رئيس مجلس الإدارة
محمود إسماعيل
رئيس التحرير
عمرو صحصاح
رئيس مجلس الإدارة
محمود إسماعيل
رئيس التحرير
عمرو صحصاح

حوار/ محمود نصر: "ممالك النار" كشف زيف التناول الدرامى التركى.. وتعلمت كثيرا من خالد النبوى

فنان سورى، أبهر الجمهور بدوره في مسلسل "ممالك النار"، حيث جذبنا بتجسيد شخصية السلطان "سليم الأول"، وظهر بشكل جديد وأداء فني مختلف، ليضع بصمته على جدار الدراما التاريخية، وينصب نفسه سفيراً للفن في الوطن العربي هو الفنان السورى "محمود نصر".

حرص "وشوشة" على لقاء ـ"نصر" للحديث معه عن تفاصيل التجربة.. وكيف استعد لتجسيد الشخصية؟...

إليكم نص الحوار.....

في البداية.. كيف وجدت ردود الفعل على دورك في مسلسل "ممالك النار"؟

سعيد بانتمائي لفريق عمل مسلسل "ممالك النار"، ونجاحه الكبير على مستوى الوطن العربي، ولاحظت اهتمام المشاهدين بأحداثه عبر مواقع التواصل الاجتماعي، خاصة الجمهور السوري الذي أبدى إعجابه بشكلي وأدائي الفني، ومن أهم عوامل نجاح المسلسل اهتمام الجهة المنتجة بتوفير جميع الامكانيات اللازمة لخروجه في أفضل شكل، وأرى أن "ممالك النار" فتح الباب أمام المنتجين لتقديم الدراما التاريخية.

هل نجح "ممالك النار" في تشجيع الجمهور على مشاهدة الأعمال التاريخية؟

بالطبع، الجمهور يميل لكل ما هو جديد وكان مشتاقاً لعودة تلك النوعية من المسلسلات، فالأعمال التاريخية الناجحة التي قدمتها الدراما السورية خلال عصرها الذهبي والعلاقة المختلفة للممثل السوري باللغة العربية وإتقانه لها، يجعلان الممثلين السوريين قادرين على أداء أي دور تاريخي دون الشعور بأي إرهاق في استخدام اللغة أو نطقها نطقا صحيحاً.

تردد في الآونة الأخيرة أن بعض من فريق عمل المسلسل خضع لجلسات علاج نفسي بعد الانتهاء من العمل.. ما تعليقك؟

لا أعلم حقيقة ذلك الأمر، ولكن على المستوى الشخصي لم يحدث معي على الرغم أن شخصية "سليم الأول" تم وضعها في سياق شرير ومكروه من المتابعين بسبب تصرفاته الوحشية والأنانية، ولا شك أنني شعرت بالخوف من تجسيد الشخصية ولكن السيناريو خطفني منذ اللحظة الأولى. 

كيف استعد محمود نصر لتجسيد شخصية السلطان سليم الأول؟

توصلت للشكل الذي ظهرت فيه بدور سليم الأول في "ممالك النار" بعد 6 اختبارات ماكياج، وخضت مرحلة تحضيرات ضخمة تحت إشراف فرق متخصصة واحترافية بشكل عال، وأحب أن أوجه لهم كل التحية والتقدير على المجهود الكبير الذي بذلوه حتى أظهر بهذا الشكل، وفي نفس الوقت شعرت بالخوف منه وهذا ما بث بداخلي يقيناً أن الشخصية ستحقق نجاحاً كبيراً، وكنت أواصل العمل لأكثر من 16 ساعة في اليوم الواحد، أما بخصوص السمات النفسية والسلوكية لـشخصية سليم الأول فإنها تطلبت مني الاطلاع على العديد من القراءات التاريخية، وهذا ما جعلني أملك مفاتيحها.

كيف جاء ترشيحك لمسلسل "ممالك النار"؟

تلقيت اتصالاً هاتفياً من مخرج العمل وأخبرني بالدور ووافقت على الفور، وتحمست أكثر عندما علمت بوجود النجم خالد النبوي وشركة جينو ميديا للمنتج الإماراتي ياسر حارب.

ما أصعب المشاهد في المسلسل؟

الإرهاق في الفن لا يكون إرهاقاً جسدياً بقدر ما يكون نفسياً وذهنياً، فكل مشهد أقوم به له صعوبته الخاصة، والمشاهد الأقرب لقلبي هي مشاهد الموت، وهي التي نالت القدر الأكبر من إعجاب الجمهور.

