كندة علوش… حين تتقاطع الدراما مع الحياة

ثمة ممثلات حين يظهرن، تتبدّل ملامح الشاشة، ليس بالضجيج ولا بالاستعراض، بل بذلك الحضور الخافت الواثق، النابع من أعماق التجربة الإنسانية.
كندة علوش واحدة من هؤلاء. امرأة تُشبه الحكايات التي نعرفها… وتُعيدنا إلى أنفسنا بصمتها العميق.
عادت كندة لتتصدر المشهد من جديد مع إعلان انطلاق تصوير مسلسلها الجديد “ابن النصابة”، بعد أن تركت أثرًا كبيرًا في موسم رمضان الماضي بدورها في “إخواتي”. لكنها ليست عودة إلى “النجومية”، بقدر ما هي استمرار لرحلة فنية بدأت من مكان صادق، وتُكمَل بالمزيد من النضج.
في المسلسل، تجسد كندة دور “رانيا” – امرأة تركها زوجها واختفى، وخلّف وراءه قلبًا مكسورًا وابنًا ينتظر الأمان. تتحول “رانيا” من أم محطمة إلى محاربة، تسعى بكل ما تملك للانتقام وتأمين مستقبل لابنها. دراما مشبعة بالصراع والألم، لكنها تحمل في طياتها الكثير من الحقيقة… الحقيقة التي تعرفها كندة جيدًا.
عادت كندة لتتصدر المشهد من جديد مع الإعلان عن بدء تصوير مسلسلها الجديد “ابن النصابة”، بعد نجاح لافت في موسم رمضان الماضي من خلال “إخواتي”. لكنها ليست مجرد عودة فنية، بل استكمال لرحلة امرأة تغيّرت من الداخل… بفعل الحياة، والأمومة، والانكسارات الصغيرة التي أعادت ترتيب أولوياتها.
قالت كندة ذات يوم:
“الأمومة غيّرت فيّ كل حاجة، حسيت إني بقيت شخصية تانية. لما بتذكر نفسي قبل الإنجاب، بحس إني كنت إنسانة مختلفة تمامًا، كنت مغامِرة ومش باهتم بصحتي، لكن دلوقتي بقدّر قيمة الحياة علشان أولادي”.
أصبحت ترى الحياة من عيني طفلتها، وتعيش اللحظات بحبٍ هادئ ومسؤولية عميقة. توقفت كندة عن العمل لمدة أربع سنوات بعد ولادة ابنتها “حياة”، ثم ثلاث سنوات أخرى بعد إنجاب “كريم”. ورغم غيابها عن الأضواء، كانت تعيش دورًا أكبر من أي بطولة… دور الأم.
“لما بقضي وقت مع بنتي، بحس إني رجعت طفلة، وبشوف الحياة من عينيها”.
ومع كل تلك التحولات، حين عادت للتمثيل، اختارت أعمالًا تمس قلبها وتليق بوقتها كأم، مثل ضي القمر وستات بيت المعادي. ثم عادت بقوة بمسلسل إخواتي، والآن بـابن النصابة، مجسدة شخصية امرأة تتحدى انهيار حياتها، وتعود أقوى مع ابنها، في مواجهة مجتمع يتخلى بسهولة عن مسؤولياته.
كندة ليست فقط فنانة تجيد أداء الأدوار…
إنها امرأة ذاقت طعم التحوّل الحقيقي. صارت تعرف أن الجوهر أهم من المظهر، وأن القوة الحقيقية تأتي من أماكن ناعمة مثل حضن طفل، أو دمعة امتنان للأم.
“اتعلمت الصبر، وتجربة الأمومة خلتني أقدّر أمي أكتر… بعد ما عشت إحساس المسؤولية تجاه طفل صغير محتاجلك في كل لحظة”.
ولهذا يحبها الجمهور. لأنها ببساطة لا “تؤدي” الحياة… بل تعيشها.
على الشاشة، كندة ليست مجرد ممثلة تؤدي أدوارًا؛ بل هي ساردة لحكايات النساء اللواتي عرفن الخسارة، وواجهن الوحدة، وأحببن رغم الألم. تضيء تلك الزوايا المنسية من قلوبنا، وتربت على أكتاف من يشبهونها.
وربما، لذلك فقط، يحبها الجمهور.
لأنها ببساطة لا “تتقمص” الحياة… بل تعيشها.