قصة أغنية "الأطلال" التي زارت بسببها أم كلثوم بيت السنباطي في الفجر

تعد أغنية "الأطلال" واحدة من أبرز كلاسيكيات الطرب العربي وقد ارتبطت باسم أم كلثوم بصفتها الصوت الذي منحها الخلود، وباسم رياض السنباطي باعتباره الملحن الذي صاغ ألحانها بعين فنية دقيقة.
ولكن خلف هذا النجاح الفني الكبير، تختبئ قصة خلاف فني طويل، كاد أن يمنع الأغنية من الوصول إلى الجمهور.
الخلاف الفني
بدأت الأزمة حين اعترضت أم كلثوم على النهاية اللحنية لبيت: "لا تقل شئنا فإن الحظ شاء"، وشعرت أن الطبقة التي اختارها السنباطي أعلى مما ينبغي، وقد تؤثر على أدائها الحي، وطلبت منه تعديلها، غير أن رياض السنباطي المعروف بدقته وحرصه الشديد على رؤيته الفنية، رفض التغيير وتمسك باللحن كما وضعه.
انسحاب السنباطي وتوقف الأغنية
وفي رد فعل مفاجئ أنهى السنباطي الجلسة غاضبًا، بعد أن ألقى عوده على الأرض وغادر المكان، وعلى مدار السنوات الأربع التالية، توقفت كل محاولات إتمام العمل، رغم الضغوط والمحاولات الودية.
وتمسك السنباطي بموقفه، ورفض أي تعديل على المقطع محل الجدل، بينما فضلت أم كلثوم الانتظار على تقديم عمل لا تشعر بارتياح كامل تجاهه.
قرار مفاجئ يعيد الأغنية
وبعد مرور أربع سنوات قررت أم كلثوم أن تسجل الأغنية كما لحنها السنباطي دون أي تغيير، وفي أول حفل غنائي تؤدي فيه "الأطلال"، فوجئت بتفاعل كبير من الجمهور مع الجملة المختلف عليها، ما دفعها لتكرارها ثلاث مرات متتالية، في لحظة أثبتت فيها أن الرؤية الفنية الصادقة تتحدث عن نفسها.
زيارة بعد منتصف الليل
وعقب انتهاء الحفل قرابة الثالثة فجراً، طلبت أم كلثوم من سائقها التوجه مباشرة إلى منزل رياض السنباطي، حيث فاجأته بزيارة غير متوقعة، وهناك وبكلمات قليلة لكن ذات دلالة، أخبرته أنها غنت الجملة كما أراد، وأعادت تكرارها احتراماً لجمالها الفني.
وخرجت أغنية "الأطلال" إلى الجمهور رغم الخلاف الطويل في صورتها الكاملة، لتصبح واحدة من أشهر ما غنت أم كلثوم، وأحد أبرز ما لحن رياض السنباطي، ولعل هذه القصة توثق كيف أن الخلاف الفني لا يقلل من القيمة، بل أحياناً يصنعها.