بعد نجاح "وتقابل حبيب".. عمرو محمود ياسين يفتح قلبه لـ"وشوشة" ويكشف مفاجآت

يواصل الكاتب والسيناريست عمرو محمود ياسين تألقه اللافت في الدراما التليفزيونية، بعد النجاح الكبير الذي حققه مؤخراً من خلال مسلسل "وتقابل حبيب"، والذي نال إشادات نقدية وجماهيرية واسعة، ويستعد حالياً لتقديم عمل درامي جديد بعنوان "اتنين قهوة"، حيث يواصل تصوير مشاهده بمشاركة عدد من النجوم.
وفي حوار خاص لـ"وشوشة"، تحدث السيناريست عمرو محمود ياسين عن تجربته مع مسلسل "وتقابل حبيب" وكواليس كتابة وتصوير مسلسل "اتنين قهوة"، مؤكداً حرصه على تقديم محتوى إنساني يمس وجدان الجمهور.
وفيما يلي نص الحوار الكامل:
في البداية.. حدثنا عن آخر أعمالك؟
طبعًا أولًا، بالنسبة لاهتمامي بكتابة مسلسل “اتنين قهوة”، فهو بييجي في إطار اهتمامي المستقر والمستمر في إبراز العلاقة ما بين الرجل والمرأة من جوانب مختلفة، واهتمامي ده مبني على إن المجتمع بيقوم على العلاقة دي، يعني الرجل والمرأة هما شركاء الحياة، والأساس وعمود كل أسرة.
ومن هنا بييجي اهتمامي إني أكتب في المنطقة دي.
يمكن فكرة مسلسل “اتنين قهوة”، أحداثه والمواقف الدرامية اللي بيتعرض لها الأبطال، هي أحداث متكررة، بتحصل في الحياة لناس كتير، وبيتعرّضوا ليها بشكل ممكن يختلف من نموذج لآخر، لكن في النهاية، اللي هيتفرّج على المسلسل بالضرورة يا هيشوف نفسه فيه، يا إما هيشوف حد يعرفه كويس جدًا فيه.
وهيلاقي العديد من المواقف والمآزق المتكررة اللي ممكن يتعرض لها في حياته.
وبناقش ده من خلال أحداث المسلسل، وبتكلم فيه عن أفكار متعلقة بالتوازن في الحياة، وضرورة التوازن ما بين المتناقضات.
يعني أحيانًا الواحد بيلاقي نفسه محطوط في اختيار ما بين متناقضين، ولازم الاتنين يتعملوا! طب يعمل ده ولا ده الحل دايمًا بيكون في “التوازن”.
فمن هنا جه اهتمامي بالموضوع، والفكرة نفسها جاتلي مؤخرًا، يعني قبل كتابة العمل مباشرة، جاتني فكرة القصة بالنماذج اللي أنا استقريت عليها، والشخصيات الدرامية اللي استقريت عليها ده بالنسبة لسبب اهتمامي بكتابة “اتنين قهوة”.
اسم المسلسل ملفت وبسيط في نفس الوقت.. ليه اخترت الاسم ده تحديدًا؟ وهل له دلالة خاصة في الأحداث؟
اسم المسلسل كان من الأمور المحيّرة بالنسبة لي، بعد ما فكرت في الفكرة، كان عندي اهتمام كبير إني ألاقي اسم يعبّر عن الحكاية ويكون له إضافة.
وفعلاً، أنا شعرت إن الاسم، لما ركّزت وابتديت أفكر، فجأة قفز في دماغي كده، وشفته، ولقيته بيعبر كويس جدًا جدًا عن المسلسل، وبيعبر كويس وله دلالات كتيرة، وله رمزية واضحة جدًا للأحداث اللي فيه
هل المسلسل بينتمي لنوعية الأعمال الرومانسية؟ ولا فيه خط درامي أو اجتماعي أعمق؟
آه طبعًا، المسلسل فيه طابع رومانسي، بس ما ينفعش أي عمل حتى لو كان رومانسي، يكون الناس طالعين يحبوا في بعض، طب فين المشكلة الصراع على إيه فلازم يكون فيه عمق اجتماعي، ولازم يكون فيه خطوط درامية بتخدم قصة الحب، وقصة الحب تخدم الخطوط الدرامية، ده بيحصل حتى من غير ما نقصد.
