يسري نصر الله يكشف كواليس عمله مع عبلة كامل في "المدينة" ويتأمل في دور الفن والسينما‎

 يسري نصر الله
يسري نصر الله

كشف المخرج الكبير يسري نصر الله  عن رحلته مع السينما والإبداع، وتحدث نصر الله عن الفن كوسيلة لتوسيع الأفق وتهذيب الوعي، مشيرًا إلى أن السينما كانت دائمًا ملاذه لفهم العالم، وليست مجرد أداة للتسلية أو التوثيق.


وقال نصر الله خلال استضافته عبر برنامج "الرحلة" المذاع عبر قناة dmc plus، عن تجربته مع الفنانة الكبيرة عبلة كامل في فيلم "المدينة"،إن تلك التجربة كشفت له عن عمق رؤيتها الفنية، خاصة في تمسكها بأداء شخصية الأم، رغم بساطتها الظاهرة، وأوضح أن عبلة لم تكن تسعى لأدوار "لامعة"، بل كانت تبحث عن صدق المشاعر في التفاصيل، معتبرة أن لا وجود لما يسمى بـ"دور عادي" إذا تم تجسيده بصدق، وأشار إلى قولها له ذات مرة: "مافيش أم عادية، في أم حقيقية.. ودي أصعب تمثيلًا"، وهو ما لمس صداه في أدائها البسيط والمُبهر في آنٍ واحد.

وأكد نصر الله أنه لا يؤمن بمبدأ "النجم أولًا"، بل يبحث عن الممثل الأنسب للدور، سواء كان وجهًا جديدًا أو اسمًا لامعًا، مشيرًا إلى أن هذا النهج هو ما جعله يتعاون مع نجوم مثل ليلى علوي ومنى زكي ومحمود حميدة، لأنهم  "نجوم بإحساسهم قبل أسمائهم".


وتطرق  إلى تجربة مسلسل "منورة بأهلها"، واصفًا إياها بالمرهقة والمُلهمة في آنٍ واحد، حيث كان يعود من التصوير بعد 14 ساعة عمل، لكنه يشعر بالحماس لقراءة السيناريو مجددًا، بسبب قوة النص وبساطته، وأضاف أن مشهدًا واحدًا بسيطًا لثلاث فتيات يسبحن بملابسهن  هو ما دفعه لقبول العمل، لأنه أيقظ في ذاكرته مشاهد الحياة الحقيقية، غير المصنوعة، التي رآها في شبابه.

كما استرجع نصر الله أيامه في بيروت خلال الحرب الأهلية، واصفًا تلك الفترة بأنها شكّلت صدمة إنسانية وفكرية بالنسبة له، لأنها واجهته بواقع يُقاوِم الموت بالإبداع، ويبحث عن المعنى وسط الفوضى والدمار.

 

"اسكندرية ليه": حين قال يوسف شاهين "أنا"

 

في ختام حواره، توقف نصر الله أمام محطة لا يمكن تجاوزها، وهو يوسف شاهين، وقال إن فيلم "اسكندرية ليه" كان علامة فارقة في السينما العربية، لأنه لأول مرة، في ثقافة تميل لإخفاء الذات، خرج صوت يقول بجرأة: "أنا"، وأكد أن الاعتراف بالنفس لا يعني الأنانية، بل هو الشرط الأول لفهم العالم والاندماج معه، مضيفًا: "المعرفة بالنفس مش رفاهية.. دي بداية الحقيقة".

تم نسخ الرابط