيار، الراعي والنساء، وهو آخر أفلامها الذي عرض عام 1991.

ورغم رحيلها، تظل سعاد حسني حاضرة في الوجدان الجمعي المصري والعربي، كنموذج للمرأة التي جمعت بين الموهبة، والوعي، والصدق، والجمال الإنساني والفني.

تم نسخ الرابط