يعني أي مسلسل رومانسي لازم يكون له خطوط درامية، وإلا فين المسلسل، أكيد بيتبني على مشكلات ومسائل اجتماعية وأمور لازم يتم رصدها.
لو هتلخص رسالة المسلسل في جملة واحدة.. تقول إيه؟
الحقيقة إن المسلسل بيحمل العديد من الرسائل الاجتماعية والإنسانية اللي بتتولد من الدراما ومن تلقاء نفسها من خلال الفكر اللي أنا بكون متبنيه في صياغة الأمور.
لكن لو هنقول جملة واحدة، فأقول: “التضحية المتبادلة والتوازن هو الحل السحري لتجنب الأزمات وحل المشكلات”.
التعاون مع طاقم العمل في المسلسل كان عامل إزاي؟ وهل كنت مشارك في اختيار الأبطال؟
أولًا، دي تجربة جديدة ومتكررة مع المنتج أحمد عبدالعاطي، وهو صديق وأخ بالنسبة لي، وشريك مشوار نجاح كبير
أنا معاه قدمت كتير من أعمالي اللي بحبها جدًا، زي سلسلة “نصيبي وقسمتك” كلها، بأربع مواسم وعدد كبير من السكربتات اللي كتبتها، فوق الخمسين سكريبت منفذهم مع أحمد عبدالعاطي.
كمان كررت معاه التجربة في ٣ مسلسلات قصيرة: “عيشها بفرحة”، و”ما تيجي تشوف”، و”الفريدو”، كل مسلسل كان عشر حلقات.
وبنستمر في التعاون من خلال “اتنين قهوة” العمل مع أحمد عبدالعاطي دايمًا من أمتع الأوقات، رغم إننا بنشتغل أحيانًا في ظروف وقت مش معانا، أو ضغط، لكن دايمًا بنعمله بحب، وبنبقى خايفين على شغل بعض.
وأنا بحب في أحمد عبدالعاطي إنه منتج فنان، بيقدّر المحتوى وعاوز يقدمه بأفضل شكل.
والمخرج عصام نصار، اشتغلنا سوا قبل كده في “نصيبي وقسمتك” عبر عدد من القصص، زي “النضارة البيضا”، و”أوضة وصالة”، و”اللي ما يشتري يتفرج”، كلهم كانوا حكايات قصيرة ناجحة.
وعندنا مساحة كبيرة من التفاهم والاندماج، وبنتفق جدًا جدًا.
أحمد فهمي، بطل العمل، دي تاني تجربة ليا معاه بعد “الفريدو”، وهو صديق شخصي وسعيد جدًا بالعمل معاه، لأنه ممثل مهتم حقيقي، مش بيهزر في شغله، ذاكر كويس، بيحضر كويس، بيجي حافظ كويس، وعنده وعي بكل جملة في النص واحترامه للنص كبير جدًا جدًا، وده بيسعدني جدًا.
مرام علي، أنا بعتبرها مفاجأة هذا العمل، هي نجمة كبيرة في الدراما السورية، عاملة شغل رائع، وموهوبة جدًا ونموذج في الالتزام، وخفة الظل، والقدرة على التقمص أنا سعيد جدًا بالتجربة معاها وأنا اللي عملت معاها التواصل الأول، وفضلنا في مفاوضات أنا وشركة الإنتاج علشان نزبط المواعيد ونبعت الحلقات، لأنها كانت منشغلة.
