الغلابة ياريس.. 5 حكايات توجع القلب من الشارع المصرى
“ماحدش بيموت من الجوع” قول مأثور اعتاد المصريون ترديده كلما ضاقت الأحوال بهم، ولكن الآن أوشك هذا القول على الانهيار بعدما صمد أمام أعنف الظروف الاقتصادية وأشدها فتكاً وأصبح هناك بالفعل من يموتون من الجوع الذى أصبح وحشاً ينهش بطون الغالبية من أبناء هذا الوطن يسعى الكثير منهم وراء لقمة العيش حتى بين صناديق القمامة عسى أن يجدوا بها ما يسد الرمق.
وحرصاً منا على القى الضوء نحمل رسائل عديدة إلى الرئيس عبد الفتاح السيسى، مع مطلع العام الجديد 2015، حيث أن جرس إنذار الغلابة يدق ناقوس الخطر، وينذر بقنبلة موقوتة اسمها “الغلابة فى مصر”.
“وشوشة”، تعرض 5 حالات من الشارع المصرى أكلهم الفقر.
1 – عزيزة بائعة المناديل: “اروح فين بأولادى الثمانيه ياريس”
تواجه السيده العجوز عزيزة موسي التي تبلغ من العمر 80 عاماً وضعاً اقرب ما يوصف به مأساه بكل المقاييس هو واولادها الثمانيه الذين خرجت بهم من الحياة بعد أن توفي زوجها منذ سنوات بعيده لم تعد تذكر عددها من شدة الظروف
وقسوة الزمن الذي لم يرحمها هي وظروفها الغايه في القسوه حيث تعيش هي وابنائها من عائد بيع المناديل الورقيه في الشوارع والطرقات خاصه انه لا يوجد دخل آخر للأسرة كلها غير بيع المناديل.
وتضيف عزيزه أن دخلها هي وابنائها الثمانيه من المعاش التي حصلت عليه من الرئيس الراحل أنور السادات، وقيمته 180 جنيها في الشهر تدفع منها إيجار المسكن الذي لم تدفعه لصاحب البيت منذ ما يزيد علي عام حتي اصبحت مديونه بمبلغ 1500 جنيه نتيجة قلة الدخل من عائد بيع المناديل التي لم تعد تكفي .
2 – صابر عبد الله والمصير المجهول
يعد صابر عبدالله من اغرب الحالات الانسانيه التي تواجهها في الشارع المصري حالياً حيث انه لم يعد يعرف عدد سنين عمره الذي لم يشعر فيه يوماً ما بالراحه والطمأنينه من هم ومشاكل الدنيا التي تتعاظم عليه حتي افقدته شعوره بكل شئ حوله حيث يعيش مع امه وزوجته وضعا يفيض بؤسا وشقائا عليهم جميعا في كل لحظه لا يجدون فيها لقمة العيش ولا شربة الماء النظيف في المسكن الخاص بهم.
ويقول صابر انه تعرض لحادث سياره افقده قدرته علي الحركه بسهوله واصابه بعجز شديد في قدميه لم يعد به قادرا علي العمل والحياه الطبيعيه التي كان يعيشها من قبل الحادث الذي ادخله هو وامه وزوجته في وضعا مأساويا لا يرضي عدواً ولا حبيب حيث اضطر للتجول في الشوارع طالباً العمل كماسح سيارات في إشارات المرور وفي الطرقات التي يلقي فيها افظع الشتائم والاهانات من اصحاب السيارات التي تهدد حياته نتيجة اندفاعها تجاهه وعدم قدرته علي الافلات منها لعجزه الشديد في قدميه بعد الحادث الذى تعرض له من قبل.
و أضاف صابر انه معرض للسجن بسبب عدم قدرته علي دفع إيجار مسكنه الذي يبلغ شهرياً 300 جنيه لم يعد قادرا علي توفيرها منذ الحادث التي تعرض له فضلاً عن باقي تكاليف الحياة الخاصة بامه المريضه وزوجته العاجزه عن العمل هي الآخري مما دفعه إلي سؤال اولاد الحلال الذين اصبحوا يتهربوا هم الآخرين من مساعدته بعد سوء الحال الذي اصبح وضعا يميز الجميع في البلد حالياً والحكومه لا تهتم بحالهم مما يهدد بانفجار قنبله سريعه في وجه الجميع في الفترة القادمة.
