هبة مجدي في "حرب الجبالي".. "ثريا" الفتاة الملتزمة التي كسرت القالب النمطي للمرأة الشعبية

هبة مجدي
هبة مجدي

في تجربة درامية محكمة، استطاعت الفنانة هبة مجدي أن تقدم أحد أنضج أدوارها من خلال شخصية "ثريا" في مسلسل "حرب الجبالي" الذي يُعرض حاليًا، تلك الفتاة الشعبية التي تنتمي لحي الجمالية، وتعيش صراعًا صامتًا بين ضغوط العائلة وتعقيدات الواقع الاجتماعي، دون أن تفقد بوصلتها الأخلاقية أو ملامح شخصيتها المتزنة.


ليست "ثريا" الصيغة المعتادة للمرأة الشعبية في الدراما المصرية؛ لم تكن الصوت العالي أو الانفعال المفرط هو ما يُعرّفها، بل كانت نموذجًا للفتاة التي تمسك بتقاليدها وأخلاقياتها وسط بيئة مضطربة، ملتزمة، هادئة، وذات كرامة، لكنها ليست ضعيفة، شخصية تتقاطع فيها الهشاشة مع القوة، وتعكس واقع نساء كثيرات يواجهن الحياة بأدوات بسيطة وصبر كبير.


قدمت هبة مجدي الدور بأداء داخلي مركّب، اعتمد على التعبير الصامت والانفعالات المتزنة. فكانت ملامحها، ونظراتها، ولغة جسدها كافية لنقل كمّ هائل من المشاعر دون أن تنطق بكلمة، و تمكنت ببراعة من إيصال معاناة "ثريا" في علاقتها المعقدة مع والدها، وفي مواجهتها المتواصلة للرفض المجتمعي والأحكام المسبقة.

في مشاهدها، لم تسعَ هبة إلى إثارة الشفقة، بل إلى خلق تعاطف إنساني حقيقي، وهو ما تحقق بفضل أدائها العميق والمتزن، وبهذا، تكون "ثريا" قد شكلت منعطفًا مهمًا في مسيرة هبة مجدي الفنية، فهي ليست مجرد دور جديد، بل خطوة واعية نحو تقديم شخصيات حقيقية نابضة بالحياة والمصداقية.

وبينما ظلّت الدراما لسنوات تقدم صورة نمطية عن المرأة الشعبية، جسّدتها إما بالحدة أو الانكسار، ولكن أعادت هبة مجدي رسم هذه الصورة عبر "ثريا" تحمل في داخلها طموحًا للنجاة وسط بيئة قاسية، وتُصر على ألا تفقد ذاتها.

تم نسخ الرابط