ثلاث قصص وراء مقطوعة" من أجل إليز" لـ" بيتهوفن"


في السابع والعشرين من شهر إبريل سجل الملحن وعازف البيانو "لودفيغ فان بيتهوفن" معزوفته الأشهر التي تسمى "من أجل إليز" وترجع الى  أحد الشخصيات البارزة في القرن الثاامن و التاسع عشر الميلادي وهي عُرفت بالحقبة الكلاسيكية فكان من أعظم الموسيقيين في عصره و ترك أعمالًا خالدة في تاريخ الموسيقى.

أكُتشفت المقطوعة على يد أحد تلاميذته بعد وفاته بأربعين عامًا لتكون رمزًا للعراقة و الكلاسيكية في أغلب الأماكن الراقية في مختلف البُلدان ،ولما لها من تأثير أصبح معرفة سبب تأليفها وهوية مُلهمته السرية أمرًا هامًا.

كان من الصعب الإجابة على ذلك السؤال بسبب غموض حياة الموسيقار ولكن كانت هناك بعض الروايات التى تؤكد وجود حبيبة ألهمته، خاصةً بعد وجود ثلاث رسائل بين مُقتنياته بمنزله مُخبأة بداخل أحد أدراجة يتصدرها جملة"حبيبتي الخالدة".

جولييتا جوشياردي

بعد شهرته بأولى تجاربه الناجحة في تأليف سينفونية في عام 1800م كان يبلغ من العمر 30 عاما عندما دخلت حياته ثلاث نساء شابات وهن " الكونتيسة جولييتا جوشياردي، وتيريز وجوزيفين برونزفيك ابنتي الكونت برونزفيك" ليعلمهم عزف على البيانو و أجمع المؤرخون على أن حبيبته الخالدة لم تخرج منهنّ إستنادًا الرسالة التي كتبها "بيتهوفن" لصديقه المقرّب "ويغلر" عام 1801يقول فيها: لا يمكنك أن تتصوّر كم كانت حياتي مقفرة وحزينة خلال السنتين الأخيرتين. لقد بدأ سمعي يضعف بطريقة أصبحت تؤرقّني. صرت اهرب من الناس. وأشعر أنني ضئيل جدّا وكما لو أنني عدوّ للبشر. لكن تغييرا مهمّا طرأ على حياتي الآن بفعل عذراء فاتنة تحبّني وأحبّها. أخيرا، وجدت بعض لحظات السعادة. ولأوّل مرّة اشعر أن الزواج يمكن أن يجعلني إنسانا سعيدا. لكن لسوء الحظ، لا يبدو أننا متماثلان في الكثير من الأمور". و أشار المؤرخون بأن العبارة الأخيرة إشارة على علاقته "بجولييتا".

كانت جولييتا شابّة  في السادسة عشر من عمرها جميلة ومفعمة بالحياة عندما وصلت مؤخّرا من ايطاليا مع عائلتها. ولأنها كانت معجبة كثيرا بعبقريّته الموسيقية,و لكن "بيتهوفن" لم يكن يتمتّع بالمال ولا بالمنصب أو الجاه،وكان شخصا غريب الأطوار، لذا من المتوقع أن ترفض عائلة الفتاة  أي عرض زواج منه.و نظرًا لإختلاف شخصياتهما فكانت "جولييتا" تتمتع بروح المغامرة مثلها مثل جميع النساء في عمرها بالإضافة الى مهارتها الفائقة و ملامحها الجذابة ،فكانت من السهل أن تجد لنفسها زوجًا مناسبًا عنه لذلك أكد "شيلندر" وهو من كتب سيرة "بيتهوفن" انها لم تكن تريد حقًا الزواج منه مع إدراكه هو للأمر أيضًا.

وعندما تزوجت جولييتا عام 1803م بموسيقار آخر أكدت إحدى رسائله الغامضة بعدم سعادتها بذلك الزواج حينما ذكر فيه " إنها تحبّني أكثر من زوجها. لكن يبدو انه يحبّها أكثر من حبّي لها". و أثناء تجربته تلك قد أنهمك في تأليف بعض اعماله منها "السيمفونية الثالثة "التي سُميت"البطولة".

تيريز برونزفيك

ولكن كان للكتّاب رأي آخر في حبيبة بيتهوفن الخالدة لأخرى تُسمى "تيريز برونزفيك" و لم لم يدم ذلك الإعتقاد طويلًا بعد كشفها رسائلها الخاصة في عام 1946م و أوضحت فيها انها لم تكن تحبه بل كانت تجمعهم علاقة صداقة  فكانا يتبادلا الرسائل وتصفة دائمًا بطيبة القلب و ليس أكثر من ذلك و لكن بعد وُجدت بحوزتها مقطوعة "من أجل إليز" بعد وفاته بسنوات تجدد الشك مرة أخرى.

جوزفين برونزفيك

و جاءت الرواية الثالثة مع شقيقة "تيريز" و هي الكونتيسة "جوزفين برونزفيك" و هي الأوقع بأن تكون حبه الخالد  بشهادة ممن سجلو سيرة حياة "بيتهوفن"  و ذلك لأن شقيقتها كتبت في مفكرتها الخاصة ان الرسائل التي أرسلها لجوزفين أوضحت حبهما العميق و لم يكن مجرد حبًا عابرًا كما في القصص السابقة ، و بدأت حينما التقا في عام 1800م لكن ولدتها أصرت أن تزوجها بنفس العام و لم يكن زواجها سعيدًا لأنها كانت تعشق الموسيقى و تجد الإلهام في دروس التي تلقتها على يد "بيتهوفن" بعكس زوجها الذي يكره الموسيقى حتى توفي بعد أربع سنوات و هنا بدأت العلاقة بينهما من جديد لمدة سنوات و لكن بسرية تامة و أكد البعض بقضائهم أجازاتهم سويًا في قرية ريفية قريبة من "بودابست" أثمرت بالحب العميق الذي كان بداخل الرسائل، ولكن إنتهت علاقتهم لأسباب مجهولة.

كان فريقًا آخر  من المؤرخون رأى ان تلك الرسائل لم تكن على حبيبة خالدة بالفعل و أن المرأة كانت في خياله فقط نظرًا لتعلق الفنانين بأحلامهم و مخيلاتهم طيلة الوقت.
تم نسخ الرابط