سبع سنوات في الجيش قبل التمثيل.. محطات في حياة محمود الجندي‎

محمود الجندي‎
محمود الجندي‎

في مثل هذا اليوم، ولد واحدا من أهم نجوم الدراما والسينما المصرية، الفنان الراحل محمود الجندي، الذي لم يكن مجرد ممثل، بل كان "جندياً" بالمعنى الحرفي للكلمة.

ترك بصمة لا تنسى في تاريخ الفن، ولمع اسمه في ذاكرة الجماهير بفضل أدواره المؤثرة، لكن خلف الكاميرا كان يحمل حكاية وطنية خالصة، قد لا يعرفها الكثيرون، بدأت مع نكسة 1967 وانتهت عند نصر أكتوبر المجيد.

وفي هذا التقرير، نستعرض في ذكرى ميلاده لمحة من تجربة محمود الجندي الوطنية خلال فترة تجنيده كضابط احتياطي.

 

من معهد السينما إلى ميادين الحرب

تخرج محمود الجندي في معهد السينما عام 1967، في لحظة كانت الأحلام كبيرة والطموحات بلا حدود، إلا أن نكسة يونيو كانت كفيلة بقلب كل شيء فبدلاً من أن يبدأ مشواره الفني كما تمنى، التحق بالقوات المسلحة مجنداً كضابط احتياطي، ليقضي في الجيش سبع سنوات كاملة من عمره، ما بين 1967 وحتى 1974.

طوال فترة تجنيده، خدم الجندي كضابط احتياطي بالقوات الجوية، وتنقل بين عدد من المطارات، من حدود السودان وحتى مطار فايد، مروراً بالمنيا ومواقع أخرى التجربة القاسية منحته صفة ظلت لصيقة به حتى وفاته "القوة" فقد كان يودع أصدقاءه في كل مهمة طيران، ليعود بعضهم شهداء، وهو ما ترك أثراً عميقاً في قلبه.

 

زواج في قلب المعسكر

وسط أجواء الحرب والانتظار، قرر محمود الجندي الزواج وهو في عمر الثالثة والعشرين، بعدما ظن أن خروجه من الجيش بات أمراً مستحيلاً، فاستسلم للقدر وبدأ حياته الزوجية وهو لا يزال يرتدي الزي العسكري.

وتحدث الجندي في أكثر من لقاء تلفزيوني عن لحظة العبور في أكتوبر 1973، حين كان متواجداً في مطار فايد، مشيراً إلى أن إعلان الحرب كان مفاجئاً لهم كجنود، تماماً كما كان للعدو، بسبب السرية التامة التي فرضتها القيادة العليا.

ورغم تألقه في التمثيل، إلا أن خلف شخصيته الهادئة كانت تقبع تجربة وطنية ثرية، جعلت منه ليس فقط فناناً متميزاً، بل رمزاً للانتماء والتضحية وفي ذكرى ميلاده، لا نحتفي فقط بمشواره الفني، بل أيضاً بحكايته التي تجسد معنى "ابن البلد" في أصدق صوره.

تم نسخ الرابط