حكاية مصممة أزياء مثيرة للجدل… فريدة تمراز ما بين هوية مصرية وجُرأة عالمية

في كل عرض أزياء، وكل ظهور إعلامي، وكل فستان بتصممه… لازم تسيب وراها علامة استفهام.
فريدة تمراز مش بس مصممة أزياء، دي حالة، ومهما اختلفت الآراء حوالينها، الكل بيتفق إنها “مش شبه حد”.
ظهرت بقوة في عالم الموضة بتصميمات غريبة، أحيانًا خارجة عن المألوف، وأحيانًا جريئة لدرجة تخلي الجمهور يقف محتار: هل دي عبقرية؟ ولا صدمة متعمدة؟
هل هي موهبة بتسبق وقتها؟ ولا بتلعب على التريند بس؟
* من القاهرة لهوليوود… ومن السجادة الحمراء لمواقع الجدل..
لكن فريدة تمراز لم تبنِ مجدها فقط على الإبداع، بل أيضًا العلم والتنظيم والعمل الجاد.
فهي خريجة الجامعة الأمريكية بالقاهرة، تخصصت في الاتصالات التسويقية، علم النفس، وإدارة الأعمال، ثم حصلت على ماجستير في تسويق الموضة.
ومع هذا التكوين العلمي، استطاعت تمراز أن تبني علامتها التجارية “Temraza” بخطوات ثابتة ومدروسة.
حصلت على جائزة أفضل مصممة أزياء في أسبوع الموضة بنيويورك عام 2017، وفازت بالمركز الأول في أسبوع الموضة بباريس، كما وضعت بصمتها في أسبوع الموضة بلندن، لتصبح أول مصرية تحقّق هذه الإنجازات
وسرعان ما لفتت الأنظار بأسلوبها اللي بيمزج بين الشرق والغرب، وبين القديم والمستقبلي.
وفي كل مناسبة، فستان من تصميمها بيعمل ضجة.
إما لأنه “جريء جدًا”، أو لأنه “غير مفهوم”، أو لأنه ببساطة بيكسر القواعد.
لكن وسط كل ده، فريدة بتحقق قاعدة ثابتة:
الناس بتتكلم عنها!
وده في حد ذاته نجاح… في عالم الأزياء، الصمت هو الفشل.
* “أنا مش بعمل فساتين لترضى عني الناس.. أنا بعملها علشان أغيّر اللعبة.”
الجملة دي ممكن تلخص شخصية فريدة تمراز.
هي مش بتدور على رضا الكل، لكن بتدور على بصمتها.
بتحب تبقى محور الجدل بدل ما تكون على الهامش.
حتى لما الناس انتقدوا تصميم فستان ظهرت بيه فنانة مشهورة في مهرجان، ردت بكل ثقة:
“أنا مش بعمل فساتين لترضى عني الناس.. أنا بعملها علشان أغيّر اللعبة.”
“فريدة تمراز”.. اسم هتفضل تسمعه كل شوية،
يا إما في تريند، يا إما في عرض،
بس الأكيد… عمره ما هيعدي مرور الكرام.
* من محمد رمضان إلى كليوباترا… وفريدة تمراز دائمًا بتوقيع خاص
أحدث ظهور للنجم محمد رمضان أثار حالة واسعة من الجدل، بعد إطلالته في أحد الفعاليات بتصميم غير تقليدي يحمل توقيع فريدة تمراز.
الإطلالة جمعت بين الجرأة والدراما البصرية، وكانت كفيلة بفتح نقاش واسع على السوشيال ميديا، كالعادة في كل مرة يظهر فيها رمضان بشكل خارج عن المألوف.
لكن ما لا يعرفه كثيرون، هو أن فكرة التصميم نفسها استخدمتها فريدة تمراز قبل ذلك بفترة، ولكن في سياق مختلف تمامًا، وبأسلوب فني راقٍ مع السوبرانو العالمية أميرة سليم
* من النصف جنيه لكليوباترا… الفكرة التي سبقت الجدل
في 31 يناير الماضي، ظهرت السوبرانو العالمية أميرة سليم خلال حفل ختام الأسبوع الثقافي المصري في قطر، وهي ترتدي فستانًا من تصميم فريدة تمراز، اعتمدت فيه على عملة النصف جنيه المصري التي تحمل وجه الملكة كليوباترا، لتكون محور التصميم.
الهدف من الفكرة لم يكن شكليًا فقط، بل حمل رسالة عميقة عن الهوية المصرية والاعتزاز بالتاريخ، إلى جانب التأكيد على الاستدامة واحترام البيئة، إذ صُمّم الفستان من بقايا وخامات فساتين زفاف مختلفة، أعيد توظيفها بحرفية وفكر واعٍ.
واللافت أن تمراز كانت قد عرضت هذا التصميم في أحد عروض الأزياء العالمية قبل عام ونصف، مما يعكس رؤيتها الفنية في أن التصميم ليس لحظة عابرة، بل عمل قابل لإعادة التقديم والتأويل بحسب السياق والشخصية.
* إطلالة السيدة الأولى… البساطة التي تليق بالمقام.
في مقابل هذه الإطلالات الجريئة، قدّمت فريدة تمراز أيضًا تصميمات راقية تتسم بالهدوء والرقي، أبرزها ما ارتدته السيدة الأولى انتصار السيسي في إحدى المناسبات الرسمية.
الإطلالة حملت توقيعها، لكنها كانت بسيطة، أنيقة، كلاسيكية، ومتزنة—تعكس احترامها لمكانة الشخصية، وفهمها الدقيق لما يناسبها بصريًا وإعلاميًا.
* تصميم بالشخصية… لا بالقصّة فقط
ما بين الجرأة والهدوء، الدراما والرقي، تكشف فريدة تمراز عن قدرة استثنائية في قراءة الشخصية التي تصمم لها، فتقدّم لكل اسم بصمة تليق به، سواء كان فنانًا يحب كسر القواعد، أو سيدة أولى يُحتذى بها في الحضور المتزن.
فريدة لا تفرض ذوقها… بل تحاور من ترتديه، ثم تترجم شخصيته في خيوط.
ولهذا، تظل مصممة مثيرة للجدل، لأنها ببساطة لا تكرر نفسها، ولا تكرّر غيرها
* فريدة تمراز… ما بين حُكم الجمهور وحرية المصمم
ناس شايفة إنها بتعبر عن المرأة القوية، المختلفة، اللي مش بتخاف تقول “أنا هنا”،
وناس تانية شايفة إنها بتتخطى الحدود، وبتصمم “عشان تتشهر مش عشان الفن”.
لكن سواء اتفقت أو اختلفت، محدش يقدر ينكر إنها خلقت لنفسها مكانة خاصة جدًا في ساحة الموضة، وسابت بصمة مش هتتمسح بسهولة.
ربما تختلف الآراء حول تصميماتها، لكن ما لا خلاف عليه أن فريدة تمراز اختارت أن تصمم بطريقتها، وبصوتها، لا بصدى أحد آخر.
وبين كل فستان وفستان، تترك وراءها سؤالًا جديدًا… لا إجابة واحدة له، وهذا في حد ذاته تصميم.






