في ذكرى رحيله.. يوسف داوود من الهندسة للكوميديا ولماذا قضى 7 سنوات في الجيش؟

يوسف داوود
يوسف داوود

تحل اليوم، الثلاثاء 24 يونيو، الذكرى الثالثة عشرة لرحيل الفنان القدير يوسف داوود، أحد أبرز الوجوه الكوميدية في السينما والمسرح، والذي وافته المنية في مثل هذا اليوم من عام 2012 عن عمر ناهز 79 عاماً، بعد صراع مع المرض.

وعلى مدار مسيرته الفنية الممتدة، قدم يوسف داوود أدواراً لافتة تنوعت بين الكوميديا والدراما، وترك بصمة مميزة جعلته حاضراَ في ذاكرة الجمهور رغم مرور السنوات.

 

كواليس أول لقاء جمعه بفؤاد المهندس

 

في لقاء تلفزيوني نادر، استعاد الفنان الراحل كواليس أول لقاء جمعه بالفنان الكبير فؤاد المهندس، خلال التحضير لأحد الأعمال الفنية، حيث لم يكن المهندس يعرفه من قبل، وعند سؤاله عن الفنان الذي سيؤدي دور "مسعد"، أخبروه بأنه ممثل يدعى يوسف داوود، ليطلب مقابلته وبدء البروفات على الفور.

وروى داوود تفاصيل تلك اللحظة قائلاً: "فوجئ بي وأنا بلعب الكورة، فبدأ يديني الجملة، أرد عليه، وفجأة توقف وقال لي انت مين أنا ماشوفتكش قبل كده، انت عظيم، أنت عبقري"، مشيراً إلى أن عبقرية فؤاد المهندس لا تقاس، ووصفه بأنه "فوق المستوى" ولا يدخل في منافسات فنية.

 

حياة شخصية مختلفة واهتمامات متنوعة

 

وخارج الأضواء، اتسمت حياة يوسف داوود بالبساطة والخصوصية، وكشفت ابنته، دينا يوسف داوود، في وقت سابق، أن والدها كان شغوفاً بالقراءة والشعر، كما كان يهوى أعمال النجارة والرسم، وحرص دائمًا على إبعاد أبنائه عن مجال الفن، رغم نجاحه الواسع فيه.

كما نشرت ابنته عبر وسائل التواصل الاجتماعي مجموعة من الصور النادرة له في شبابه، أظهرت اختلافاً كبيراـ في ملامحه قبل دخوله عالم التمثيل، وهو ما أثار دهشة المتابعين.

 

من الهندسة إلى الفن

 

ولد يوسف داوود عام 1933، وتخرج في كلية الهندسة قسم الكهرباء عام 1960، حيث عمل في مجاله كمهندس لفترة، قبل أن يتخذ قراراً مصيرياً بالاتجاه إلى التمثيل، وهو القرار الذي غيّر مجرى حياته بالكامل.

وجاء تحوله إلى الفن في منتصف الثمانينيات، بعد النجاح الكبير الذي حققه في مسرحية "زقاق المدق"، ما دفعه إلى مواصلة العمل الفني باحترافية، ليصنع اسمه كأحد أبرز الممثلين في الكوميديا والدراما على حد سواء.

 

ثنائي مميز مع عادل إمام

 

شهدت مسيرة يوسف داوود تعاوناً فنياً مميزاً مع الفنان الكبير عادل إمام، حيث شكلا ثنائياً ناجحاً في العديد من الأعمال التي حققت جماهيرية كبيرة، من بينها أفلام "زوج تحت الطلب"، و"كراكون في الشارع"، و"سلام يا صاحبي"، و"النمر والأنثى".

كما شارك داوود في المسرحيات الشهيرة مثل "الواد سيد الشغال"، قبل أن ينتقل إلى الدراما التلفزيونية ليصبح وجهاً مألوفاً في العديد من المسلسلات، حيث كان يجيد تقديم الأدوار الكوميدية والعصبية على حد سواء.

 

سبع سنوات في الجيش

 

لم تخل حياة داوود من المواقف الفريدة، إذ قضى فترة طويلة في الخدمة العسكرية بلغت سبع سنوات، بسبب ظروف الحرب، وهي التجربة التي شكلت جزءًا من شخصيته الصلبة والمنضبطة، رغم طبيعته المرحة على الشاشة.

وكان الفنان الراحل حريصاً دائماً على تقديم شخصيات صادقة وقريبة من الناس، حتى عندما يؤدي أدواراَ عصبية تتناقض مع شخصيته الحقيقية، مؤكداً في لقاءات سابقة أن الصدق في الأداء هو ما يميز الفنان الحقيقي.

تم نسخ الرابط