أحب (الموجي) (حليم ) إنسانياً و فنياً .
وعلي الرغم من التقارب العمري بينهما إلا أن حب (الموجي ) له إزداد سمواً و رقياً بإكتسابه بعداً أبوياً من ناحية (الموجي) !
فكان(الموجي) يعتبر (حليم) إبنه الفني و صوته الذي عبر بدلاً منه موسيقاه الخالدة رغم جمال و عذوبة صوت (الموجي) .
نحن الآن في منتصف الخمسينيات في حفل( لحليم ) في البدايات !
و كان ذلك الملحن الجبار يجلس خلف (حليم )
ليعزف له لحن (محمد عبدالوهاب) الخالد
(علي إيه بتلومني) ليغنيها (حليم) و لكن ما إن بدأ في لحن جديد (للموجي) حتي إعترض كل من الجمهور و المتعهد قائلاً قولته الشهيرة (لحليم) :
إنت جاي تغني بالياباني !؟
لا تغني إلا (لمحمد عبدالوهاب) فقط !
و لكن إيمان (الموجي) (بحليم) صمد أمام تلك الصدمة و لو كانا إستسلما لها لحرمنا من أهم ثنائي في (الصوت) و (اللحن) ظهر في القرن العشرين بعد الموسيقار الخالد (محمد عبدالوهاب) !
و مازلنا مع (الموجي) و دوره في حياة (حليم) !
هل تعلم أن (محمد عبدالوهاب) بجلالة قدره هو الذي سعي للتعرف علي هذا الثنائي الجديد !؟
يحكي في ذكرياته مع الراحل
(سعدالدين وهبة) أنه إستمع بالصدفة للحن (الموجي) (لحليم ) :
(ياتبر سايل بين شطين) فأحس بعبقريته الفذة أن اللحن و الصوت لون جديد من الغناء لم يسمعه من قبل فطلب مقابلتهما و من يومها لم تنقطع صلة (حليم) و (الموجي) فنياً و إنسانياً بأستاذهما
(محمد عبدالوهاب) !
أما حب (الموجي) و إخلاصه
(لإبنه الفني حليم) فظهرا أساساً
بعد وفاة (حليم) !
إذ أن الموجي إحتفظ (بالعود) الخاص (بحليم ) بعد وفاته .
و حدث أن حضر إلي مصر خصيصاً أحد أثرياء الخليج ليعرض علي (الموجي ) أيامها مبلغاً (مليونياً ) يقدر بالمليار الآن ثمناً لعود (حليم) !
فما كان من (الموجي) إلا أن رفض ذلك العرض الذي لا يقاوم رفضاً قاطعاً !
فكنوز الدنيا لا تساوي تذكار غال من (حليم ) !
أما الموقف الآخر فيتعلق بالملحمة الخالدة و مسك الختام قصيدة (نزار قباني) :
(قارئة الفنجان) خاصة الكوبليه الثاني :
(بحياتك ياولدي إمرأة) .
إذ يقول (الموجي) في حديث تلفزيوني أن اللازمة الموسيقية قبل ذلك الكوبليه و جزء من اللحن كانا من إبداع (حليم ) نفسه !
أي أخلاق ! و أي رقي ! و أي محبة !
تلك التي جعلت هذا الملحن العظيم ينسب الموسيقي و اللحن لمن أبدعهما حتي بعد وفاته !
إن تلك العلاقة الرائعة الراقية بين إثنين من أهم الملحنين و أجمل المطربين في القرن العشرين هما (الموجي) و (حليم)
ستظل ثمارها دائما تسعدنا و تمتعنا !
و رقيها و سموها يلهمنا و يعلمنا !
و كيف لا و قد إنفردا معاً
بفن أروع من أي فن !
و حب أسمي من كل حب !