حكاية مها الصغير.. كيف تصدّرت التريند دون أن تنطق بكلمة؟

لم تكن مها الصغير يومًا من الأسماء التي تتسابق على الأضواء، ولم يظهر اسمها كثيرًا في قوائم التريند إلا حين يتعلق الأمر بظهور أنيق أو إطلالة محسوبة في مناسبة عامة، لكن الأيام الأخيرة بدّلت الصورة تمامًا تحوّلت مها إلى مادة دسمة في عناوين الأخبار، وصارت حديث السوشيال ميديا، لا بسبب عمل إعلامي جديد أو مشروع فني مثير، بل بسبب جملة واحدة كتبتها على "إنستجرام"، جاءت في توقيت مشحون، ووسط عاصفة من الشائعات والتسريبات.
"قلل كلامك… تسلم من ملامك… ويكبر مقامك."
رسالة مقتضبة، لكنها كفيلة بأن تُشعل التفاعل، لم تكن مجرد حكمة شائعة، بل كانت بمثابة موقف، إعلان، وربما رد ذكي على ما كان يدور في الكواليس جاءت بعد إعلان الفنان أحمد السقا انفصاله عنها رسميًا، وبعد توالي الأخبار حول ارتباطها بالفنان طارق صبري، ليتحوّل اسم مها الصغير إلى مركز جدل، وليجد الملايين أنفسهم يتداولون حياتها الخاصة، كأنها مادة عامة متاحة للتأويل والتجريح.
لكن مها التي اعتادت الهدوء والصمت، لم تسمح للضجيج أن يُشكّل روايتها ردّت بطريقة مختلفة، لم تنفِ أو تؤكد، لم تفتح أبوابًا إضافية على خصوصيتها، لكنها كتبت جملة واحدة كافية لتقول فيها كل شيء هذه الطريقة في إدارة الأزمة كشفت عن وجه آخر لمها الصغير، امرأة تدرك تمامًا متى تتكلم، ومتى تلتزم الصمت، ومتى تستخدم القانون.
ولم تكتفِ مها بالرمزية الهادئة، بل تبعتها بخطوة رسمية صريحة، فتقدّمت بشكوى إلى المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام ضد عدد من المواقع والقنوات التي تجاوزت في تغطيتها، وخاضت في تفاصيل تمس حياتها الشخصية دون دليل أو احترام للخصوصية، كما أصدرت بيانًا قانونيًا تؤكد فيه أنها لن تتهاون مع أي تجاوز أو إساءة، وأنها تحتفظ بكامل حقوقها القانونية في الرد.
هذه التحركات لم تكن انفعالية، بل محسوبة، وكأن مها قررت أن تُدير معركتها بهدوء... لكن بحسم. لم تتبنَّ دور الضحية، بل تحركت كإعلامية تعرف القانون وحدود المنصات، وهي، وإن كانت قد عُرفت سابقًا بأنها "زوجة السقا"، إلا أن ما حدث في الأيام الأخيرة أعاد تقديمها للناس بصورتها المستقلة، كامرأة قوية، واثقة، قادرة على رسم ملامح شخصيتها بعيدًا عن ألقابها العائلية أو ارتباطاتها السابقة.
إن تصدّر مها الصغير للتريند لم يكن بسبب الحدث نفسه، بل بسبب طريقة تعاملها معه في زمن أصبحت فيه الخصوصية ترفًا، والسوشيال ميديا ساحة مفتوحة للانتهاك، جاءت مها لتقول دون أن ترفع صوتها إن الكرامة لا تزال ممكنة، وإن الصمت قد يكون أبلغ من ألف منشور.
ويبقى السؤال:
هل نحن أمام تحوّل في صورة مها الصغير من "السيدة الهادئة" إلى "المرأة التي لا تسمح لأحد أن يتحدث باسمها"؟ أم أن الجمهور ما زال يفضّل أن تُروى قصص النساء من وجهة نظر الآخرين؟.