حواديت زمان.. وردة وبليغ حمدي "قصة حب انتهت بالعذاب"

في عالم مليء بالحكايات التي لا تنتهي، تتشابك المشاعر وتختلط اللحظات الجميلة بالألم والحزن، تماماً كما يحدث في قصص الحب التي تترك بصمات عميقة على القلوب.
وحكايتنا اليوم واحدة من تلك الحكايات التي تجسد الحب والفراق والألم في آن واحد، قصة تجمع بين وردة وبليغ حمدي، الثنائي الذي دخل التاريخ بفضل أعمالهما الفنية وحياتهما الشخصية المعقدة.
بدأت القصة حين استمعت وردة لأغنية "تخونوه" بصوت عبد الحليم حافظ أثناء وجودها في إحدى صالات السينما بفرنسا، ووقعت في غرام اللحن قبل أن تعرف اسم صاحبه، حين علمت أنه من توقيع بليغ حمدي، تعلقت به قبل أن تراه، وقررت العودة إلى مصر لمقابلته.
قبل لقائهما الأول، كان بليغ قد سمع صوت وردة من تسجيل قدمه له عازف الكمان أنور منسي، وغنت فيه واحدة من أغاني أم كلثوم، أعجب بصوتها بشدة، وقال حينها “أنا ممكن أخليها نجمة”، دون أن يدرك أن تلك الجملة ستتحول لاحقاً إلى واقع، لكن بثمن باهظ.
التقى الاثنان لأول مرة في منزل الموسيقار محمد فوزي، وبدأ التعاون الفني بأغنية "يا نخلتين في العلالي"، التي شكلت الانطلاقة، ليس فقط لمشوار فني مشترك، بل لقصة حب ولدت بصعوبة ونضجت وسط الأضواء.
ومع أول لقاء، بدأ بليغ يبوح بمشاعره تجاه وردة، لكن علاقتهما لم تسلم من العراقيل، إذ تدخل شقيقها وقرر إعادتها إلى الجزائر، رافضاً فكرة زواجها من رجل غير جزائري، ورافضاً تماماً دخولها في علاقة من قلب الوسط الفني.
لكن القدر أعاد جمعهما بعد سنوات، في احتفالات عيد استقلال الجزائر عام 1972، وهناك التقيا مجدداً، بعد أن كانت وردة قد انفصلت عن زوجها.
لم يتردد بليغ في التقرب منها مجدداً، وأقنعها بالعودة إلى مصر لمواصلة مشوارها الغنائي، وبدء صفحة جديدة من الحب والفن.
وفي عام 1973، تزوج الثنائي في حفل صغير داخل منزل الفنانة نجوى فؤاد، بحضور عدد من أصدقائهما المقربين، من بينهم عبد الحليم حافظ، الذي قدم أغنية "مبروك عليك" احتفالاً بزفافهما.
وبعد 6 سنوات من الزواج أثمرت عن عشرات الأغاني التي لا تزال حاضرة في وجدان الجمهور، منها "العيون السود"، و"بلاش تفارق"، و"على الربابة بغني"، و"بودعك"، و"أسمعوني"، و"الحنين".
لكن تحت بريق الألحان والمشاعر المعلنة، كانت هناك خلافات خفية تنمو بصمت، حتى تحول الحب الكبير إلى حالة من الانفصال التدريجي، ومع تصاعد الخلافات، انتهى الزواج رسمياً، وتفرق الحبيبان دون رجعة.