حواديت زمان.. قُبلة أنهت خصام عبد الحليم حافظ وأم كلثوم

عبد الحليم وأم كلثوم
عبد الحليم وأم كلثوم

تمتلئ حياتنا بالحكايات التي تظل جزءًا من واقعنا، نعيش معها بكل ما فيها من لحظات فرح وألم، لحظات تجعلنا نتأرجح بين اليأس والأمل في آن واحد، وتحثنا على الوقوف صامتين أمام حكمة القدر.

وحدوتنا اليوم عن واحد من أكثر المواقف التي هزت الوسط الفني في تاريخه، خلاف لا ينسى بين العندليب عبد الحليم حافظ وكوكب الشرق أم كلثوم، بدأ بكلمة وانتهى بقبلة، ليكتب فصل جديد في كتاب العلاقات المعقدة بين عمالقة الفن.

على الرغم من الذكاء الفني الكبير الذي تمتع به عبد الحليم، والموهبة التي جعلت منه أيقونة لا تتكرر، إلا أن حياته لم تكن خالية من العواصف، ومن بين تلك العواصف، خلافه مع أم كلثوم، والذي تسبب في قطيعة استمرت خمس سنوات كاملة.

القصة الكاملة

القصة بدأت في عام 1964، خلال حفل أقيم بمناسبة ذكرى ثورة يوليو، وهو الحفل الذي شهد حضور كبار رجال الدولة وعلى رأسهم الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، تأخر صعود عبد الحليم إلى المسرح بسبب طول وصلة أم كلثوم الغنائية، ما أثار استياءه، وجعله يصرح على الملأ بجملة أصبحت حديث الجميع:"أم كلثوم وعبد الوهاب أصرا إني أغني في هذا الموعد، ومش عارف إذا كان ده شرف ليا ولا مقلب".

الجملة التي خرجت في لحظة انفعال لم تمر مرور الكرام، فقد أغضبت الست أم كلثوم، التي قررت قطع علاقتها الفنية به ورفضت جميع الوساطات لإصلاح الموقف وحتى عبد الحليم، بكل جماهيريته ونفوذه، لم يستطع كسر هذا الجدار الذي بنته أم كلثوم بصرامة، وظل ممنوعاً من الغناء في احتفالات ثورة يوليو لمدة ثلاث سنوات.

مرت السنوات، وظل الخلاف قائماً حتى جاء عام 1970، وتحديداً خلال حفل خطبة ابنة الرئيس الراحل أنور السادات في القناطر، كان الرئيس يطمح لرأب الصدع بين النجمين الكبيرين، وهو ما حدث بالفعل عندما قرر عبد الحليم أن ينهي الخلاف بطريقة غير متوقعة.

وسط الحضور، وبحضور كبار الشخصيات، توجه عبد الحليم إلى أم كلثوم، وانحنى ليقبل يدها في لفتة إنسانية نبيلة، لترد عليه بابتسامة ساخرة قائلة:"إنت عقلت ولا لسه".

بهذه الكلمات، أسدل الستار على خلاف استمر خمس سنوات، وعاد الود بين اثنين من أعظم رموز الفن العربي، في مشهد لا يزال محفوراً في ذاكرة التاريخ الفني، يروي كيف أن الكبرياء قد ينهار أمام لحظة صدق، وكيف أن الخلافات الكبيرة تحتاج فقط إلى موقف حقيقي وصادق لتنتهي.

تم نسخ الرابط