هل يكرر فيلم "ليلة العيد" نجاح "الفرح" و"ساعة ونص"؟ ناقد فني يجيب

تحدث الناقد الفني أحمد سعد الدين عن رؤيته النقدية لفيلم ليلة العيد، موكداً أن الفيلم يعد تجربة فنية جيدة من حيث الفكرة وطريقة التقديم، لكنه لم يحقق التأثير الجماهيري أو النجاح التجاري الذي كان من الممكن أن يصل إليه، نتيجة افتقاده لبعض العناصر الأساسية التي تصنع الفارق على مستوى الإيرادات وتفاعل الجمهور.
وقال سعد الدين، في تصريح خاص لـ"وشوشة": "الفيلم كويس على مستوى الفكرة والتنفيذ، لكن لما بنيجي نتكلم عن النجاح الجماهيري والإيرادات، بنلاقي الصورة مختلفة مقدرش أقول إنه عمل ضجة أو حقق انتشار واسع في الشارع، لأن استقبال الجمهور ليه كان عادي إلى حد كبير واحدة من الأسباب ومن وجهة نظري، إن الفيلم ماكانش فيه نجم شباك حالي من النوع اللي يشد الجمهور بشكل مباشر وطبعًا النجمة يسرا قيمة كبيرة وممثلة قديرة، لكن في الوقت الحالي الأفلام اللي بتحقق أرقام كبيرة بتعتمد بشكل أساسي على نجوم شباب من الصف الأول، وعلى عناصر جذب وتسويق تانية، وده كان غايب عن الفيلم".
وأضاف: "رغم كده في أسماء معينة لفتت نظري بشكل قوي، وعلى رأسهم الفنانة الراحلة سميحة أيوب اللي قدمت دور الست الكبيرة الشقيانة بمنتهى الصدق والبراعة سميحة أيوب مش مجرد ممثلة، دي أستاذة حقيقية، وخبرتها الممتدة من المسرح للسينما والتلفزيون واضحة جدًا في كل تفصيلة في الأداء ويسرا كمان أدت دورها بشكل جيد، وهي عندها قدرة على التلون واللعب على الشخصيات الشعبية، لكن الجمهور بيحب يشوفها أكتر في الأدوار الأرستقراطية، وده بيأثر على استقبال شخصياتها لما تخرج من النمط المعتاد".
وأوضح سعد الدين أن الفيلم اعتمد على وجود عدد كبير من الممثلين وضيوف الشرف، لكنه لم ينجح في استثمارهم بشكل درامي فعال، قائلاً: "وجود عدد كبير من النجوم مش غلط، بالعكس ممكن يضيف زخم للفيلم، لكن المشكلة إن معظمهم ظهر في مشاهد قليلة جدًا، وده خلى حضورهم محدود ومفيهوش تأثير قوي على خط الأحداث والفيلم كمان بيدور في إطار زمني ليوم واحد، وده نوع من الدراما اشتغل عليه قبل كده المخرج سامح عبد العزيز والمؤلف أحمد عبد الله، زي ما شفنا في أفلامهم السابقة الفرح وساعة ونص والنوع ده من الأعمال بيعتمد على تماسك الحدث وتسلسل الشخصيات خلال فترة قصيرة، ودي نقطة اشتغلوا عليها كويس، لكن ماوصلتش للتأثير أو الفرقعة اللي عملوها في أفلامهم القديمة".
وتابع الناقد الفني، قائلاً: "الفيلم فيه جانب بصري حلو، فيه إخراج نظيف واهتمام بالتفاصيل، لكن هل يقدر يعيش للموسم الجاي؟ الحقيقة صعب، لأن الجمهور اللي هيحبه هو في الأساس بيحب النجوم اللي شاركوا فيه مش لأنه فيلم فيه عناصر جذب شبابية أو تسويقية جديدة ده مش معناه إنه فيلم وحش، لكن ببساطة ماكانش فيه حاجة مختلفة تخليه يكسر الدنيا".
واختتم تصريحه بالإشارة إلى الرسائل الاجتماعية التي تضمنها الفيلم، والتي اعتبرها من أبرز نقاط القوة فيه، لكنه أكد في الوقت نفسه أن تلك الرسائل وحدها لا تكفي لصناعة فيلم جماهيري، قائلاً: "الفيلم فعلاً بيحمل رسائل اجتماعية واضحة ومهمة، ودي نقطة تحسب له بس في النهاية، النجاح الجماهيري بيحتاج تركيبة معينة: سيناريو قوي، وإيقاع مشوق، ونجوم قادرين يجذبوا جمهور السينما وده كله مش موجود بشكل كافي في ليلة العيد علشان كده، التقييم العام من وجهة نظري مش هيزيد عن 6 من 10 والعمل محتاج حاجات كتير علشان يبقى تجربة كاملة ومتوازنة".
قصة فيلم "ليلة العيد"
يتناول الفيلم قضية قهر المرأة بشكل عام، وتدور أحداثه في يوم واحد، تحديدا ما بين يوم الوقفة وأول أيام العيد يعرض الفيلم معاناة عدة سيدات يعشن في جزيرة ما، وتتعرضن لمشاكل وأزمات متعددة نابعة من عدم تفهم بعض الرجال لحقوقهن، ويبرز الفيلم قضايا مجتمعية هامة مثل العنف ضد المرأة، زواج القاصرات، وختان الإناث.
أبطال فيلم "ليلة العيد"
يشارك في بطولة الفيلم نخبة من الفنانات، منهم يسرا، عبير صبري، ريهام عبد الغفور، سلوى عثمان، يسرا اللوزي، عارفة عبد الرسول، نجلاء قدري، وهنادي مهنا، بالإضافة إلى الفنانة القديرة سميحة أيوب، كما يشارك من الفنانين كل من سيد رجب وأحمد خالد صالح الفيلم من إخراج سامح عبد العزيز.