أنا شايف إنها إضافة كبيرة للسوق المصري، وممكن تضيف كتير جدًا في السنين الجاية في الدراما والسينما وأكيد، أنا في أي عمل بكون مشارك في اختيار الأبطال، مش بتعامل كمؤلف متجرد، لأ، أنا بتعامل بروح الفريق.
كل واحد ليه دور رئيسي، وفي أدوار فرعية بنساعد بعض فيها للوصول لأفضل نتيجة والمؤلف لازم يتابع كل تفاصيل شغله، ويعرف شغله بيتنفذ إزاي، لأنه أدرى بكل حرف كتبه.
كنا شوفنا ليك في رمضان ٢٠٢٥ مسلسل وتقابل حبيب فحدثنا عن كواليس المسلسل والمشاهد الأخيرة ؟
طبعًا، المشاهد الأخيرة، وخصوصًا مشاهد المواجهة، هي دايمًا من أكتر المشاهد اللي بتكون مهمة وصعبة في نفس الوقت.
ولكن الحقيقة إن الحلقات الأخيرة بشكل عام بتتكتب بعد ما بيكون عندي خلاص إلمام كامل بكل تفاصيل الخطوط الدرامية، وبأكون عايش مع الشخصيات كلها، ومدرك كويس جدًا إن كل شخصية عايزة تروح فين وعايزة توصل لإيه.
فعلى قد ما المشاهد دي بتحتاج مجهود وبتكون صعبة، على قد ما الرحلة بتبقى أسهل نسبيًا، لأني خلاص ببقى شايف كل حاجة بوضوح جوه الأحداث.
ببقى عارف هقدر أوصل بالشخصيات دي لإيه، وأوصلها للمناطق اللي أنا عايزها، وأحقق الفكرة اللي في ذهني.
يعني، رغم إن المشاهد دي مرهقة، لكنها في نفس الوقت بتبقى أسهل بسبب إن كل تفصيلة بقيت واضحة بالنسبالي جوه العمل كله.
بعد عرض وتقابل حبيب.. شايف إنك قلت كل اللي كنت عايز تقوله؟ ولا لسه في مشاعر أو أفكار مخزّنة للجاي؟
لأ، الحقيقة أنا في مناطق درامية معينة، وبسبب ضيق الوقت، كنت متعمد أعمل لها نوع من التجاوز أو الـ”سكيب”، مع إنها مناطق كنت حابب أستكشفها أكتر وأغوص فيها بعمق.
لكن المساحات دي كانت محتاجة وقت أطول وعدد حلقات أكبر فأنا مقدرتش أقول كل اللي كنت عايز أقوله بالكامل، لكن في نفس الوقت، قلت القدر الكافي اللي خلاني أقدّم مسلسل ينجح مع الناس، والناس تتفاعل معاه وتتبسط بيه.
إزاي شفت تجربة ابنك محمود ياسين جونيور في أول بطولة له في عمل من تأليفك؟ وهل شفته كممثل بيجتهد، ولا كنت شايفه بعين الأب؟ وهل الأداء اللي قدمه فاجأك كمؤلف؟
الحقيقة، أنا لما بيكون فيه ممثل في أي عمل بكتبه، بتعامل معاه بشكل احترافي، ومحمود مش استثناء.
أنا لا بأعامل معه كإبني، أنا بتعامل معاه كممثل، زيه زي أي حد.
أنا من النوع اللي بيهتم بالممثل جدًا، وبيهتم إنه يطلع في أحسن صورة ممكنة، وكل ممثل بالنسبة لي هو مشروع خاص لازم أوصله لأعلى درجات الإجادة.
وده اللي عملته مع محمود، لا ميزته عن حد، ولا كنت شايفه بعين الأب، بالعكس تمامًا، كنت بتعامل معاه كممثل عادي جدًا، وهو كمان كان بيتعامل معايا بنفس الروح والاحترافية، وعنده احترام كبير للفارق بين إنه ابني وإنه بيشتغل مع مؤلف العمل.
