حواديت زمان.. شادية وفريد الأطرش حكاية حب أفسدها السفر وأنهاها الغدر!

تمتلئ حياتنا بحكايات تترك بصمتها في أعماقنا، حكايات نعيشها بكل ما تحمل من فرح وألم، لحظات تأخذنا بين أحضان اليأس وتدفعنا نحو أبواب الأمل، وتجبرنا على التوقف صامتين أمام لغز حكمة القدر.
ومن بين هذه الحكايات، تبرز قصة حب فريدة جمعت بين اثنين من أيقونات الفن المصري، شادية وفريد الأطرش قصة لم تنتهي بنهاية سعيدة، لكنها بقيت محفورة في ذاكرة الزمن.
كانت البداية في زمن لا يشبه سواه، زمن امتلأ بالفن والحب والضحك الصافي، شاءت الأقدار أن تجمع بين شادية، دلوعة الشاشة، وفريد الأطرش، أمير العود وصاحب القلب المتعب، في علاقة كانت أشبه بفيلم رومانسي يحمل من الواقع أكثر مما يحتمل القلب.
رغم الشهرة والنجاح، كان لكل منهما جانب خفي يئن في صمت، وجراح لم تلتئم بعد فريد، الذي لم يعرف الاستقرار العاطفي يوماً، وشادية التي خاضت ثلاث تجارب زواج، لم تكن أوفر حظاً منه في الحب.
قصة الحب التي جمعت بينهما لم تكن عابرة، بدأت بعد طلاق شادية من الفنان عماد حمدي، حيث نشأت بينها وبين فريد علاقة قوية تخطت حدود الزمالة، وتحولت إلى مشاعر صادقة مليئة بالاهتمام والحنان، كانت شادية تعيش معه تفاصيل حياته اليومية، تطهو له بيديها، وتطمئن عليه في كل لحظة، وهو بدوره أحبها بصدق وقرر أن يطلب يدها.
وافقت شادية، واشترت فستان الزفاف، واستعدت للحياة الجديدة التي كانت تنتظرها، لكن فريد، وفي لحظة غامضة، قرر تأجيل الزفاف وسافر إلى فرنسا، مبرراً الأمر بإجراء فحوصات طبية.
لكن الغياب كان قاتلاً، لم يخبرها فريد بكل الحقيقة، فتسرب الشك إلى قلبها، وشعرت بالإهانة وبكرامة مجروحة، اتخذت قراراً صادماً، اتصلت بالمهندس عزيز فتحي، الذي سبق أن عبر عن رغبته في الزواج منها، وأخبرته بموافقتها وفي اليوم التالي، تم الزفاف.
لكن هذا الزواج لم يدم طويلاً، بعد خمسة أشهر فقط، انتهت العلاقة، بعدما قدمت شادية تنازلات مؤلمة لإنهائها تنازلت عن حقوقها المادية كافة، وأبرأت زوجها من أي التزام مادي، شرط أن يكون الطلاق بائناً، حتى لا يعاد فتح باب العودة دون إرادتها.
في مذكراته، تحدث فريد الأطرش عن تلك القصة بحزن واضح، وقال إن شادية كانت بمثابة طوق نجاة له من عذابات ماضية، وإنه لم يكن يتخيل أن يفقدها بهذه الطريقة.
وهكذا، بقيت قصة شادية وفريد واحدة من القصص التي جمعت بين الحب والخذلان، بين الوهج الفني والفراغ العاطفي، لتصبح رواية لم تكتمل فصولها، لكنها ظلت حية في ذاكرة الفن والمشاعر.