من قلب المعركة.. بطولات خالدة لسيدات صنعن مجد تحرير سيناء

ارشيفية
ارشيفية

لم يكن النضال من أجل تحرير سيناء مقتصرًا على ميادين القتال وأصوات المدافع فقط، بل كانت هناك أيادٍ ناعمة تقف خلف الكواليس، تتحمل المخاطر، وتؤمن بالقضية حتى النخاع، في قلب الصحراء، وبين جنبات المدن المحتلة.

 كانت المرأة المصرية بعزيمتها وصبرها شريكة أساسية في المعركة، تؤدي أدوارًا فدائية وإنسانية لم تُسلط عليها الأضواء كثيرًا، لكنها كانت كفيلة بترسيخ مجد وطني لا يُنسى.

فرحانة سلامة أيقونة المقاومة السيناوية

من رحم المعاناة خرجت فرحانة سلامة، تلك السيدة السيناوية التي أطلق عليها "شيخة المجاهدين"، والتي تحولت إلى أسطورة حقيقية في تاريخ الكفاح ضد الاحتلال الإسرائيلي، حيث انضمت إلى منظمة "سيناء العربية" التي أنشأتها المخابرات الحربية المصرية، وخضعت لتدريبات عسكرية واستخباراتية مكثفة.

 قامت فرحانة بعمليات دقيقة منها زرع عبوات ناسفة على مسارات القطارات التي كانت تقل القوات الإسرائيلية، ونقلت معلومات حساسة ساهمت في قلب موازين المعارك.

تم تكريمها من الرئيس الراحل أنور السادات، تقديرًا لدورها في النضال الوطني، ليُسجل اسمها في سجل الأبطال الذي لا يُمحى.

ليلى عبد المولى ملاك الرحمة في ساحات الحرب

في خلفية خطوط القتال، كانت ليلى عبد المولى تلبس الأبيض لا لتحضر احتفالًا، بل لتداوي جراح الجنود. ممرضة شابة تطوعت في الصفوف الأمامية للمستشفيات الميدانية خلال حرب أكتوبر، وساهمت في إنقاذ أرواح عشرات المقاتلين.

لم تقتصر مساهمتها على العمل الطبي فقط، بل كانت ترفع من معنويات المصابين، وتبث فيهم الأمل بالشفاء والنصر.

أصبحت تجربتها نموذجًا للتضحية الصامتة التي قدمتها آلاف السيدات العاملات في المجال الطبي خلال فترات الحروب.

تحية كاريوكا ونادية لطفي في خندق الوطن

قد يظن البعض أن دور الفنانة يقتصر على المسرح والسينما، إلا أن تحية كاريوكا ونادية لطفي كان لهما رأي آخر. خلال سنوات الصراع، حرصت كل منهما على زيارة الجبهات والمستشفيات، وقدمن الدعم النفسي للجنود، وجمعن التبرعات، وشاركن في حملات لتأمين الاحتياجات الأساسية للجيش.

الرئيس جمال عبد الناصر كان شاهدًا على جهودهن، وكرّمهما تقديرًا لما قدمتاه من دعم وطني خارج حدود الفن، مما جعلهما أيقونتين وطنيتين في ذاكرة الشعب المصري.

المرأة السيناوية حارسة الأسرار وجندية الظل

لم تكن السيدات في سيناء مجرد متفرجات على ما يحدث، بل كُنّ في قلب الحدث، نساء قاومن الاحتلال بشجاعة، وكنّ حلقة الوصل بين رجال المقاومة والمخابرات المصرية.

تولّت العديد منهن مهام خطيرة كتهريب الأسلحة، وتوصيل الرسائل المشفرة، ومراقبة تحركات العدو، في ظل ظروف قاسية ومراقبة صارمة.

هذا الدور الخفي كان له أثر بالغ في نجاح عمليات المقاومة، ويعكس عمق وعي المرأة السيناوية بقيمة الأرض والواجب الوطني.

دعم لوجستي وطني في زمن الحرب

على امتداد الجبهات، ظهرت آلاف السيدات المتطوعات في الهلال الأحمر المصري وفرق الإغاثة، وشاركن في رعاية المصابين وتقديم الإسعافات الأولية، بعضهن عملن في غرف العمليات، وأخريات شاركن في حملات التبرع بالدم وتوزيع الإمدادات.

هذه الجهود غير المرئية كانت الأساس الذي استندت إليه الروح القتالية لدى الجنود.

مجد المرأة المصرية محفور في رمال سيناء

من النضال بالسلاح إلى المعركة في المستشفيات، ومن الدعم النفسي إلى التضحيات اليومية في مواجهة الاحتلال، أثبتت المرأة المصرية أنها جندي لا يقل شجاعة عن رفيقه في الميدان.

تلك الأسماء، وإن لم تُدوَّن جميعها في كتب التاريخ، فإنها محفورة في قلوب المصريين، شاهدة على وطنية امرأة لم تتردد لحظة في أن تكون الدرع والسند في زمن الخطر.

 

تم نسخ الرابط