أحمد رزق.. من خفة الظل إلى عمق الظلال

أحمد رزق
أحمد رزق

لطالما ارتبط اسم أحمد رزق في أذهان الجمهور بالأدوار الكوميدية الخفيفة، التي تميز بها على مدار سنوات طويلة، ولكن في الفترة الأخيرة، بدا الفنان أحمد رزق قرر كسر هذا القالب، ليفاجئ الجميع بأداء استثنائي في مسلسل"حرب الجبالي".

 ولم يكن فقط هذا العمل الذي كشف عن مهارة "رزق" بل هناك عدة أعمال أخرى، منهم "سيد الناس"، و "بيت الرفاعي"، ويكشف عن وجه آخر أكثر نضجًا وعمقًا، لم نعتده من قبل.

وقدم "رزق"، في "حرب الجبالي"، شخصية مركبة لرجل شعبي يعيش صراعًا داخليًا بين الرغبة في الانتقام، والحنين إلى العدالة والحق، ولم يكن الأداء مبالغًا، بل اتسم بالهدوء والاتزان، مع انفعالات محسوبة، ونظرات معبرة تقول ما لا يستطيع الحوار قوله، بدت شخصية "حرب" حقيقية، تنتمي للشارع المصري، بكل ما فيه من تناقضات ومبادئ.

أما في "سيد الناس"، الذي عُرض في رمضان، فقد ارتقى رزق بأدائه إلى مستوى أكثر نضجًا وخصوصية، قدم شخصية إنسانية عميقة، أقرب إلى الفيلسوف الشعبي، الذي يرى في الناس مرآة لحقيقته، ويواجه الحياة بنزاهة داخلية رغم صخب الواقع. 

وفي هذا الدور، بدا رزق هادئًا، رزينًا، يُتقن الصمت كما يُتقن الحوار، ويترك في كل مشهد أثرًا لا يُمحى.

ما يجمع بين الدورين هو قدرة أحمد رزق على كسر الصورة النمطية التي ارتبطت به، وتقديم شخصيات حقيقية، من لحم ودم، تتنفس بعمق وتجعل المشاهد يصدقها دون مجهود، لقد أثبت أنه ليس فقط نجمًا للكوميديا، بل فنان قادر على حمل أدوار البطولة الثقيلة، وعلى مخاطبة وجدان الجمهور بعين تمثيلية ناضجة.

ولربما يكون "حرب الجبالي" و"سيد الناس" هما العلامتان الأبرز في مسيرة رزق خلال السنوات الأخيرة، لكن الأهم أنهما يمثلان بداية مرحلة جديدة، يبدو أنه استعد لها جيدًا، وقرر من خلالها أن يعيد تقديم نفسه كممثل شامل، يمتلك أدواته بذكاء، ويختار أدواره بعناية.

تم نسخ الرابط