رضوى الشربيني… امرأة لا تقبل بأنصاف الحب ولا بأنصاف الحياة

رضوى الشربيني
رضوى الشربيني

لم تدخل لتُرضي أحدًا.
لم تعتذر عن صراحتها.
ولم تتورّط يومًا في محاولة “التخفيف من حدّتها” كي تكون أكثر قبولًا.
رضوى الشربيني لم تخرج من قلب الإعلام، بل من قلب امرأة جُرحت، وشُفيت، ثم قررت أن تُشفى معها أخريات.

ولأن الحياة لا تصنع الفرص بل تُمتحن بها،
اختارت أن تواجه كل باب أُغلق، وكل فرصة سُحبت،
بما هو أثمن: صوتٌ يُشبِهها، لا يُشبه أحدًا.


بين الكاميرا والمرأة التي خلفها

لم يكن ظهور رضوى على الشاشة خفيفًا.
كان ظهورًا صريحًا، ناعمًا أحيانًا، عنيفًا أحيانًا، لكنه دائمًا حقيقي.
لم تحاول أن تكون “كل الناس”.
كانت امرأة ترى الدنيا من زاوية امرأة فقط… وهذا كان كافيًا لإثارة الجدل.

في برنامجها “هي وبس”، لم تكن مقدّمة برامج تقرأ من ورق،
بل امرأة تقرأ وجوه النساء في البيوت،
وترى الدموع التي تُمسَح قبل أن تُرى،
وترفع الصوت في وجه التجاهل، لا في وجه الرجال.


الجملة التي تحوّلت إلى جبهة

“بلوك… بلوك”،
جملة واحدة، شغلت السوشيال ميديا،
كانت للبعض سيفًا، ولآخرين مبالغة،
لكنها في الحقيقة كانت ترجمة بسيطة لحقّ أبسط: أن تحفظ المرأة نفسها أولًا.

 

رضوى لم تنادِ بالتمرد، بل بالكرامة.

لم تعلّم النساء الكراهية، بل تعلّمن معها أن لا يقبلن “أنصاف الحبّ”،
وأن الوَجع ليس طبيعيًا،
وأن التضحية لا تكون اسمًا مستعارًا للإنكار.


التجربة التي لم تتاجر بها

رغم أن رضوى كانت دائمًا “تتكلم بلسان المجروحات”،
إلا أنها لم تكشف جراحها كاملة،
اكتفت أن تقول: “أنا كنت هناك… وخرجت.”
ولذلك صدّقها كثيرون،
لأنها لا تتكلم من برجٍ عاجي،
بل من خندقٍ مشترك، كانت فيه، وخرجت منه، ثم اختارت أن تضيء الطريق قليلًا لغيرها.


أيقونة؟ قد تكون…

هل هي أيقونة نسوية؟
هل هي بطلة جيل من البنات؟
أم مجرد مذيعة تعرف كيف تصنع “ترندًا”؟

ربما كل هذا. وربما لا يهم.
المهم أن نساءً كثيرات توقفن أمام المرآة لأول مرة وسألْنَ أنفسهن: هل أستحق أكثر؟
وهذا وحده يكفي.

ما بين الغضب والحكمة

ليست مثالية.
تُبالغ أحيانًا.
تتسرّع.
تنفعل.
لكنها لا تدّعي الكمال، ولا تروّج له.
كل ما فعلته أنها قالت: “أنا مش ملاك… بس فاهمة يعني إيه حد ينسى نفسه عشان حد تاني”.


التأثير ليس ضجيجًا… بل أثر

لا يمكن قياس تأثير رضوى الشربيني بعدد المشاهدات،
لكن يمكن أن يُقاس بعدد النساء اللاتي صمتن طويلًا…
ثم نطقن،
ثم اخترن.

ليس لأنها أعطتهن “الوصفة”،
بل لأنها قالت لهن: “من حقك تكوني صاحبة القرار، مش ذيله.”

 

في زمن يتغيّر فيه كل شيء

رضوى لم تكن صدى…
كانت صوتًا.
ربما حادًا، لكنه صادق.
ربما مزعجًا للبعض، لكنه منبّهٌ للبعض الآخر.
وربما سيُنسى اسمها لاحقًا،
لكن النساء اللواتي بَكينَ أقل بعدها،
وتردّدن أقل،
واعتذرن أقل،
لن ينسين التجربة.

تم نسخ الرابط