ماجد المصري… بطل المشهد الذي لا يُعاد

ماجد المصري
ماجد المصري

في مشهد لا يُعاد، ولا يُكتب، ولا يُمثَّل،
وقف الفنان ماجد المصري أمام ابنته ليلة زفافها،
وكانت اللحظة أقوى من أي دور أدّاه،
وأعمق من أي حوار قيل أمام الكاميرا.

مشهد واحد، بعدسة الحياة لا السينما،
كان كفيلًا أن يضعه في قلب كل أب، وفي دمعة كل ابنة.
فالرجل الذي رأيناه على الشاشة قويًّا، حاضرًا، متماسكًا،
ظهر هذه المرة بوجهٍ حقيقي: رجل يحمل قلبًا عاش مع ابنته أكثر من عشرين عامًا… ثم يسلّمها في ثانية.

نجمٌ كبير… بقلب أب بسيط

ماجد المصري لم يحتَج يومًا لأن يُثبت قدراته أمام الكاميرا.
حياته المهنية مليئة بالأدوار المتنوعة، من الشرير الأنيق، إلى الحبيب الرومانسي، إلى الأب، إلى رجل السلطة.
لكنّ كل ما قدّمه بدا قليلًا جدًا أمام ذلك المشهد الذي لم يُكتَب له:
دموعه التي نزلت حين نظر إلى ابنته في الفستان الأبيض.

لم تكن دموع ضعف…
بل دموع توقفت على حدود الفخر، والحنين، والحب الخالص.
دموع رجلٍ لم يُدرّب نفسه على الوداع،
لأنه كان مشغولًا بالبداية… بضحكتها الأولى، بخطواتها، بمذاكرة دروسها،
بكل تفاصيل الأبوة التي لا تروى، بل تُعاش.


اللحظة التي تشبهه

حتى في بكائه، ماجد المصري ظل أنيقًا.
لم يكن الصخب عنوانه، بل الرقة الواضحة التي لا تحتاج تبريرًا.
وهو يسلّم ابنته لرجل آخر،
لم يكن يُسلّمها فقط…
بل يُسلّم جزءًا من عمره، ويُبارك لحظة تُشبه النهاية الأولى.

في صور الحفل، ظهرت ملامحه مشرقة ودموعه دافئة،
نظرة عين واحدة تقول كل شيء:
“كبرتي… ولسه شايفك صغيرة”.

الأبوة كما يجب أن تُرى

من النادر أن يُظهِر فنان بهذه الصراحة مشاعره الشخصية.
لكن ماجد المصري لم يختبئ خلف صورته العامة،
بل اختار أن يكون أبًا بكل ما تحمله الكلمة من صدق.

وربما، هذا ما جعل الناس تلتف حوله…
لأننا رأينا فيه أنفسنا، في تلك اللحظة التي يتساوى فيها الجميع،
النجوم والبسطاء، المشاهير والعاديين،
أمام فكرة واحدة:
أن تودّع من ربيتها على كتفك، لتبدأ حياتها في بيت جديد.


ليلة زفاف ابنته، لم يكن ماجد المصري بحاجة إلى خطب ولا كلمات طويلة.
وجوده كان كافيًا، ونظرته كانت أبلغ من كل الكلام.
ولعل أجمل ما في هذا المشهد، أنه كان نقيًّا، صادقًا، يشبه الأبوة كما نتمنّاها.

هو لم يُمثّل لحظة… بل عاشها أمام الجميع،
فكان نجمًا… لا بحضوره الفني، بل بإنسانيته الخالصة.

في تلك الليلة… بكى النجم،

لكن ليس حزنًا، بل امتنانًا لحياةٍ شاركها كاملةً مع مناداة واحدة: “بابا”.

تم نسخ الرابط