حكاوي زمان.. القصة الكاملة لصفعة تلقاها محمد فوزي من مديحة يسري!‎

ارشيفية
ارشيفية

رغم مرور السنين، وتغير الملامح، وتطور الحياة، يفضل القلب أن يظل معلقاً بتلك الأيام التي رحلت، بزمن كانت فيه البساطة عنواناً، وكانت الضحكة خارجة من القلب، وكانت حكايات الفن تروى على مهل، وتصنع بصدق، نشتاق لتلك الأيام وكأنها الوطن، نسترجعها في الأغاني القديمة، في مشاهد الأبيض والأسود، وفي حكايات النجوم الذين رحلوا بالجسد، وبقوا في الذاكرة.

ومن هذا الحنين الجميل، قرر "وشوشة" أن يأخذكم كل أسبوع في رحلة إلى زمن الطرب الأصيل والدراما الحقيقية، من خلال سلسلة "حكاوي زمان" التي نفتح فيها دفاتر الفن الجميل، ونستعرض خلالها كواليس ونجاحات ومآسي وذكريات منسية، عن نجوم صنعوا مجد الفن.

حكاية اليوم: محمد فوزي يرفض تلقي "القلم" من مديحة يسري 

كشفت الفنانة الراحلة مديحة يسري في أحد اللقاءات القديمة عن كواليس مشهد شهير جمعها بالفنان محمد فوزي ضمن أحداث فيلم "بنات حواء"، موضحة أن المشهد كان يتطلب منها أن تصفع فوزي على وجهه، إلا أن الأخير رفض تماماً تنفيذ هذا الجزء من المشهد، وأصر على تغييره.

ووفقاً لرواية مديحة يسري، فقد اعترض فوزي بشدة على الفكرة، وتوجه للمخرج نيازي مصطفى معترضاً بقوله: "أنا فلاح، وابن فلاح من طنطا، ومش ممكن أبداً ست تضربني، وكمان تكون مراتي، إزاي".

المخرج نيازي مصطفى حاول إقناعه بأن السياق الدرامي للمشهد لا يعكس الواقع، موضحاً أن الشخصية التي تجسدها مديحة يسري ليست زوجته، وإنما امرأة قوية تتعلم الكاراتيه، وأنه في المشهد يظهر كمساعد يعمل لديها وقد أخطأ في حقها، ما يستدعي رد فعل حاد منها.

ورغم شرح المخرج، تمسك فوزي برفضه، وأكد أن "التمثيل لا يبرر المساس بالكرامة"، حسب تعبيره، مشدداً على أنه لن يقبل بمشهد تضربه فيه امرأة، حتى وإن كان داخل إطار درامي.

أمام هذا الرفض، لجأ نيازي مصطفى لحل تقني لتجاوز الموقف دون الإضرار بسياق الفيلم، حيث قام بتصوير المشهد من خلف باب، وطلاء الزجاج بلون معين يظهر ظل الشخص دون توضيح تفاصيله، ليبدو وكأن مديحة يسري قامت بضربه دون أن تظهر الضربة بشكل مباشر.

بهذه الحيلة الفنية، تم تنفيذ المشهد بنجاح، دون خرق لمبادئ محمد فوزي أو إخلال بالرؤية الإخراجية، لتبقى هذه الواقعة واحدة من أبرز كواليس "بنات حواء"، وتكشف عن مدى تمسك الفنانين في ذلك الزمن بمبادئهم حتى في أصغر التفاصيل الفنية.

تم نسخ الرابط