تفاصيل اجتماع لجنة الدراما بمهرجان الفجيرة الدولي للمونودراما

وسط أجواء مشبعة بالحوار العميق والتفاعل الفني، انعقد لقاء لجنة الدراما التابعة للهيئة الدولية للمسرح في إمارة الفجيرة، وذلك ضمن الفعاليات الرئيسية لمهرجان الفجيرة الدولي للمونودراما، اللقاء لم يكن اجتماعاً إدارياً تقليدياً، بل تحول إلى مساحة فنية نابضة بالحياة جمعت بين الفكر والإبداع، متجاوزة الإطار الرسمي المعتاد.
افتتحت الجلسة السيدة شين جونج وين، نائب المدير العام للهيئة، بكلمة ترحيب أكدت خلالها على أهمية اللقاء في صياغة ملامح المرحلة المقبلة لعمل اللجنة، خصوصاً في ظل التغيرات التي يشهدها هيكلها مع انضمام أعضاء جدد وخروج آخرين، وتولت لاحقاً إدارة الجلسة السيد ليمي بونيفاسيو، سفير المسرح العالمي للهيئة، الذي قاد النقاش بأسلوب سلس وحيوي.
وشهد اللقاء لحظات أدائية لافتة، كان أبرزها افتتاح الفنانة المغربية لطيفة أحرار للجلسة بمشهد غنائي أدائي، تخلله تنقل بطيء بين الحضور واختتم بصراخ طقوسي شدّ الأنفاس، في تعبير فني جريء تجاوز الكلمات.
كما تألقت الفنانة ريا باكي، المؤدية الرئيسية في أعمال بونيفاسيو، في ختام الجلسة بأداء مونولوج غنائي بربري مرفق بحركات جسدية استثنائية، حملت الحضور إلى عوالم فنية بدائية، كأنها طقوس تستحضر جوهر المسرح المتجذر في الطقس والجسد والروح.
وشهدت الجلسة مداخلات ثرية من ممثلي بعض الدول الإفريقية، حيث تحدث كل من السيد باسكال وانو من بنين، والسيد تقي سعيد من موريتانيا، والسيد فانغدار دورسومة من تشاد، عن واقع المسرح في بلدانهم، مشيرين إلى ضعف البنية التحتية، وقلة الدعم، وصولاً إلى القيود الرقابية التي قد تؤدي إلى اعتقال الفنانين أثناء العروض.
وفي ردها، أكدت السيدة شين جونج وين أن دعم الهيئة لا يقتصر على الجانب المادي، بل يشمل الدعم المعنوي، والتدريب، وتوفير فرص للتبادل الثقافي، مشيرة إلى أن الزيارات الميدانية لتلك الدول ستكون خطوة أولى لفهم احتياجاتها الحقيقية.
من جهته، طرح السيد ليمي بونيفاسيو رؤية فلسفية، معتبراً أن الفنان الحقيقي لا ينتظر دعماً مؤسسياً، بل يستمد شرارة الإبداع من داخله، مستشهداً بتجربته الشخصية القادمة من جزيرة ساموا.
وتنوعت الطروحات بين نقل التحديات واقتراح الحلول، حيث دعا المخرج الإيطالي أليسيو ناردين إلى دعم مساحات الأداء المفتوحة كالشارع والساحات العامة، وتجاوز المسرح التقليدي، مؤكداً أهمية “زراعة الأفكار” بدلاً من الانشغال بالنتائج السريعة.
كما شدد المشاركون على أهمية تعزيز التواصل بين المسرحيين حول العالم، واستحداث منصات جديدة تتيح التلاقي والتبادل الإبداعي، بما يسهم في تجديد روح المسرح العالمي وفتح آفاق جديدة للتجربة المسرحية.