وبصراحة شفت تجربته مميزة جدًا، شفته اجتهد من أول لحظة، وكان مدرك إنه وسط مجموعة كبيرة من النجوم والفنانين الكبار، وعارف إنه لازم يبذل مجهود كبير عشان يثبت نفسه وسطهم، وفعلاً، أعتقد إنه نجح، والجمهور حبّه جدًا واستقبله بشكل رائع، وأنا فخور بيه جدًا جدًا.
العمل شارك فيه نجوم مهمين زي ياسمين عبدالعزيز، كريم فهمي، نيكول سابا، وخالد سليم.. شايف كل نجم فيهم قدّم الشخصية من زاويته إزاي؟ وإيه الرسالة اللي كنت حابب توصلها ليهم من خلال الورق؟ وهل كل واحد فيهم فاجأك بطريقة تعامله مع الشخصية؟
زي ما قلت قبل كده، كل الفنانين اللي شاركوا فاجئوني فعلاً، كلهم كانوا رائعين.
ياسمين عبدالعزيز مثلًا، بكل حضورها وموهبتها الكبيرة، وقدرتها الحقيقية على التركيز والجدية، قدمت أداء رائع جدًا.
عندها مناطق تمثيلية ممتازة جدًا ولسه عندها كتير تقدر تقدمه.
وبالرغم من جديتها واهتمامها بتقديم أفضل شيء، لكن في الكواليس بتخلق جو رائع يخلي الناس مستمتعة إنها تشتغل معاها.
أما كريم فهمي، فزي ما قلت، هو شريك نجاح حقيقي، ودائمًا كنت مطمئن بوجوده في أي مشهد، وكنت عارف إنه لو في حاجة ممكن تنقص أو تتعدّل، كريم هياخد باله، وهيفكر، وهنوصل لحل سوا، فيه توافق كبير بينا.
التحدي اللي كان قدامنا أنا وكريم إننا نختلف بشخصية “فارس أبو العزم” عن شخصية “مراد السويفي” في “ونحب تاني ليه”، رغم إن الشخصيتين رجال أعمال وأثرياء.
لكن قدرنا نكسر ده بخفة الظل، وبأن الشخصية تكون “فاكة” أكتر رغم المعاناة اللي فيها، قصة شعر مختلفة، استايل لبس مختلف، تفاصيل كتير خلت الشخصية جديدة وناجحة.
بالنسبة لخالد سليم، فهو مفاجأة جميلة جدًا بالنسبالي خالد ممثل ملتزم جدًا، حافظ كويس جدًا، وعارف بيقول كل جملة منين، ونادرًا ما كنت أحتاج ألفت نظره لحاجة.
استمتعت جدًا بالشغل معاه، وبقول بصدق إن بعد الدور ده، خالد يستحق خطوات أكبر وأهم في مسيرته.
نيكول سابا كمان رجعت للدراما المصرية بشكل عظيم قدّمت شخصية “رقية العسكري” بشكل فوق توقّعاتي.
أنا كنت متوقع منها أداء قوي، لكنها فعلاً فاجئتني هي إضافة كبيرة جدًا للعمل، وبشكرها على كل اللي قدمته.
أما أنوشكا، فمش لاقي حاجة أقولها غير إنها كانت سبب رئيسي في نجاح العمل الشخصية اللي قدمتها، “إجلال أبو العزم”، كانت نقطة ارتكاز مهمة، وكل مرة كنت عايز أسخّن الحلقة أو أشد الانتباه، كنت بروح للشخصية دي وقدمتها أنوشكا بشكل متفرد، وأكدت بيها على موهبتها العظيمة.
وأكيد مش عايز أنسى أي حد، كل فريق العمل كان ليه بصمة، والكل اشتغل بحب وصدق، وده اللي خلى “وتقابل حبيب” يوصل للناس.