ابنة الموسيقار محمد الموجي تفتح خزائن الذكريات: "كان بيحب يلحن بصوته.. والعندليب صوته اللي بيفهمه"‎

محمد الموجي
محمد الموجي

 

 

في الذكرى السنوية لرحيل الموسيقار الكبير محمد الموجي، أحد أبرز رواد التلحين في تاريخ الموسيقى العربية، تحدثت الدكتورة غنوة الموجي، ابنة الملحن الراحل عن الجانب الإنساني والفني في حياة والدها، كاشفة عن أسرار تنشر لأول مرة حول علاقته بالموسيقى، وأبرز الأصوات التي أحب العمل معها، وطقوسه الخاصة في التلحين، فضلًا عن مشروعات قادمة لإحياء تراثه الموسيقي.

وقالت غنوة، في تصريح خاص لـ"وشوشة": "كان والدي يحب العمل مع جميع المطربين، ولم يكن يقدم لحنًا لأي صوت لا يشعر نحوه بالتقدير الفني!بالنسبة له، لابد أن يحب صوت المطرب حتى يمنحه اللحن المناسب ويؤديه من قلبه ومع ذلك، فإن أكثر من حظي بحبه الفني كان العندليب عبد الحليم حافظ، الذي كان يقول له دومًا: "أنت صوتي الذي يترجم ألحاني"، ومن الأصوات النسائية كان والدي يحب التلحين لصباح، وكذلك لأم كلثوم، فهما من أكثر الأصوات التي استمتع بالتعاون معها".

وعن الفنانين الذين تمنى التعاون معهم، أوضحت: "لقد لحن لجميع المطربين تقريبًا، حتى الأصوات الجديدة آنذاك فقد قدم للفنانة أنوشكا عددًا من الألحان ضمن ألبومها، ونالت هذه الأعمال جوائز، مثل أغنيتي تيجي نغني ولحظة غضب، كما لحن لمدحت صالح مقدمات ونهايات مسلسلات، بالإضافة إلى أعمال كثيرة لمطربين متنوعين، حتى أنه لا يوجد صوت لم يلحن له تقريبًا".

وأشارت إلى خصوصية العلاقة بين شخصية والدها وألحانه قائلة: "كل لحن من ألحانه كان يعكس شخصيته الحقيقية تشعر في موسيقاه بطعم الريف، والبساطة، والطيبة، والعاطفة الصادقة، وعلى سبيل المثال لحن "جبار" يحتوي على الحب والغضب والانفعال، فهو نموذج لتركيبة شخصية والدي، جميع ألحانه كانت انعكاسًا لروحه وتكوينه الإنساني".

وعن طقوس التلحين، قالت: "كان لديه مكان مفضل للتلحين وهو مكتبه الكائن بشارع الشواربي، وهناك كان يجلس وحده حين تصله كلمات جديدة، فيبدأ في تلحينها بهدوء ولكنه لم يكن بحاجة دائمًا إلى الانعزال، أحيانًا كان يأتيه اللحن فجأة أثناء تواجده معنا، أثناء الطعام أو حتى وهو يسير في الطريق كان الأمر أشبه بالإلهام الفوري".

وتابعت: "كنا نستمع إلى ألحان كثيرة لأول مرة في المنزل، وكان والدي يؤديها بصوته الجميل وأحيانًا كنا نطلب منه ألا يغنيها لنا بصوته قبل أن تسجل رسميًا، لأننا كنا نتأثر بأدائه، ونتعلق به لدرجة تجعلنا لا نتقبل اللحن بصوت آخر وبالفعل سمعنا الكثير من الألحان قبل أن تخرج إلى النور".

وكشفت عن وجود أرشيف موسيقي نادر لم يعرض بعد، قائلة: "نحن نحتفظ بتسجيلات نادرة لم تطرح حتى الآن، ونسعى في الوقت القريب إلى تقديمها لمطربين يستطيعون أداءها بالشكل اللائق بها".

وتحدثت عن دور الإعلام في تكريم والدها، فقالت: "الإعلام للأسف لم يوفِ والدي حقه بعض الجهات فقط تبذل مجهودًا جيدًا، مثل إذاعة الأغاني التي تقوم بتغطية مناسبة في ذكرى ميلاده أو وفاته، وكذلك البرنامج الموسيقي، وقد قاموا هذا العام بإذاعة مجموعة من أجمل ألحانه، وأشكرهم على ذلك ولكن في المجمل، لا يزال التكريم أقل من المستحق خاصة في مصر وفي المقابل تلقى والدي تكريمًا مميزًا في الرياض من قِبل معالي المستشار تركي آل الشيخ، وأوجه له التحية والتقدير على ما قدمه من اهتمام بأعمال والدي".

وعن الخطط المستقبلية لتوثيق إرثه، أوضحت: "نعمل حاليًا على إصدار كتاب عن والدي، ومن المقرر أن يرى النور قريبًا بإذن الله، كما نسعى لإنتاج مسلسل يروي سيرته وحياته الفنية، ونتمنى أن نتمكن من تقديمه بصورة تليق باسمه وتاريخه".

وفي ختام حديثها، وجهت غنوة الموجي رسالة مؤثرة إلى جمهور والدها، فقالت: "كلما استمعتم إلى ألحان محمد الموجي ستتعرفون عليه أكثر، وستحبونه أكثر أدعوكم إلى الدعاء له بالرحمة، وأتمنى أن تبقى أغانيه حية وخالدة رغم مرور ثلاثين عامًا على وفاته، فإن ألحانه لا تزال تذاع، وكأنها ولدت اليوم وفي كل مرة أركب سيارة أو أستخدم مواصلة وأسمع لحنًا من ألحانه، أجد السائق يترحم عليه، ويقول إنه لا يعوض والناس لا تتوقف عن الحديث عنه حين يعلمون أنني ابنته، وهو أمر أفتخر به كثيرًا".

وكشفت غنوة عن منع والدها الدخول للفن، قائلة": كأب، كان حنونًا وصديقًا حقيقيًا ورغم أننا رغبنا يومًا في دخول مجال الغناء أو التمثيل رفض تمامًا، وقال إن الفن طريق صعب وحتى اليوم، لا أشعر أنه رحل، بل أحس بوجوده معنا دائمًا وأفتخر بأنه والدي، وأفتخر أنني ابنة موسيقار لا يتكرر".

تم نسخ الرابط