حكايات سيما 4.. مفاجأة المخرج العالمى الجزائرى الأصل محمد الأخضر حامينة: طلبت من الفرنسية "إيزابيل إدجانى" منح "يوسف شاهين" أى جائزة

محمد الأخضر حامينة، هو المخرج العربى الوحيد الحائز على جائزة السعفة الذهبية بكان عن فيلمه الشهير " وقائع سنوات الجمر" من إنتاج عام 1975، تلك الجائزة التي يفخر بها كل سينمائي عربي، و ليس جزائري فقط، إذ لم يتمكن أي سينمائي عربي آخر بعد حامينة أن يحصل علي تلك الجائزة، الفيلم يحكي عن نضال وطنه الجزائر ضد الاستعمار الفرنسى و سيناريو و حوار الروائى الجزائرى الكبير " رشيد بوجدرة "، أعترف أن الصدفة وحدها جعلتني ألتقي بـ" حامينة" أثناء حضور كلانا لإحدي فعاليات مهرجان وهران بالجزائر منذ عدة سنوات ، انتهزتها فرصة لأسأله  فى البداية عن مخرجنا الكبير الراحل يوسف شاهين فيقول حامينا: كان صديقى الله يرحمه و شاركت في إنتاج أحد أفلامه ألا و هو " عودة الابن الضال" من خلال مؤسسة السينما بالجزائر، كما شارك في كتابة هذا الفيلم صديقي المخرج الجزائري فاروق بلوفة، إلي جانب يوسف شاهين نفسه ، و كذلك كان معهما صلاح جاهين، ثم أكمل حامينة، كلامه قائلا: من وجهة نظري شاهين  كمخرج  قدم  الكثير للسينما المصرية و العربية علي حد سواء .
ثم استطرد حامينة في الحديث عن شاهين مفجرا مفاجأة كبري أثناء حديثي معه ألا هي،  إنه هو الذى طلب من صديقته الممثلة الفرنسية الكبيرة " إيزابيل إدجانى"، التي كانت وقتها رئيسة لجنة التحكيم بمهرجان كان عام 1997، منح شاهين أي جائزة ،  خاصة أن فيلمه المصير، الذي  لم  ينل إعجاب أعضاء لجنة التحكيم وقتها، لكن " إدجاني " استجابت لرغبتى، فأوصت إدارة المهرجان، و اللجنة بمنحه جائزة كنوع من التكريم عن مجمل أعماله، أو ما أطلقوا عليها " إنجاز العمر".
و عن قصته  بمهرجان كان و كيف بدأت فقال "حامينة": تقريبا في عام 1967 حينما شاركت بفيلمي الروائي الأول "ريح الأوراس"  الذي تم إنتاجه عام 1966، و هو أول فيلم جزائري يدخل مهرجان كان، و أثار حفيظة المحاربين القدامي و كذلك من يعرفون باليمين الفرنسي، حيث خرجوا و تظاهروا ضد عرض الفيلم  بمهرجان " كان"، خاصة إنني قمت بإهداء فيلمي الأول كروائي طويل  لوالدي الذي مات من آثار التعذيب الفرنسي قبيل حرب التحرير الجزائرية، و حصلت من خلال هذا الفيلم علي جائزة الكاميرا الذهبية، حيث أضاع المخرج السنغالي "عصام سمبان " فرصة الحصول علي جائزة السعفة الذهبية، حينما قرر عدم منحي صوته فضاعت مني تلك الجائزة الأولي بفارق صوت واحد فقط، علي الرغم من إنني ساعدته في إنتاج أفلام عديدة له، و خرج في مؤتمر صحفي في مهرجان "كان" ليبرر عدم منحه لي  صوته قائلا عني إنني مخرج شاب ، و مازال الطريق أمامي وهذا ما حدث إنني  عدت بعد  عدة سنوات، و حصلت علي الجائزة، من خلال فيلمي " وقائع سنوات الجمر" عام 1975 .
كما سألت " حامينة " لماذا يحرص علي المجئ  لـ" وهران" بينما يعتذر فى الغالب عن الحضور كل المهرجانات الكبرى، و الدولية فقال لى: وهران بلد جميلة و الناس فيها دائمة مبتسمة هذا السر الحقيقي لمجئ إليها، باهية كما نقول عليها.
 كما أنه في هذه  الدورة من المهرجان يعرض لى  آخر أفلامى و  هو "غروب الظلال" من بطولة كل من مروان منصوري، برنارد مونتيل، لوران هينكان، نيكولا بريديه، سمير بويتار،  الذي حرمت من دخول المسابقة الرسمية لمهرجان كان، بسبب مضمونه السياسي، و هو من إنتاج عام 2014 ، و قدمته و عمري 80 عاما، حيث  يحكى هذا الفيلم حول رقيب فرنسي يؤمن بأن الجزائر تنتمي لفرنسا، أثناء حرب التحرير الجزائرية، يتمرد عليه جنديا جزائريا حينما يطلب منه إعدام مواطنا جزائريا، و تتوالي الأحداث، بعد تلك المواجهة.
أما عن فيلمه ريح الرمل، فقال حامينا: من أقرب أفلامي لي، و رشحت من خلاله لجائزة الأوسكار لأفضل أجنبي، و هذا الفيلم أذكر أنه لم يكن به أي حيل أو خدع سينمائية، و قصته كانت تدور حول أهل قرية، بالصحراء الرمل يدخل عليهم البيوت بعد العاصفة، و أذكر إنني صورت الفيلم في أماكنه الطبيعية، و أهل المنطقة كان ينظرون للسماء ثم يقولون لي "سي محمد "، ستكون هناك عاصفة رملية قوية غدا علي سبيل المثال ، فأجهز نفسي للتصوير و هكذا. 
أشار حامينة صاحب الـ 6 مشاركات بـ " كان " : أن السينما العربية ما ينقصها سوي الإنتاج لأن الفن إمكانيات، و كذلك نحن بحاجة لأفكار جديدة سينمائيا كما أن الفن ليس له حدود، كما أن الكاتب الكبير و الفنان "بوالو" الذي يعد من أشهر فناني القرن السابع عشر، أن أي بلد بلا فن ، هي بلد بلا روح .
أما عن السر  وراء تركه  لدراسة الزراعة في فرنسا، و اتجاهه لدراسة السينما هناك، فقال حامينة أن تلك القصة غريبة و لم ينساها، و هي أن والد صديقه كان مصورا سينمائيا، و ذهبا إليه في البلاتوهات كثيرا، و في إحدي المرات ضربه حينما  جلس علي الكاميرا قائلا له: أنت لست سينمائيا، كي تجلس كذلك، فقلت له: سأكون سينمائيا، و قد كان، و بلا شك أحببت السينما من خلال زياراتي الكثيرة و المتعددة لبلاتوهات السينما.
أشار حامينة إلي أنه شارك في الحكومة المؤقتة للجزائر بعد ثورة التحرير في تونس، و عمل معهم كمصور صحفي، في عدد من الأفلام الوثائقية التي وثقت لفترة لحرب الجزائرضد الاحتلال، ثم ذهب لدراسة السينما في تشيكوسلوفاكيا ليصبح بعدها واحدا من أهم المخرجين العرب في العالم، حيث شارك بمهرجان كان، 6  مشاركات سينمائية بدأها عام 1967، كما رشح حوالي مرتين لجائزة الأوسكار كأفضل فيلم أجنبي، و حصل عن فيلمه الأول ريح الأوراس جائزة الكاميرا الذهبية بمهرجان كان.