"هجرة الرسول".. عمل سينمائي نادر يروي أعظم رحلة في التاريخ الإسلامي

بالتزامن مع احتفالات الأمة الإسلامية بحلول رأس السنة الهجرية، يتجدد اهتمام الجمهور بالأعمال السينمائية التي تناولت سيرة النبي محمد صلى الله عليه وسلم ،وأبرز المحطات التي مر بها في دعوته، وعلى رأسها الهجرة النبوية من مكة إلى المدينة.
ويعد فيلم "هجرة الرسول" من أبرز هذه الأعمال التي رسخت في الوجدان الجمعي، نظراً لما حمله من مشاهد إنسانية وقيم دينية مؤثرة.
ماجدة الصباحي تروي كواليس صعبة من التصوير
كشفت الفنانة الراحلة ماجدة الصباحي، منتجة وبطلة الفيلم، عن كواليس مرهقة صاحبت تصوير "هجرة الرسول"، حيث قالت في لقاء نادر:"كنت أشعر بمسؤولية كبيرة تجاه هذا الفيلم، خاصة أني كنت أبلغ 17 عاماً فقط وقتها، وكنت المنتج أيضاً، أثناء التصوير في صحراء أبو رواش، ارتفعت الحرارة إلى 40 درجة مئوية، وكنت أعاني من المرض والحمى، لكن لم يكن أمامنا خيار لإيقاف التصوير".
وتابعت ماجدة قائلة:"اضطررنا لبناء حمامات في وسط الصحراء حتى يتمكن الممثلون من الوضوء والاغتسال، وخلال وضوئي فوجئت بعنكبوت ضخم يسقط على يدي، فصرخت وسقطت مغشياً علي، وفي مشهد آخر صورناه في كفر الزيات، سقطت في بركة عميقة وتعرضت لإصابة نُقلت على إثرها إلى المستشفى".
سرد فني للهجرة النبوية
يركز الفيلم على رحلة الهجرة النبوية من مكة إلى المدينة، ويوثق المعاناة التي تكبدها النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وصحابته من اضطهاد قريش، قبل أن يأذن الله بالهجرة.
وتميز "هجرة الرسول" بتصويره الفني للمشاعر الإنسانية التي صاحبت تلك الرحلة، ما بين الألم والمعاناة، والأمل واليقين، واستطاع من خلال أداء ممثليه وبراعة الإخراج أن ينقل رسالة سامية حول الإيمان والثبات والصبر.
"هجرة الرسول"
رغم مرور أكثر من نصف قرن على إنتاجه عام 1964، إلا أن فيلم "هجرة الرسول" ما زال حاضراً في وجدان الجمهور، ويعاد بثه في المناسبات الدينية الهامة.
ويرجع ذلك إلى مضمونه الديني العميق ورسالته الأخلاقية والإنسانية التي تلامس كل جيل، حيث قدم صورة بليغة عن قوة الإيمان والتضحية في سبيل العقيدة، وجسد مراحل فاصلة من تاريخ الدعوة الإسلامية بصدق فني نادر.