شيرين عبد الوهاب.. الفنانة التي امتلكت قلوب الجميع رغم كل شئ

شيرين عبدالوهاب
شيرين عبدالوهاب

رغم الأزمات المتكررة، والتصريحات الجدلية، والقرارات المفاجئة بالإختفاء والعودة، تبقى شيرين عبد الوهاب واحدة من أكثر النجمات قربًا لقلوب الجمهور العربي، فهي حالة فنية وإنسانية فريدة، تتأرجح بين النضج والاندفاع، وبين الانكسار والتألق، لكنها في كل مرة تسقط، وتعود أقوى، ليبقى السؤال حاضرًا.. كيف تحتفظ شيرين بحب الناس رغم كل ما يحدث؟

 

شيرين صوت يحكي وجع الناس


ليست شيرين عبد الوهاب مجرد مطربة صاحبة صوت قوي، لكنها فنانة تملك قدرة نادرة على الغناء من القلب، منذ بدايتها بأغنية "آه يا ليل"، وحتى أغنياتها الأخيرة، قدمت مشاعر صادقة جعلت المستمع يشعر أن الأغنية كُتبت عنه، في أغنيات مثل "جرح تاني" و"كده يا قلبي" و"مشاعر"، كانت تعبر عن لحظات انكسار حقيقية، وصراعات داخلية مر بها الجمهور نفسه.

 

الجمهور يرى شيرين في نفسه


في زمن يضع فيه الجمهور الفنانين داخل قوالب مثالية، كسرت شيرين هذه الصورة، وظهرت كإنسانة قبل أن تكون نجمة، فبتلقائيتها، وعفويتها، ورغم أخطأها، ولكنها لم تدّعِ الكمال يومًا، وهذا تحديدًا ما جعل الناس يتمسكون بها.

حتى في أصعب لحظات حياتها الشخصية، مثل أزمتها الشهيرة مع زوجها السابق المطرب حسام حبيب، أو فترة دخولها المستشفى للعلاج النفسي، كان التعاطف الجماهيري حاضرًا بقوة، وأصبح كثيرون يرون فيها "قصة إنسانة مشهورة لكنها موجوعة ".

 

اعتزال وعودة.. والحب لا يتغير


منذ عام 2016، أعلنت شيرين أكثر من مرة اعتزالها الفن، ففي مفاجأة لم يكن يتوقعها الجميع، أعلنت شيرين عبدالوهاب اعتزالها الغناء والفن، وكان ذلك نقلا عن الصحفي ربيع هنيدي، فقد أجرت شيرين اتصالا بربيع هنيدي من أجل إعلامه بالأمر، وطلبت منه إعلانه للجميع عبر حسابه.

وأكدت شيرين في التسجيل الصوتي أنها اعتزلت الفن بشكل لا رجعة فيه، وأن قرارها كان قرار نهائي لا يمكن أن تتراجع عنه، ثم عادت لتتراجع بعد ضغط محبيها، وكان الجمهور في كل مرة ينتظرها وكأنها لم تغب، وهذه العلاقة بين شيرين وجمهورها لا تبنى على الانبهار فقط، بل على المشاركة العاطفية، وكأن صوتها أصبح جزءًا من حياة الناس اليومية.

في آخر عودة لها بعد فترة غياب قسري، أبهرت جمهورها بحفلات ناجحة، وأغانٍ قوية مثل "كلها غيرانة"، " وبتمنى أنساك"، التي تصدرت التريند رغم توقيت إصدارها الصعب، لتؤكد أن مكانتها في القلوب لم تتغير.

 

رغم الهجوم.. شيرين تسامح الناس


ما يُحسب لشيرين أيضًا، أنها لا تحمل ضغينة، ورغم الهجوم الإعلامي المتكرر، وغضب بعض الصحف منها، كانت دائمًا تعتذر ببساطة أو تتجاهل، وتعود لغنائها وكأنها تغلق الصفحة الماضية تمامًا، و قدرتها على الاستمرار دون الانشغال بردود الفعل، جعلتها تستمر حين توقف غيرها.

 

شيرين ليست الفنانة المثالية، وهذا سر قربها من الناس، تتحدث بعفوية، تضحك وتبكي أمام الكاميرا، تخطأ وتعتذر، أشياء تجعل الناس تراها مثلهم، وليست نجمة من عالم آخر.


صوت ووجدان جيل كامل


لا يمكن الحديث عن شيرين دون الاعتراف بأنها أصبحت صوت جيل كامل من النساء والرجال، ممن عاشوا على أغانيها، وبكوا مع كلماتها، واحتفلوا بنجاحها رغم كل ما مرّت به، فـ شيرين عبد الوهاب ليست مجرد فنانة تغني، لكنها وجدان صوتي مرّ بتقلبات الحياة على الملأ، ومع ذلك لا تزال تملأ المسارح وتُشعل القلوب.

تم نسخ الرابط