في ذكرى عرضه.. "مهمة في تل أبيب" واستعادة الوطنية وسط كواليس مشتعلة

تحل اليوم ذكرى عرض فيلم "مهمة في تل أبيب"، أحد أبرز الأفلام الوطنية في تاريخ السينما، والذي قدم عام 1992، واعتبر من الأعمال النادرة التي تناولت الصراع العربي الإسرائيلي بشكل مباشر.
وحقق الفيلم نجاحاً جماهيرياً لافتاً فور طرحه بدور العرض وارتبط المشهد الأخير من العمل، الذي يصور إنقاذ المخابرات المصرية للبطلة "آمال الكيال"، بتفاعل استثنائي من الجمهور، الذي استقبل النهاية بالتصفيق الحاد والهتاف، بحثاً عن أي تجسيد للبطولة الوطنية في ظل السياقات السياسية آنذاك.
خلاف حاد بين بشير الديك ونادية الجندي
ورغم النجاح الجماهيري للفيلم، لم تمر كواليس تصويره مرور الكرام، إذ شهدت توتراً كبيراً بين مؤلف الفيلم بشير الديك وبطلته نادية الجندي، أثناء التصوير في العاصمة الفرنسية باريس.
وكشف الديك في لقاء سابق عن تفاصيل هذا الخلاف، قائلاً: "كنا بنصور في باريس، واتخنقت أنا ونادية الجندي، لأنها كانت لابسة لبس أوفر أوي، قولتلها نادية، المشهد ده مش مناسب كده يا حبيبتي، قالتلي ليه قولتلها لأنك في المشهد ده متخفية، ومفروض تدخلي من شارع وتخرجي من شارع علشان ماحدش يشوفك أو يتابعك، فإزاي تبقي لابسة فستان قصير أو ملفت للنظر، ده ضد المنطق الدرامي".
وأضاف:"بلغت وقتها زوجها محمد مختار إني مش هصور النهارده، وطلبت نقعد نقرأ الورق تاني لأن المعنى مش واصل ليها نادية اتضايقت وقالتلي، انت عايز إيه بالظبط قولتلها تعالي نعيد قراءة المشهد من الأول لأنك في المشهد بتروحي للمخابرات المصرية وبتعترفي إنك جاسوسة، وسبب اعترافك إنك سمعتي قصيدة وطنية لصلاح جاهين، فدي لحظة تحول مهمة جداً ولازم تلبسي بما يليق بالموقف".
وتابع الديك قائلاً إن نادية الجندي تفهمت وجهة النظر بعد شرح التفاصيل، ووافقته في النهاية على تعديل الشكل والملابس بما يتناسب مع السياق الدرامي.
قصة وطنية من قلب تل أبيب
فيلم "مهمة في تل أبيب" شارك في بطولته نخبة من النجوم، منهم كمال الشناوي، سعيد عبد الغني، خليل مرسي، يوسف فوزي، وحسن حسين، وقدم رؤية درامية لوطنية امرأة مصرية يتم تجنيدها من قبل المخابرات العامة لتنفذ مهمة سرية في إسرائيل.
وتدور أحداث الفيلم حول شخصية "آمال الكيال"، التي تتقمص دور جاسوسة وتسافر إلى تل أبيب لتنفيذ مهمة دقيقة لصالح المخابرات المصرية، ورغم نجاحها في المهمة، يتم اكتشاف أمرها وتتعرض للتعذيب إلا أن ضباط المخابرات المصرية يتمكنون في النهاية من تحريرها وإعادتها إلى الوطن.
الفيلم اعتبر في وقت عرضه انعكاساً للبطولة المصرية الخفية، وأحد الأعمال القليلة التي مزجت بين الدراما الوطنية والتشويق المخابراتي، وحقق حضوراً كبيراً بين الجمهور.