رانيا فريد شوقي… كل ما تعدّي سنة… كأن العمر بيرجع لها خطوة

رانيا فريد شوقي
رانيا فريد شوقي

في عيد ميلادها، لا تقف رانيا فريد شوقي عند أرقام السنوات،
بل تلتفت إلى ما جمعته في روحها من نضج، وما تركته خلفها من ضجيج.

لم تكن يومًا أسيرة الألقاب، ولا أسيرة الظلال،
رغم أنها ابنة “وحش الشاشة” فريد شوقي،
ورغم أن اسمها وحده يكفي لفتح الأبواب،
إلا أنها اختارت أن تُبنى بهدوء، أن تمضي بخطى لا تستعجل التصفيق،
وأن تمنح كل مرحلة من حياتها حقّها الكامل في العيش، لا في التظاهر.

**

هي واحدة من النساء اللاتي يفهمن الحياة جيدًا،
يفهمن أنها لا تُروى بكاملها،
ولا تحتاج في كل لحظة إلى شرح أو ردّ أو دفاع.

تُجيد الصمت حين يعلو الصخب،
وتتجاوز حين ترى أن الوقوف لا يُجدي،
وتُكبِر ما يستحق، وتتغافل عمّا لا يليق.


ليست ممن يقفن طويلًا عند الصغائر،
تعرف أن كل شيء سيمضي،
وأن ما يؤلم اليوم، قد يُنسى غدًا،
وأن الحياة لا تعتذر، لكنها دائمًا تُعطي فرصة أخرى… لمن ينتظرها بهدوء.

في ملامحها، شيء من الزمن الجميل،
وفي حضورها، أنوثة لا تحتاج إلى صخب،
رقيقة دون أن تُكسر، قوية دون أن تُعلن،
تمنحك انطباعًا بأنها عاشت، وتعلّمت، وغفرت،
ثم اختارت أن تبتسم وتمضي.

تُحبّ بيتها، وتُحبّ بناتها،
وتُحب أن تعيش الحياة كما هي، لا كما يريدها الناس.
وفي الحب، لم تستعجل، ولم تتوقف.
مرّت بتجارب، ولم تسمح لها أن تُقصيها عن الحلم.
ولمّا جاء النصيب في توقيته الخاص،
عرفت كيف تكون امرأة تُحب وتُطمئن… لا تُطالب وتُقلق.

فنيًا، لم تلاحق الظهور، لكنها حين تظهر، تحضر بكامل روحها.
اختياراتها ليست صاخبة، لكنها ذكية.
لا تفرض نفسها، لكنها تبقى.
وفي كل دور تؤديه، يخرج شيء من داخلها،
كأنها تُخبرنا أن التمثيل الحقيقي ليس صوتًا… بل صدق.

**

في عيد ميلادها،
نُدرك أنها ليست فنانة فقط، بل امرأة من طراز نادر،
تعرف متى تُحب، متى تصمت، متى تُسامح، ومتى تقول: “لقد اكتفيت”.

**
رانيا فريد شوقي تمشي في الحياة بخفّة الواثق،
تترك الأشياء تمر دون أن تُسرف في التحليل،
وتعرف متى تضحك، ومتى تسامح، ومتى تبتعد.

كل سنة، تضيف إلى نفسها لا إلى سيرتها فقط،
وتمنحنا درسًا جديدًا في كيف تكون الرقة شكلًا من أشكال القوة.

تم نسخ الرابط