حين زارنا القاتل في رمضان.. الحكاية الحقيقية لفيلم "في بيتنا رجل"‎

فيلم فى بيتنا رجل
فيلم فى بيتنا رجل

في مثل هذا اليوم من عام 1961، عرض فيلم "في بيتنا رجل" للمرة الأولى، ليكون نقطة فارقة في تاريخ السينما المصرية أخرجه هنري بركات عن رواية بنفس الاسم للأديب الكبير إحسان عبد القدوس ورغم مرور أكثر من ستة عقود على عرضه، لا يزال الفيلم يعد من بين أفضل مائة فيلم في تاريخ السينما المصرية في القرن العشرين، وقد حظي بتكريم خاص من الرئيس جمال عبد الناصر لأبطاله.

 

وفي هذا التقرير، نسلط الضوء على ما جعل هذا الفيلم مميزا ، وتفاصيله التي تظل محفورة في ذاكرة السينما المصرية.

 

رمضان والمجتمع المصري في "في بيتنا رجل"

أحد أبرز جوانب تميز فيلم "في بيتنا رجل" هو طريقة تناول شهر رمضان في المجتمع المصري فقد أخذ رمضان مكانة كبيرة في أحداث الفيلم، حيث يظهر أحد المشاهد الشهيرة البطل وهو يغادر منزل صديقه، بينما يسمع صوت الشيخ عبد العظيم زاهر يرفع آذان المغرب، مما يعكس أجواء رمضان في مصر وبعد عامين من عرض الفيلم، عرضت مسرحية بنفس القصة قدمتها الفرقة القومية، والتي حققت نجاحا أكبر بفضل عرضها أيضا في شهر رمضان.

 

ديفيد لين واكتشافه لعمر الشريف

من الأحداث البارزة حول عرض الفيلم في صيف 1961، كان المخرج الإنجليزي الشهير ديفيد لين يبحث عن ممثل عربي لتجسيد شخصية "الشريف علي" في فيلم "لورانس العرب" نصحه البعض بالممثل رشدي أباظة، لكن أثناء عرض "في بيتنا رجل" في السينما، لفت أداء عمر الشريف انتباه ديفيد لين، ليمنحه دور "الشريف علي" في الفيلم الذي فتح له أبواب العالمية.

 

هنري بركات والجائزة المفقودة

كان هنري بركات يطمح للحصول على جائزة مالية قدرها 5 آلاف جنيه من الحكومة المصرية للفيلم المتميز، إلا أن الجائزة تم إلغاؤها خلال فترة عرض الفيلم ورغم ذلك، جاء نجاح الفيلم محققا أرباحا أكبر من الجائزة المفقودة، ليكون النجاح التجاري له بمثابة جائزة أكبر في النهاية.

 

قصة الفيلم من الرواية إلى الشاشة

تم نشر قصة فيلم "في بيتنا رجل" من قبل إحسان عبد القدوس في أوائل الخمسينات، ليشتري هنري بركات حقوقها ويحولها إلى فيلم سينمائي من إخراجه وكان بركات يتعاون مع إحسان في اختيار الممثلين للأدوار الرئيسية، وكاد عمر الشريف أن ينسحب من الفيلم عندما اكتشف أن أجر رشدي أباظة كان أعلى من أجره، لكنه تراجع في النهاية ووافق على الوضع.

 

التحديات وصراع الأجور في كواليس الفيلم

كما ذكر عمر الشريف، فقد كان يؤدي دوره في الفيلم "على مضض"، حيث تم تخفيض أجره بعد بدء التصوير ليصبح أقل من أجر رشدي أباظة وقد تركز هذا الصراع في أن الفيلم، رغم أنه من بطولة عمر الشريف، فإن اسم رشدي أباظة كان هو الذي جذب الجمهور نظرا لشعبيته السابقة.

 

إشادة نقدية وتكريم رسمي

حين عرض الفيلم في شهر رمضان، نال إشادة واسعة من النقاد وكان هناك إجماع على نجاحه كما قام الرئيس جمال عبد الناصر بتكريم جميع نجوم الفيلم وواصل بطل الفيلم تقديم أداء مميز في تجسيد الأجواء الرمضانية، حيث يظهر في مشهد مميز لحظة أذان المغرب، ليعكس ببراعة بساطة الحياة الرمضانية في البيوت المصرية.

 

وليمة إفطار رمضانية تكريما لأبطال الفيلم

تقديرا لجهود أبطال فيلم "في بيتنا رجل"، نظم الأديب إحسان عبد القدوس وليمة إفطار رمضانية في بيته بالزمالك حضرها العديد من نجوم الفيلم والمسرحية مثل توفيق الدقن، فاخر فاخر، حسن يوسف، سهير البابلي، كمال حسين، زهرة العلا ورفيعة الشال. 

 

في المقابل، تغيب بعض الأبطال الكبار مثل عمر الشريف بسبب سفره، إلى جانب زبيدة ثروت، رشدي أباظة، وحسين رياض وكانت المائدة تشمل أطباقا رمضانية مثل لحم الخروف المشوي، أكواب الخشاف، الكنافة بالمكسرات، وأهم الأطباق كانت "أم علي" و"الشركسية".

 

عمر الشريف: وقعت في خطأ قاتل بفيلم "في بيتنا رجل"

في حوار يعود إلى أكثر من نصف قرن، اعترف الفنان العالمي عمر الشريف بخطأ وقع فيه خلال تصوير حيث كان في أحد المشاهد يشعل سيجارة متوترا، بينما تدور أحداث الفيلم في شهر رمضان، وكان جميع أفراد المنزل صائمين لم يلاحظ القائمون على العمل هذا الخطأ إلا بعد طرح الفيلم تجاريا، مما جعل تعديله غير ممكن ورغم شعوره بالمسؤولية عن الخطأ، إلا أن الجمهور لم يلاحظه، ما خفف من تأثيره عليه، خاصة أن المشهد لم يكن محوريا في سياق الفيلم.

تم نسخ الرابط