من "عيون" إلى "برستيج".. من يملك لقب "أول مسلسل جريمة كوميدي"‎

وشوشة

في كل موسم درامي جديد، تخرج علينا أعمال تتفاخر بأنها "الأولى من نوعها"، ومع عرض مسلسل برستيج الذي يعرض حاليا، تم تقديمه باعتباره أول مسلسل يجمع بين الكوميديا والجريمة، فهل فعلا لم يقدم هذا النوع من قبل؟

قبل أكثر من أربعة عقود، كان هناك مسلسل اسمه "عيون"، يضحكك ويقلقك في نفس اللحظة، ويتركك تفكر في الإنسان، والجريمة، والمجتمع.

 

مسلسل "عيون" إنتاج 1980

مسلسل عيون لم يكن مجرد عمل كوميدي من بطولة فؤاد المهندس وسناء جميل، بل كان سيناريو ذكي من بهجت قمر، يخفي خلف سخريته نقد حاد للطبقات الاجتماعية، للبيروقراطية، وللجنون الإنساني.

 

قصة مسلسل عيون
بطل المسلسل محامي محترم يعاني من أزمة "المشي أثناء النوم"، تستيقظ زوجته يوما لتكتشف صورة لفتاة مقتولة في جيبه، تبدأ الشكوك، ويتحول البيت إلى تحقيق، والعائلة إلى محققين، والجمهور إلى شركاء في الجريمة.

لكن ما ميز مسلسل عيون هو حفاظه على خفة دمه وسط كل هذا التشويق، كانت الضحكة وسيلة لاختراق أسئلة خطيرة، مثل هل يمكن أن نرتكب جريمة دون أن ندري بارتكابها ونحن نائمين؟، هل تصبح العفوية خطرا؟ كإعطاء ملابسنا لشخص غير جدير بالثقة ويمكنه أن يورطنا في جريمة قتل، اسئلة يمكنك معرفة إجابتها إذا شاهدت مسلسل عيون.
 

مسلسل "برستيج" إنتاج (2025)

"برستيج" مسلسل يحمل بصمة معاصرة، وفكرة مثيرة، فالأحداث تدور داخل مقهى مغلق، عاصفة خارجية، جثة مجهولة، ومجموعة من الأشخاص يُجبرون على التحقيق فيما بينهم، كوميديا سوداء تتسلل في الحوارات، توتر يزداد مع كل حلقة، وهو من بطولة مصطفى غريب، محمد عبد الرحمن (توتا)، سامي مغاوري، دينا، راندا عوض، بسام رجب، آلاء سنان، أمينة البنا، معاذ نبيل، عمر شريف، تأليف إنجي أبو السعود، إخراج عمرو سلامة، مع وجود مجموعة من ضيوف الشرف وهم يسرا، أحمد داوود، شيماء سيف، محمد ثروت.

ويعد مسلسل "برستيج" عمل جيد من حيث الإخراج، الإيقاع، واختيار الممثلين، لكنه ليس الأول من نوعه، بل هو امتداد لفكرة زرعها "عيون" منذ زمن.
 

بين الريادة والحداثة.. أين المشكلة؟

المشكلة ليست في مسلسل "برستيج"، بل في الذاكرة الإعلامية القصيرة، وفي التسويق الذي يقطع كل صلة بما سبق.
هل يجب أن ننتظر إعادة بث "عيون" على المنصات الحديثة ليدرك الناس أنه كان هناك عمل كوميدي جريمة من قبل؟ وربما سبق مسلسل "عيون" مسلسلات أخرى تحمل نفس التصنيف، أم أن علينا  أن نبحث عن جذور كل نوع درامي قبل أن نمنح لقب "الأول" لأي مسلسل جديد؟، ولماذا نتعامل مع مفهوم الأول باعتباره الأنجح!.

إذا كان "برستيج" قد أعاد تقديم الكوميديا المختلطة بعالم الجريمة بشكل عصري، فـ"عيون" هو من غرس هذه الفكرة أولاً.

الريادة لا تمحى بمرور الزمن، بل توثق وتكرم، والتاريخ، كما نعلم، لا يعاد كتابته.. بل يعاد اكتشافه.

تم نسخ الرابط