وماذا عن تعاونك مع كوكبة كبيرة من النجوم في الوطن العربي وعلى رأسهم النجم المصري خالد النبوي؟

تجربتي في مسلسل "ممالك النار" محطة مهمة جداً فى مشواري الفني، وعلى صعيد التقرب من فريق العمل المختلف الجنسيات والإطلاع على طريقة تعاطيهم مع المهنة، وكل المعطيات كانت متوفرة لكل شخص وللممثل تحديداً، لكي يقدم أفضل ما لديه وأرى أن  الفنانين السوريين يتقنون العمل بالمسلسلات التاريخية، نظراً لتجربتهم السابقة وإتقانهم للغة العربية بشكل جيد، فضلا عن سعادتي بالتعاون مع نجم كبير ومثقف مثل خالد النبوي، الذي تعلمت منه الكثير أثناء كواليس العمل فكان له دور كبير في نقل بعض الخبرات التي تعلمها طوال مشواره الفني إلى شباب الممثلين الذين شاركوا في العمل، وفي الحقيقة أتمنى أن أخوض معه التجربة في أي عمل درامي خلال الفترة القادمة.

هل ترى أن عرض ممالك النار خارج السباق الرمضاني أتاح له الفرصة لجذب الجمهور؟

المسلسل لم يظلم في أي شيء كما يتوقع القلة القليلة من المتابعين، وهناك العديد من الجمهور السوري الذي تواصل معي وسألني عن عدم عرض العمل خلال السباق الرمضاني القادم، فمن وجهة نظري أن السبب الأول لذلك يرجع إلى أن عدد حلقات العمل 14 حلقة، وعرض المسلسل خارج رمضان أنصفه بشكل كبير وكنت سأقلق إذا عرض العمل في رمضان، بسبب عدد الأعمال الدرامية الكبيرة التي تعرض في الشهر الكريم، فأنا سعيد بالتجربة والجمهور أنصف العمل وأتمنى أن أخوض مثلها في المستقبل.

الأعمال التاريخية من المعهود أنها لا تقل حلقاتها عن 30 حلقة.. فمن وجهة نظرك لماذا قرر القائمون على العمل الاقتصار على14 حلقة فقط؟

مسلسل ممالك النار اقتصر على 14 حلقة فقط وليس 30 كما توقع البعض، وهو ما اعتبره صناع الدراما والجمهور كسراً للقواعد المعتادة، وهذا كان مقصوداً من المنتج وصناع العمل.

وما تعليقك على الحملات الالكترونية الشرسة التي انتقدت العمل مع عرض أولى حلقاته؟

توقعنا هذا الأمر من البداية، ولا زلنا نتوقع أن تستمر هذه الحملات على أي عمل تاريخي حقيقي، يكشف أمر ما لأنها معركة وعي قبل أن تكون جنود وجيوش وفي النهاية الوعي والأفكار لا يرد عليهم إلا بالوعي والأفكار المضادة، وهذه الحملات أتت بعدما أدركت أن المسلسل يكشف زيف التناول الدرامي التركي للتاريخ على مدار الـسنوات الماضية، إذ كان المجال متروكاً أمامهم لتزييف الوعي في تاريخ المنطقة، وتمجيد كل ما هو تركي وعثماني وتسفيه كل ما هو عربي، لذلك ممالك النار أول عمل عربي يكشف هذه الحقائق والمسكوت عنه في التاريخ العثماني وكيف أنه كان احتلالاً غاشماً دموياً، وليس غرضه التعمير والإصلاح كما يروجون فأنا أتوجه بتقديم التحية لكتاب العمل والشركة المنتجة على هذا العمل الضخم.

الجمهور المصرى كان من أبرز الداعمين لك أثناء عرض العمل.. فماذا تقول له؟

في الحقيقة، الفنان يعمل بالفن لكي يرضي جميع الأذواق، وأتمنى أن أكون عند حسن ظن جمهوري من جميع الأعمار والجنسيات فنحن نعمل من أجل المتعة الشخصية ولمتعة الجمهور أيضاً، وأشكر الجمهور المصري على التعاون الكبير فقد وصلني من المحبين العديد من التهاني التي أسعدت قلبي.

هل تبحث عن البطولة المطلقة خلال الفترة القادمة بعد ممالك النار؟

لا أنكر أن شخصية السلطان سليم الأول كانت بمثابة قفزة كبيرة وقوية بالنسبة لي، وفتحت أمامي أبواب كثيرة فى عالم الدراما في الوطن العربي، وكل فنان لديه الكثير من الطموحات وأنا سقف طموحاتي ليس له حدود، فمن منا لا يبحث عن البطولة المطلقة ولكن لها وقت لأن استغلال البطولة المطلقة بشكل خاطئ، يضع الفنان فى مأزق مع الجمهور ومن الممكن أن يقضي على مشواره الفني أيضاً، وعندما تأتي يجب ألا أفرح وأتوخى الحذر للحفاظ على النجاح.

فى النهاية.. لماذا قرر القائمون على العمل اختيار تونس للتصوير فيها؟

التصوير كان في تونس لأسباب كثيرة لا أعلم منها إلا أن استوديوهات طارق بن عمار كانت تناسب ما نقوم به، حيث استمر التصوير قرابة الـ8 أشهر وهو وقت طويل جداً بالنسبة لتصوير 14 حلقة فقط، واختيار تونس جاء بعد معاينات كثيرة وخلال الثمان أشهر قمنا فيها بالتدريب على ركوب الخيل والمعارك، بالإضافة إلى 4 أشهر أخرى لإنهاء مراحل الجرافيك والمونتاج والمكساج.