مخرجات في الصدارة.. قصص نجاح ملهمة من قلب السينما

تسطّر النساء المخرجات فصولاً جديدة في تاريخ السينما، حيث لم يعد حضورهن خلف الكاميرا مجرد استثناء، بل ظاهرة تتعزز عامًا بعد عام، ورغم التفاوت الواضح في نسب المشاركة، إلا أن بصمتهن باتت واضحة في الأعمال الروائية والوثائقية والسينمائية الكبرى، سواء في الغرب أو في العالم العربي.
هذا التقرير ترصد "وشوشة" بالأرقام والتجارب كيف تصنع المخرجات الفرق، ويضيء على نماذج ملهمة ومبادرات داعمة لصوتهن الفني.
تمثيل النساء في السينما
تشير التقارير الدولية إلى أن تمثيل النساء في المجالات التقنية والإخراجية لا يزال محدودًا مقارنة بالرجال. ففي أوروبا، تشكل النساء حوالي 25% من المخرجين، لكنهن لا يتجاوزن 10% في مجالات مثل التلحين أو التصوير السينمائي بين عامي 2017 و2021، أما في الولايات المتحدة، فوفقًا لدراسة "Celluloid Ceiling"، ارتفعت نسبة المخرجات من 9% في 1998 إلى 16% فقط عام 2023، فيما لا تتعدى نسبة المصورات 7%.

السينما المستقلة
أظهرت الدراسات الخاصة بمهرجانات الأفلام المستقلة، مثل Sundance، أن النساء يمثلن حوالي 39% من صناع الأفلام (مخرجين، منتجين، كتّاب، محررين ومصورين) ورغم هذا التقدم، فإن الحضور النسائي في الأفلام الروائية لا يتجاوز 34%، بينما يرتفع قليلاً في الوثائقيات إلى 43%.

إجازات نسائية بارزة
سطعت أسماء مثل رايتشل موريسون، أول مصوّرة أمريكية تُرشح لجائزة الأوسكار عن فيلم Mudbound، والتي عملت لاحقًا كمديرة تصوير في Black Panther.
كذلك حققت أوتمن دورالد أركاباو إنجازًا بكونها أول مصورة تستخدم كاميرات IMAX في فيلم كبير.
هذه النماذج تثبت قدرة المرأة على إثبات ذاتها في المجال السينمائي رغم التحديات التقنية.
رائدات خلف الكاميرا في السينما العربية
في العالم العربي، بدأت مسيرة المرأة خلف الكاميرا مبكرًا، إذ كانت عزيزة أمير رائدة السينما المصرية وأول من أخرجت فيلمًا صامتًا عام 1929.
كما سطعت أسماء مثل فاطمة رشدي، بهيجة حافظ وأمينة محمد في الثلاثينات.
وفي العصر الحديث، قدمت إيناس الدغيدي وكاملة أبو ذكري وساندرا نشأت وأسماء البكري نماذج قوية لنساء استطعن التعبير عن قضايا المجتمع بجرأة، خاصة ما يتعلق بالمرأة والحرية.
كما برزت مريم أبو عوف كواحدة من الأصوات الإخراجية الشابة المؤثرة، والتي تتبنى موضوعات تبتعد عن النمطية.

الحضور العربي في المهرجانات الدولية
لم تقتصر الإنجازات على مصر فقط، بل شملت المنطقة بأكملها. فقدمت هيفاء المنصور من السعودية فيلمها الشهير وجدة، والذي نال إشادات دولية.
كما حققت كوثر بن هنية من تونس ونجوى نجار من فلسطين نجاحات ملموسة في المهرجانات العالمية، بفضل أفلام تحمل رؤى نسوية واضحة.
مبادرات لدعم المخرجات
انطلقت عدة مبادرات هدفها دعم المرأة خلف الكاميرا، مثل تأسيس "المجموعة الدولية للمصوّرات السينمائيات" في 2016، ما ساهم في رفع نسبة النساء في التصوير السينمائي من 2% إلى 7% خلال أربع سنوات فقط.
وفي الهند، أسست فوزية فاطمة أول تجمع للمصوّرات، داعمة صعود جيل جديد من النساء في هذا المجال.
أما في العالم العربي، فبادرات مثل "Her Stories" أتاحت لمخرجات عربيات عرض أعمالهن والحصول على دعم إنتاجي.

التوصيات المستقبلية
• دعم مالي مخصص للمخرجات من خلال صناديق تمويل خاصة بالمشاريع النسوية.
• توسيع الشبكات المهنية كتشجيع النساء على تأسيس روابط واتحادات مهنية.
• تخصيص برامج عرض ومهرجانات لعرض أعمال المخرجات وإبراز تميزهن.
• التغطية الإعلامية الإيجابية بتسليط الضوء على نماذج النجاح.