ابنة الوزير بـ"لن أعيش في جلباب أبي".. عبير عادل: لم أخجل من العمل بتطبيق التوصيل(حوار)

في زمن تندر فيه النماذج التي تختار الكرامة على التنازل، وتُفضل العمل الشريف عن الصيت الزائف، تطل علينا الفنانة عبير عادل بطلة مسلسل لن أعيش في جلباب أبي والتي قدمت فيه دور ابنة الوزير، حيث تصدرت تريند جوجل لمدة يومين في أول ظهور لها بعد فترة غياب كبيرة عن العمل الفني.
كشفت لنا في حوار جريء أنها لم تشتكِ من قلة العمل بل اختارت أن تكون قوية لأجل أولادها ولأجل إنسانيتها.
فهي فنانة عرفها الجمهور بأدوارها الصادقة، وها هي اليوم تُجسّد على أرض الواقع أصدق أدوارها على الإطلاق.
في هذا الحوار الصريح والمؤثر، فتحت لنا قلبها وتحدثت عن الغياب عن التمثيل، وتحديات العمل الشريف، وكفالتها لطفلة غيرت مجرى حياتها، وكيف استطاعت الحفاظ على كرامتها في أصعب الأوقات.
وإلى نص الحوار:
هل شعرتِ بالانكسار أو الخذلان داخليًا عندما لم تُعرض عليكِ أدوار فنية؟ وما قصة بحثك عن مهنة أخرى؟
على الإطلاق، لم أشعر بأي انكسار أو خذلان داخلي، والحمد لله، فأنا لست من الشخصيات التي تستسلم للفشل. أؤمن أن الله يمنحنا بدائل دائمًا، فقط علينا أن نسعى. غيابي عن التمثيل كان لحكمة كبيرة من الله، وقد سعيت ولم أوفَّق، لكنني على يقين بأن الله يهيئ للإنسان طرقًا أخرى حين يُغلق بابًا.
ما الفرق بين الكرامة وعزة النفس في العمل؟ ومتى يتحول ذلك إلى غرور يمنع الإنسان من العمل؟
كرامة الفنان محفوظة طالما يعمل بجد في مهنة شريفة، ولا يوجد أي تعارض بين احترام النفس وممارسة العمل. أما الغرور فهو غير مبرر؛ لأن الإنسان لا يختار ظروفه، والله هو من يوزع الأدوار في الحياة، فلا سبب يجعل الفنان مغرورًا.
عندما تكونين في السيارة بمفردك، ما أول ما يخطر في بالك؟
لا أعيش لحظات درامية أو استرجاعية، بل أفكر كأي شخص آخر يؤدي عمله. أول من يخطر في بالي هم أولادي، وأفكر دائمًا كيف يمكنني إسعادهم. والحمد لله، يرزقني الله بأشخاص يقدّرون طبيعة حياتي وظروفي.
هل شعرتِ بالخجل عندما عملتِ في تطبيق توصيل؟
لم أشعر بالخجل أبدًا. أعمل في مهنة شريفة، والخجل الحقيقي هو أن يطلب الإنسان المال من الآخرين وهو قادر على العمل. كنت دومًا أقدّر من تأتي لتنظيف بيتي، وأحترم كل شخص يعمل بكرامة، لا أخاف من الناس ولا من أحكامهم طالما لا أفعل شيئًا يخالف الأخلاق أو العادات.
ما الجملة التي ترددينها لنفسك كل يوم قبل بدء العمل؟
أدعو الله دائمًا أن يوفقني، ويرزقني بالناس الذين يفهمون أنني أعمل من أجل أولادي بالحلال، أطلب من الله الستر والحماية، وأرد بثقة على من يسألني: "ألا تخشين الليل؟" بأن الله معي.
