"ريستارت" يُجدد "الكيميا" بين تامر حسني وهنا الزاهد

في عالم السينما، لا تكفي الموهبة الفردية لصناعة فيلم ناجح، بل يُعد الانسجام بين أبطاله حجر الأساس في بناء عمل يلامس مشاعر الجمهور.
هذا بالضبط ما رأيناه في التعاون الأول بين تامر حسني وهنا الزاهد في فيلم "بحبك"، وها هو الثنائي يعود من جديد في فيلم "ريستارت" وسط ترقّب كبير من الجمهور والنقاد.
العودة بعد نجاح
وشكل فيلم"بحبك" نقلة مهمة لهنا الزاهد في مشوارها الفني، وأظهر جانبًا مختلفًا من تامر حسني كمخرج وكاتب وممثل، الكيمياء الواضحة بين النجمين على الشاشة لعبت دورًا كبيرًا في نجاح الفيلم، وجعلت الجمهور يتفاعل بصدق مع قصة الحب التي قدّماها.
هذا التفاعل لم يمر مرور الكرام، فاختيار الثنائي مرة أخرى لبطولة "ري ستارت" لم يكن صدفة، بل استثمارًا مدروسًا في نجاح سابق.
كوميديا رومانسية بتوقيع جديد
وينتمي "ريستارت" إلى نوعية الأفلام الكوميدية الرومانسية الاجتماعية، وهو ما يتيح مساحة واسعة لتوظيف الكيمياء الفنية بين البطلين، وفي هذا الإطار، يظهر التحدي الأكبر.
كيف يمكن للتعاون الثاني أن يكون مختلفًا، متجددًا، بل وربما أكثر عمقًا؟ التوقعات مرتفعة، لا سيما مع موجود أسماء مؤثرة مثل باسم سمرة ومحمد ثروت في الفيلم، مما يضيف أبعادًا جديدة للديناميكيات بين الشخصيات.
ما بين التمثيل الحقيقي والصورة النمطية
واشتهر تامر حسني، بتقديم شخصيات رومانسية، ينجح غالبًا عندما يُظهر جانبًا واقعيًا من الرجل المصري: العاشق، المتردد، الطيب، وربما الخجول، أما هنا الزاهد، فقد أثبتت أنها أكثر من مجرد وجه جميل، خاصة عندما تُمنح دورًا يُظهر خفة ظلها وصدق تعبيرها، والفيلم الجديد يضعهما في اختبار.. هل سيقدمان ثنائيًا متكرّرًا، أم سيعيدان تشكيل ملامح "الكابل" السينمائي الناجح؟.
ترقب جماهيري وإشارات مبكرة
وكانت انتشرت الملصقات الدعائية ومقاطع الفيديو القصيرة على مواقع التواصل قبل عرض الفيلم وبعده أعطت لمحة عن طبيعة العلاقة بين الشخصيتين في الفيلم، الحوارات السريعة، النظرات المتبادلة، وحتى لحظات الصمت، كلها تعكس تجانسًا واضحًا بين "تامر وهنا"، هو ما يوحي بأننا أمام ثنائي يستطيع أن يكرّس نفسه كعلامة مميزة في السينما.
فيلم "ريستارت" ليس فقط عنوان الفيلم، بل ربما هو "إعادة تشغيل" لكيمياء سينمائية محبوبة، تحاول أن تجد لنفسها مسارًا جديدًا، أكثر نضجًا وأكثر جرأة، وبين ذكاء تامر حسني الفني وحضور هنا الزاهد الساحر، و يبدو أن الجمهور على موعد مع تجربة رومانسية مختلفة، عنوانها.. التفاهم قبل التمثيل.