في عيد ميلاده.. كيف أنهت الغيرة زواج علي بدرخان وسعاد حسني؟

يحتفل اليوم الجمعة 25 أبريل، المخرج الكبير علي بدرخان بعيد ميلاده الـ79، وهو أحد أبرز الأسماء التي تركت بصمة خاصة في تاريخ السينما المصرية.
البداية الفنية
ولد بدرخان في القاهرة عام 1946، ونشأ في بيت فني عريق كونه نجل المخرج الشهير أحمد بدرخان، ولكن رغم ذلك لم يكن شغوفاً بالسينما في البداية، بل كان يحلم بالانضمام للقوات البحرية، إلا أن تأثير والده ومحيطه الفني كانا أقوى، ما دفعه للالتحاق بالمعهد العالي للسينما الذي تخرج فيه عام 1967، في سنة عرفت لاحقًا بـ"دفعة النكسة".
اللقاء الأول مع سعاد حسني
وارتبط اسم علي بدرخان على مدار حياته المهنية، بعدد من الأفلام المهمة، لكنه في ذاكرة الجمهور ارتبط أيضاً باسم سعاد حسني، ليس فقط كممثلة شاركته نجاحات مهنية، ولكن كامرأة أحبها وتزوجها وارتبط بها فنياً وإنسانياً.
وبدأت العلاقة بينهما عام 1969 أثناء تصوير فيلم "نادية"، حيث نشأت بينهما مشاعر إعجاب سرعان ما تحولت إلى قصة حب حقيقية رغم أن سعاد كانت تكبره بأربع سنوات.
وقد تحدث بدرخان في أكثر من مناسبة عن أن الفارق العمري لم يكن عائقاً، بل على العكس، كان يشعر أمامها بنضج وتفاهم غير عادي.
قصة حب انتهت بالانفصال
وتزوجا في أوائل السبعينات، واستمرت الزيجة لمدة 11 عاماً حتى عام 1980، لكنها لم تكن مجرد علاقة زوجية تقليدية.
وكان الإثنان شركاء في الفن والحياة، قدما خلالها أفلاماً من علامات السينما المصرية مثل "شفيقة ومتولي"، "أهل القمة"، و"الجوع"، وهي أعمال جمعت بين الأداء القوي لسعاد والرؤية الإخراجية المتعمقة لـ بدرخان، ولامست مشكلات اجتماعية وسياسية واقتصادية معقدة.
غيرة وفن وشراكة إنسانية
وفي أحد الحوارات النادرة، وصف علي بدرخان زواجه من سعاد حسني بأنه "خليط من العقل والقلب"، مشيراً إلى أن الغيرة كانت حاضرة بقوة في علاقتهما، لكنه لم يكن قادراً على السيطرة عليها في كثير من الأحيان، خصوصًا وأن سعاد كانت نجمة الجماهير الأولى حينها، وتحيط بها الأضواء والرجال والمجتمع.
واعترف بدرخان أن زواجهما لم يكن سهلاً رغم الحب، فالنجومية المفرطة لسعاد، وحساسية الفنان، وشغفه الفني، كلها عناصر صنعت علاقة مركبة لا تخلو من الصراعات والانفعالات.
ومع مرور الوقت، بدأت الخلافات تتسلل إلى العلاقة، وانتهى الزواج رسمياً في 1980، لكنه ظل دائم الاحترام لسعاد حتى بعد وفاتها، ورفض مراراً استغلال علاقتها به للحديث عن أسرارها الشخصية، رغم الضغط الإعلامي المتكرر.
أبرز أعماله السينمائية
وتميز علي بدرخان بقدرة نادرة على تحويل المعاناة الشخصية والاجتماعية إلى أفلام تعكس الواقع وتحاوره، تخرج في زمن الهزيمة، لكنه لم ينكسر وأفلامه المبكرة مثل "الكرنك" 1974 المستوحى من رواية نجيب محفوظ، و"الراعي والنساء"، و"الجوع"، كانت بمثابة مرآة سياسية واجتماعية لما بعد نكسة 67 ومرحلة الانفتاح الاقتصادي.
وفيلم "أهل القمة" 1981، الذي شارك فيه نور الشريف وسعاد حسني، كشف عن صعود طبقات فجائية إلى القمة نتيجة الفساد والطرق غير المشروعة، وهي قراءة فنية دقيقة لتحولات المجتمع المصري في تلك الفترة.
النكسة وبداية الوعي السينمائي
وصادف لقب "دفعة النكسة" أن يرافق علي بدرخان في بداية رحلته السينمائية حدث النكسة 1967، حيث تخرج في معهد السينما في العام المشئوم، الأمر الذي قضى على أحلام البعض من أبناء جيله الذين لم يستطيعوا تقبل مرارة الهزيمة، لكن بدرخان كان لديه نظرة مختلفة حيث قدم قراءة لتلك المرحلة قبل وبعد النكسة في عدد من أفلامه أبرزها: "العصفور"، "الكرنك".
تحولات ما بعد أكتوبر في أفلامه
وانتقل علي بدرخان لمرحلة جديدة في تجربته السينمائية وذلك بعد نصر أكتوبر العظيم عام 1973، ليبدأ قراءة الشخصية المصرية من منظور جديد عقب تأثير تلك الأحداث السياسية عليها والذي بلا شك يعقبه تغيير في الشخصية الاجتماعية كما حدث في فيلم "أهل القمة" الذي لعب بطولته الراحلان نور الشريف وسعاد حسني وكشف عن صعود بعض الطبقات الدنيا إلى القمة والأسباب الخفية في تحقيقهم ثراء فاحش في وقت قصير.
لماذا ابتعد عن الإخراج؟
وتوقف علي بدرخان عن الإخراج رغم مشواره الطويل، منذ فيلم "الرجل الثالث" عام 1995، وكثيرون رأوا أن الواقع الإنتاجي أصبح لا يناسب طموحه الفني، في حين قال هو في أكثر من مناسبة إن السينما لم تعد كما كانت، وإنه يفضل التفرغ لتعليم الأجيال الجديدة وتدريبهم في ورش الإخراج.