في ذكرى رحيله.. حسن حسني "نجم الإفيه الذي حول الكوميديا إلى ذاكرة لا تنسى‎"

حسن حسني
حسن حسني

اشتهر الفنان الراحل حسن حسني بخفة دمه وحضوره الطاغي على الشاشة، وترك بصمة لا تنسى في قلوب الجماهير، من خلال مجموعة من الإفيهات التي تحولت إلى جزء لا يتجزأ من وجدان المشاهد المصري، وظلت تتردد في الأحاديث اليومية، وكأنها طبعت على لسان الجمهور.

لم يكن مجرد ممثل يؤدي دوره، بل كان حالة فنية متفردة قادرة على صنع الضحك من أبسط التفاصيل، وخلق لحظات كوميدية خالدة بحركاته وتعابير وجهه ونبرات صوته.

في رصيده عدد لا يحصى من الإفيهات التي أصبحت علامات مميزة في تاريخ الكوميديا، مثلما فعل في فيلم "غبي منه فيه" إلى جانب هاني رمزي، حين قال عبارته الشهيرة: "يا أم نيازي صحي نيازي وقوليله ضبش حرامي"، و"يا ناس هموت يا ناس"، أو في فيلم "اللمبي" الذي قدم فيه شخصية عم بخ واشتهر بإفيهات مثل "أمك حلوة أوي يا لمبي" و"أبوك مات إزاي"، وهي عبارات لا تزال تستحضر كلما ذكر الفيلم.

أما في "الباشا تلميذ" مع كريم عبد العزيز، فأطلق جملته الأشهر "يا فاشل يا فاشل" التي أصبحت تعبيراً ساخراً شائعاً في الحياة اليومية، فيما زادت شعبيته لدى جمهور الألفينات بإفيه "إيه ياد الحلاوة دي" في فيلم "اللي بالي بالك".

لكن موهبة حسن حسني لم تكن محصورة في الإفيهات فقط، بل تجاوزت ذلك إلى قدرته الاستثنائية على تجسيد الأدوار بتلقائية، جعلته واحداً من أكثر الفنانين قبولاً لدى المشاهد.

كان يمتلك مفاتيح الضحك الحقيقي، فيتحكم بإيقاع المشهد ويحول الموقف العادي إلى لحظة كوميدية لا تنسى، معتمداً على مهاراته الحسية والفنية أكثر من النصوص المكتوبة.

شهد عام 1979 محطة مفصلية في مسيرته، حين شارك في مسلسل "أبنائي الأعزاء شكراً " أمام عبدالمنعم مدبولي، فخطف الأنظار بأدائه، وبدأت انطلاقته القوية في عالم الدراما التلفزيونية.

ولم يتأخر تألقه في السينما، حيث أثبت حضوره في أعمال درامية عميقة مثل "الكرنك"، و"الهروب"، و"سواق الأتوبيس"، التي كشف فيها عن قدرته على تقديم الأدوار المركبة ببراعة نادرة، مما وضعه في مصاف كبار الفنانين الذين يجيدون التلون والتنوع.

لم يكن حسن حسني مجرد فنان لمرحلة زمنية واحدة، بل امتد تأثيره إلى أجيال جديدة من نجوم الكوميديا، فكان السند والداعم والتميمة التي تجلب النجاح، كما وصفه كثيرون من الفنانين الذين تعاونوا معه، وعلى رأسهم محمد هنيدي، وأحمد حلمي، ومحمد سعد، الذين اعتبروه البركة التي تُضاف لأي عمل. ولذلك كثيراً ما تكرر ظهوره في بداياتهم الفنية، ليمنحهم جرعة مضاعفة من النجاح والحضور.

رصيده الفني يزخر بأعمال لا تعد، أبرزها "زوجة رجل مهم"، و"اللمبي 8 جيجا"، و"كتكوت"، بالإضافة إلى مشاركته اللامعة في مسلسلات "المال والبنون"، و"عفاريت السيالة"، ووجوده القوي على خشبة المسرح من خلال عروض مثل "حزمني يا"، و"عفروتو"، التي شهدت تفاعلاً جماهيرياً واسعاً، وأكدت قدرته على التغلغل في قلوب المشاهدين مهما اختلفت وسيلة العرض.

وفي 30 مايو، رحل حسن حسني عن عالمنا بعد أزمة قلبية مفاجئة، لكن صدى صوته وضحكاته وإفيهاته ظل حاضراً في كل بيت، ليؤكد أن موهبة بهذا الحجم لا تموت، وأن الفنان الحقيقي يترك أثراً لا يمحى مهما غاب الجسد.

تم نسخ الرابط