رئيس مجلس الإدارة
محمود إسماعيل
رئيس التحرير
عمرو صحصاح
رئيس مجلس الإدارة
محمود إسماعيل
رئيس التحرير
عمرو صحصاح

"أزمات واتهامات وطلب احاطة بالبرلمان".. فيلم ريش يثير الجدل بعد عرضه الأول بمهرجان الجونة‎‎

منذ ان تم الاعلان عن عرض فيلم "ريش" للمخرج عمر الزهيري بمهرجان الجونة السينمائي الدولى فى دورته الخامسة ضمن مسابقة الأفلام الروائية الطويلة، وتوالت المباركات لصناعه وفخرهم بالتجربة؛ لاسيما بعد حصوله على الجائزة الكبرى لأسبوع النقاد من مهرجان كان السينمائى، وهي أول جائزة يحصل عليها فيلم مصري طويل في تاريخ المهرجان الأشهر فى العالم.
ولكن يبدو ان الرياح أتت بما لا تشتهيه السفن، فبعد بدء عرض الفيلم، انسحب العديد من الفنانين واحدًا تلو الآخرين، رافعين شعار "لا للإساءة لسمعة مصر"، فى اعتراض شديد اللهجة منهم لقصة أحداث الفيلم وتصويرها للمجتمع المصرى بتلك البشاعة والعشوائية والفقر؛ بل وتصدير تلك الصورة لعرضها بمهرجان عالمي على حد قولهم، وكان فى مقدمتهم كلاً من الفنان شريف منير وأِشرف عبد الباقى وأحمد رزق والمخرج عمر عبد العزيز.

"عذاب شديد ومنافى لمبادرة الرئيس من أجل حياة كريمة"
من جانبه، أوضح الفنان شريف منير أن يعتز بالمنتج محمد حفظى وله بصمة قوية بالسينما المصرية، ولكنه انسحب من الفيلم وعدم قدرته على مشاهدته لأن صورته التى جسدتها القصة "مبالغ بها" أكثر من اللازم وتجسيد الأسرة المصرية بأنها تعيش فى عذاب شديد بشكل مؤذي لم يتحمله.
وشدد على أن العشوائيات التي كانت موجودة من قبل لم تصل إلى تلك الدرجة من "القذارة"، فى حين أن مصر بها نماذج كثيرة ايجابية شكلا ومضمونًا وكان أولى ان يتم تصدير تلك الصورة بالخارج خاصة أن الفيلم شارك بمهرجان كان العالمى، وهو ما يتنافى مع التطور المجتمعى الهائل ومبادرات الرئيس من اجل حياة كريمة لجميع المواطنين.

"الفيلم لا يعبر عن مصر وليس له توجيه سياسى"
وأوضح المخرج عمر الزهيرى، أنه أثناء التحضير للفيلم لم يكن ينتظر النتيجة له سواء بالنجاح أو الفشل؛ وإنما كان يستعرض عدة قصص داخل أحداث الفيلم ليطرح من خلالها عدة تساؤلات وأن يحدث تفاعل بين الجمهور، مشيرًا إلى أنه توقع أن الفيلم سيجعل هناك حالة من الصدام ولكن ليس لتلك الدرجة ودون الاكتراث بصورة البلد أمام الجمهور من مختلف الدول.
وأضاف أن الفيلم لا يعبر عن مصر؛ وإنما كان حالة خاصة بداخله، مشددًا على أن الفيلم ليس له علاقة بأى توجه سياسى، وما قدمه كان من خلاله وجهة نظره كمخرج فقط، لافتًا إلى أنه سيتم طرحه بدور العرض "تجاريًا" ديسمبر المقبل، لافتًا إلى أنه يتفق على أن القصة قاسية والفيلم عنيف بمشاعره، ولكن به السم ممزوج بالعسل.

"الفيلم ليس جماهيري ولا يمكن اختزال الوطن في فيلم"
من جانبه، شدد الناقد الفنى طارق الشناوى، على أن الفيلم لديه عوامل فنية جيدة، والتى جعلته يحصد جائزتين من مهرجان كان العالمى بالإضافة لجائزة ثالثة من الصين، ولكن الجانب الفني خلاله لا يمكن لأى شخص أن يتداركه.
وأضاف أنه يتوقع بألا يحقق الفيلم أية إيرادات وقت طرحه بالسينمات لأنه ليس جماهيري ولا يوجد به نجم شباك يجعل الجمهور يتوافدون على السينمات من أجله، مشددًا على أن الوطن لا يمكن اختزاله فى فيلم أو حتى بعض المشاهد لأنه أكبر من ذلك.

طلب إحاطة بالبرلمان لتشويه الفيلم لصورة مصر
ولم يتوقف الأمر عند اثارة الجدل والاعتراضات من جانب بعض الفنانين وانسحابهم من العرض؛ بل تطور الوضع لما هو أكبر من ذلك، فقد أعلن النائب البرلمانى أحمد مهني، عن تقديمه لطلب احاطة للبرلمان من أجل محاسبة صناع الفيلم الذين أخرجوا مصر بتلك الصورة التي لا تتنافى مع الواقع الحالى.
وشدد على أن الدولة المصرية تعتبر من أولى الدول التي شهدت تطورا ونقلة نوعية في وقت قصير، في شتى المجالات ومناحي الحياة، وأكبر دليل على ذلك إنخفاض معدلات الفقر والعشوائيات على مستوى الجمهورية، حيث أن الفيلم المذكور لا يقدم الصورة الحقيقة لمصر، ويساعد على تشويه الصورة الداخلية لمصر عالميا.

ويُعد فيلم "ريش" هو أولى الأفلام الروائية الطويلة للمخرج، عمر الزهيري، وقد اشترك في تأليفه مع السيناريست، أحمد عامر، وهو من إنتاج الفرنسيين جولييت لو بوتر وبيير مناهيم، بالمشاركة مع "فيلم كلينك" والمنتج محمد حفظي، ويناقش قصة أم تعيش في كنف زوجها وأبنائها، حياة لا تتغير وأيام تتكرر بين جدران المنزل الذي لا تغادره ولا تعرف ما يدور خارجه، وذات يوم يحدث التغير المفاجئ ويتحول زوجها إلى دجاجة، فأثناء الاحتفال بيوم ميلاد الابن الأصغر، يخطئ الساحر ويفقد السيطرة ويفشل في إعادة الزوج، الذي كان يدير كل تفاصيل حياة هذه الأسرة، هذا التحول العنيف يجبر هذه الزوجة الخاملة على تحمل المسؤولية بحثاً عن حلول للأزمة واستعادة الزوج، وتحاول النجاة بما تبقى من أسرتها الصغيرة، وخلال هذه الأيام الصعبة تمر الزوجة بتغيرٍ قاسٍ وعبثي.