رئيس مجلس الإدارة
محمود إسماعيل
رئيس التحرير
عمرو صحصاح
رئيس مجلس الإدارة
محمود إسماعيل
رئيس التحرير
عمرو صحصاح
ماجد محمود
كتب
ماجد محمود

مأساة جيل الثمانينات.. من كعبول ومازنجر لـ "عمو وطنط"!!

بعد يوم طويل قضيته فى "الشغل" وفور وصولي الى مدخل بوابة العقار الذي أسكن به، قابلني جاري الذي يبلغ من العمر 17 عام فرحبت به بابتسامة واذا به يلقى فى وجهي قنبلة شديدة الانفجار، بابتسامة بريئة رد علي وقال: أزيك يا عمو.. واذا بملامح وجهي تتحول الى الذهول وأنا احدث نفسي وأقول: يانهار ازرق.. عمو!!!.. أنا بقيت عمو.. هي بقت كده.

وقتها تجسد فى مخيلتي مشهد من فيلم اشاعة حب عندما قال الطفل أحمد فرحات لعمر الشريف "بابا أنت يا حبيبي".

"أنا أتسرقت".. صرخ عقلي بدون صوت بتلك الجملة بعد هذا الموقف الطبيعي والغريب فى الوقت نفسه، وبدأت أسأل نفسي "متى كبرت وأصبحت مؤهلاً للقب "عمو"؟.. لماذا لم أفرح بهذا اللقب وأصبت بحالة من الخوف والقلق بعد سماعي لتلك الحقيقة الواقعية؟.. ربما لأني أنتمي لجيل الثمانينات الذي لم يستوعب فكرة الوصول لمرحلة النضوج بتلك السرعة.

بدأ شريط الذكريات يمر أمام عيني ليستعرض ذكريات فترة الطفولة، كارتون كابتن ماجد الذي لم أمل منه أبداً رغم أن الهدف كان يستغرق من 3 الى 7 حلقات حتى يصل لمرمى الخصم بعد معركة الضربة السريعة وضربة النمى التى كان يخوضها الكابتن ماجد ضد بسام، و"كعبول الاكول" هذا الكلب الذي كان يهوى افتعال المشاكل لصديقة عبقرينو، برامج السهرة التى كنت انتظرها يوميا على القناة الثانية واهمها تاكسي السهرة وبانوراما فرنسية واخترنا لك الذي كان يعرض اسبوعيا حلقة من حلقات المسلسل المثير "ماجيفر"، اما شهر رمضان فكان له طقوسه الخاصة التي تبدأ بعمل الزينة وتعليقها فى الشارع ثم السهر مع ابناء الجيران ولعب "كهربا، والسبع طابات، والاولى،وغيرها من الالعاب التى ربما كانت تافهة فى نظر البعض لكنها طالما اسعدتني كثيرا، اذكر سلاحف النينجا التى كنت اشاهدها يوميا فى وقت الافطار بعد اذان المغرب، ومع اقتراب عيد الفطر نبدأ فى الاستعداد لجولة "لبس العيد"، تفاصيل عديدة وبسيطة كانت تسعدني كثيراً، وفجأة ودون سابق انذار وجدت نفسي "عمو".

سنوات العمر مرت دون أن أدري ودون أن أشعر لتحل محل السعادة هموم المسئولية واحباط الظروف المحيطة وطاقة سلبية غير محدودة تنبعث من روتين الحياة اليومية، لكني وعلى الرغم من كل ما سبق مازلت أقاوم وأنظر للحياة من خلف عدسات ورديه وانا كلي أمل فى أن يكون غذاً أفضل، ربما أكون متفائل "زيادة عن اللزوم" لكنني أعتدت على ذلك وسأظل أنظر للحياة من وجهة نظري بعيداً عن المتشائمين الذين يكفي النظر لوجههم العابث ليتحول يوم الخميس الي "ثلاثاء" ليس له طعم أو رائحة أو لون.