ذكرى ميلاده.. عاطف الطيب المخرج الذي فضل الموت على خيانة مبادئه‎

عاطف الطيب
عاطف الطيب

تحل اليوم ذكرى ميلاد المخرج الكبير عاطف الطيب، أحد أبرز رموز السينما الواقعية، والذي ترك بصمة فنية مميزة بأعماله التي عبرت بصدق عن هموم المواطن البسيط.

 

ورغم عمره القصير، استطاع أن يترك بصمة خالدة بأعماله التي ناقشت هموم المواطن البسيط، حتى أدرجت بعض أفلامه ضمن قائمة أفضل 100 فيلم في تاريخ السينما المصرية.

 

وفي هذا التقرير، نلقي الضوء على أبرز محطات مشوار المخرج عاطف الطيب، وأهم أعماله التي شكلت ملامح السينما الواقعية.

 

المرض ينهك قلب المخرج ورفض العلاج في ألمانيا

 

عانى الطيب منذ صغره من حمى روماتيزمية لم تعالج بشكل صحيح بسبب ضعف الخدمات الطبية في قريته "المراغة" بمحافظة سوهاج، وهو ما أدى إلى إصابته لاحقا بمرض في القلب ومع مرور الوقت، تطورت حالته الصحية ليصاب أيضا بمرض السكري.

 

ورغم تدهور حالته، رفض السفر للعلاج في ألمانيا على نفقة الدولة، وأصر على أن "الغلابة أولى بالفرصة"، كما قال، ووافق على إجراء الجراحة في مصر بناء على توصية من أحد الأطباء، إلا أن العملية استغرقت وقتا طويلا نتيجة خطأ طبي لم يعترف به، وكان آخر ما عمل عليه هو فيلم "جبر الخواطر"، الذي لم يكمل تصويره قبل وفاته.

 

محطات فنية بارزة وأفلام خلدت اسمه

 

على مدار خمسة عشر عاما فقط، قدم المخرج الراحل عاطف الطيب نحو 21 فيلما سينمائيا، عبر من خلالها عن قضايا الإنسان المصري البسيط، مسلطا الضوء على الفئات المهمشة والمهمومين بصراعات الحياة اليومية، فجاءت أعماله بمثابة مرآة للشارع المصري بما يحمله من وجع وأمل.

 

ومن بين أبرز أفلامه التي تركت بصمة لا تنسى: "سواق الأتوبيس"، و"البرئ"، و"الهروب"، و"الحب فوق هضبة الهرم"، و"كشف المستور"، و"ملف في الآداب"، و"كتيبة الإعدام"، و"إنذار بالطاعة"، و"ليلة ساخنة"، و"الدنيا على جناح يمامة"، و"أبناء وقتلة".

 

وصولا إلى آخر أفلامه "جبر الخواطر"، وهي أعمال تعد وثائق سينمائية حية، تحمل أبعادا اجتماعية وسياسية عميقة، وتجسد بواقعية حساسة نبض المجتمع، كما تتميز بطابع إنساني جارف جعلها تدرس في معاهد السينما وتعرض حتى اليوم.

 

تجاربه مع الكليبات الغنائية

 

ولم يتوقف إبداع عاطف الطيب عند حدود السينما الروائية، بل امتد إلى تجربة الكليبات الغنائية، فرغم أنها لم تتجاوز عملين فقط، إلا أنهما حملا بصمته الفنية المميزة، حيث أخرج كليب "كتبتلك" للفنانة لطيفة، ثم قدم كليب "شنطة سفر" للفنانة أنغام، والذي شاركها بطولته الفنان طارق لطفي، واعتبر من أنجح الأعمال المصورة في تلك المرحلة، لما تميز به من إحساس درامي عالي ورؤية بصرية متفردة عكست روح الطيب الإخراجية المعهودة، وأكدت قدرته على توظيف الصورة لخدمة المشاعر الإنسانية، سواء على الشاشة الكبيرة أو الصغيرة.


بداية الطريق

 

بدأ الطيب مسيرته الفنية من خلال الأفلام التسجيلية، قبل أن يعمل مساعدا للمخرج الكبير شادي عبد السلام، وكذلك للمخرج مدحت بركات.

 

وفي عام 1982، أخرج أول أفلامه الروائية، والذي لاقى نجاحًا كبيرا، واعتبر نقطة انطلاق قوية وشهادة ميلاد جديدة له في السينما.

 

تميزت أفلامه بالقوة والجرأة والواقعية، ولم يخش اقتحام المناطق المحظورة، فدخل عش الدبابير بأفلام جريئة تطرقت إلى الفساد السياسي والاجتماعي والطبقية.

تم نسخ الرابط