3 – شعبان : مش لاقى ادفع ثمن علاج امى يا ريس
يعيش شعبان هلال ماسح الأحذيه حياة خاليه من اي آمل بسبب فقر حاله الذي لا يكفيه لابسط شئ في الحياة خاصة مع ضعف دخله من مهنة مسح الأحذيه التي يعمل بها لتوفير نفقات حياته هو ووالدته التي تعيش معه في غرفه فوق السطوح بحي بولاق الدكرورلا تكيفيهما علي العيش في راحه وهدوء.
ويؤكد شعبان أن مهنته الحاليه لم تكفيه لتوفير أجرة الغرفه التي يسكن فيها مع والدته ولا نفقات علاجها حيث أنها تعاني من عدة أمراض مزمنه تحتاج شهرياً لأكثر من 300 جنية غير مقابل أشراف الأطباء الذين يحصلون علي مبالغ كبيرة في الكشف عليها.
و أضاف شعبان انه تقدم في السن إلي حد ما ومع ذلك لم يستطيع الزواج من اي فتاه رغم انه قدم العديد من التنازلات حتي توافق عليه اي فتاه بهدف الاستقرار وبناء أسره بالإضافة إلي وجود شخص بجوار والدته المريضه أثناء وجوده خارج المنزل للعمل حيث يبقي طوال اليوم في الشارع حتي يوفر ثمن دواء والدته وحق إيجار الغرفه.
4 – على سعيد: 600 جنيه مقابل خدمة 12 سنه فى هيئة النظافه
أخيراً وبعد طول انتظار وصل علي سعيد عامل بهيئة النظافة إلي حلمة بعد خدمته في الوظيفة علي مدار 12 سنه بالتعيين الدائم بعد أن كان عامل مؤقت بأجر ضعيف جداً حيث كان يحصل علي 120 جنيه فقط لا غير يقوم بالصرف علي ابنائه الثلاثه في مراحل التعليم المختلفه من هذا الراتب الضعيف الذي اصبح الآن 600 جنيه بعد التثبيت في الوظيفة التي عاني فيها 12 عاماً كاملاً بدون اي ضمانات.
ويقول علي سعيد انه ذاق مرارة الصبر حتي حصل علي القرار الخاص بتثبيته في وظيفة عامل نظافه وهو يري كل زملائه ممن لديهم وساطه يسبقونه في التثبيت وهو يذهب لكل مسؤل يطلب منه مساعدته ولم يجد حتي جاء الدور عليه بعد 12 عام من العمل الدائم لحاجته الشديده لاي مبلغ اضافي يمكنه من دفع ابنائه الثلاثه الي الامام في مراحل التعليم المختلفه التي يدرسون بها حتي يتخرجون منها متعلمين مثقفين يسنطيعون الابتعاد عن الهم والمشاكل التي واجهها هو في حياته من السؤال الي كل شخص بمساعدته وتوفير عمل له حتي يضمن الحياه الكريمه والبعيده عن زل الحاجه الي الغير .
5 – عطا الكريم : السيسى شغال على قد ما يقدر .. بس فين الغلابة
بالرغم من سوء حاله وفقره الشديد حيث انه يعول ابنائه الأربعه وزوجته من عمله كبواب وحارس عماره صغيره فقط الا انه لم يصمت امام هذا الفقر وضيق الحال بل وقف بكل رجوله وشهامه وكرم الصعايده الذي جاء به إلى القاهرة من محافظته المنيا بجوار كل بلدياته من ملوي ويصمم علي استضافتهم وسط اولاده وبيته الفقير جداً.
ويقول عطا الكريم علي الذي وصل إلي سن الـ 60
انه فتح بيته المتواضع المكون من مكان في بير سلم العماره التي يعمل بواب لها لكل ابناء بلدته الطالبين لفرصة عمل ومصدر رزق غير الذي يعانونه في الصعيد الفقير خاصه أن الكثيرين من ابناء ملوي الذين جاؤا للقاهرة رحلوا للخارج فارين من قهر الظروف وقسوتها عليهم جميعاً وعدم الرأفه بهم.
وبالرغم من كل هذه الظروف الصعبه إلا أن عطا الكريم لم يفقد تفاؤله في المستقبل القادم الذي سيكون أفضل مما مضي لرؤيته أن أبناء مصر جميعهم مصممين علي الأرتفاع بالبلد إلي أبعد الحدود، وأن الرئيس عبد الفتاح السيسى يعمل جاهداً للرقى بالبلد ولكن لم ينظر إلى الغلابه حتى الآن.