هل دعمكِ أحد في تجربة العمل بتطبيق التوصيل؟ ومن أول من عبّر عن فخره بك؟
نعم، أشقائي دعموني وقدموا لي النصائح، عندما أخبرتهم بنيتي العمل على تطبيق توصيل للإنفاق على أولادي، خافوا عليّ بسبب إصابة قديمة، لكنهم الآن فخورون بي، وخاصة أولادي.
هل تشتاقين للكاميرا؟ وهل ما زال لديكِ شغف بالتمثيل؟
الشغف لا ينتهي. أحيانًا أمثّل بيني وبين نفسي، وأراجع أدوارًا وكأنني أتدرّب. أقرأ أدوارًا معينة وأؤديها لنفسي، وأقيّم أدائي، وأسأل: "هل كنت سأؤدي هذا الدور بشكل أفضل بعد مرور الوقت؟"
ما الذي دفعكِ لاتخاذ قرار كفالة طفلة رغم ظروفكِ الصعبة؟
لا يوجد تبنٍّ في الإسلام، بل كفالة. وأنا ضد الربط بين الكفالة والظروف المادية. لو أنجبت تلك الطفلة، هل كنت سأرفضها؟، كثيرون لديهم أبناء في ظروف أصعب، ولم يرفضوهم. هذه الطفلة هي أجمل ما حدث في حياتي.
هل شعرتِ أن هذه الطفلة جاءت لتشفي شيئًا داخلكِ؟
لم تأتِ لتشفي شيئًا، بل جاءت لتربّت على مشاعر كامنة بداخلي. منذ صغري كنت أعتني بشقيقتي الصغيرة أثناء غياب والديّ، وكأن الله كان يجهزني لهذا الدور. هذه الطفلة هدية من الله.
لو قابلتِ نفسك قبل 10 سنوات، ماذا كنتِ ستقولين لها؟
كنت سأحدث نفسي عن الأخطاء التي لا أريد تكرارها. وبعد 10 سنوات، أتمنى أن أقول لنفسي: "أحسنتِ، ونجحتِ فيما كنتِ قادرة على تقديمه لأسرتك". أنا راضية ومتقبّلة لكل ما مررت به.
هل ترين نفسك نموذجًا نادرًا، أم أن هناك من يشبهك لكن لا يعرفهم أحد؟
هناك نماذج كثيرة أفضل مني. أنا فقط كنت جزءً من قصة كفالة الأيتام منذ 8 سنوات، ومررت بظروف صعبة، والله منحني القوة. هناك كثيرون يستحقون التقدير أكثر مني.
لو اتصل بكِ فنان أو فنانة وقال: "لا أجد عملًا"، ماذا تقولين له؟
أنصحه بالبحث عن مهنة شريفة أخرى. الله منحني نعمة وجود سيارة فاستطعت العمل في التوصيل، لكن غيري قد يمتلك مؤهلات أخرى يستطيع من خلالها العمل الشريف.
هل كان الطلاق خيبة أمل أم بداية لمرحلة أنضج؟
الطلاق مثل الزواج، قسمة ونصيب، أحيانًا تستمر العلاقات رغم المشكلات، وأحيانًا لا تصمد حتى مع وجود الحب، المهم: هل يمكننا تحمّل العيوب أم لا.
ما الفرق بين الانفصال والقطيعة؟.. وكيف نجحتِ في بناء علاقة إنسانية مع طليقك الفنان عادل أنور؟
الانفصال مؤلم، حتى لو طلبته المرأة، ولم يكن قرارًا سهلاً. بعد الطلاق مررنا بفترة انقطاع، لكننا عدنا للتواصل في مناسبات مثل انتخابات النقابة، هدفنا أن تبقى العلاقة جيدة من أجل أولادنا.
ما الدرس الأهم الذي خرجتِ به من تجربتك؟.. وماذا تتمنين أن يقول الناس عنكِ؟
تعلمت أن أفعل ما أحب حتى أحب ما أفعل، فالرضا هو سر الاستمرار، وأتمنى أن يذكرني الناس بكل خير، وأن يسامحني من أخطأت في حقه، وأن يدعو لي.