صبري عبد المنعم.. عودة هادئة من العناية محمولة بدعاء المحبين

صبري عبد المنعم
صبري عبد المنعم

في لحظة صامتة بين جدران غرفة العناية المركزة، كان القلب الكبير للفنان صبري عبد المنعم يخوض معركة صامتة، مدعومًا بمحبة جمهوره وصلوات أحبائه. وعلى الرغم من مشواره الطويل مع أدوار الصبر والنبل، إلا أن المشهد هذه المرة لم يكن دراميًا على الشاشة، بل واقعًا حيًا على سرير أبيض في مستشفى، حيث خاض الفنان القدير مواجهة صحية صعبة.

خلال الأيام الماضية، أثارت حالة صبري عبد المنعم قلق الوسط الفني وجمهوره، بعد أن نُقل إلى العناية المركزة إثر تدهور حالته بسبب مشكلات في عضلة القلب، ونقص في مركبات الدم، إلى جانب أعراض الشيخوخة التي أثقلت الجسد، لكنها لم تَمسّ عزيمته.

ولكن كما تعودنا منه في أدواره الهادئة الحاسمة، جاءت أخبار التحسن مثل نسمة تطمئن القلوب. فقد كشفت ابنته مريم عبد المنعم، في تصريحات صحفية، أن والدها تم نقله من العناية المركزة إلى غرفة عادية، وأن حالته الصحية في تحسن تدريجي، قائلة:

“الحمد لله، والدي بخير الآن، وضعه الصحي أصبح أكثر استقرارًا، ويستكمل العلاج وسط متابعة دقيقة، ونشكر كل من سأل ودعا له.”

صبري عبد المنعم، الذي عرفه الجمهور في أدوار الأب الحنون، والمعلم الحكيم، والرجل الصادق، لم يكن فقط ممثلًا يُجيد تقمص الشخصيات، بل إنسانًا ظل بعيدًا عن الأضواء، قريبًا من القلوب. أكثر من خمسة عقود من العطاء الفني شارك خلالها في أعمال خالدة مثل الشهد والدموع، ليالي الحلمية، رأفت الهجان، وغيرها، ترك خلالها أثرًا عظيماً في ذاكرة المشاهد المصري والعربي.

وفي لحظة يُعيد فيها الزمن ترتيب الأولويات، بدا واضحًا أن الفنان الحقيقي لا يُقاس بعدد البطولات، بل بكمّ الحب الذي يُحاط به حين يمرض، وبالقلوب التي تدعو له حين يغيب عن الشاشة.

صبري عبد المنعم الآن على طريق التعافي، يحمل دعوات محبيه معه كزاد روحي، ويمضي بخطى بطيئة ولكن ثابتة نحو العافية.

وحتى يعود مجددًا، سيظل اسمه محفورًا في وجدان الفن المصري، كأحد أولئك الذين قدّموا أداءً صادقًا يشبه حياتهم.

تم نسخ الرابط