فيلم "أبو زعبل 89".. رحلة في الذاكرة تبدأ من شاشة سينما زاوية

ابتداء من اليوم الأربعاء 7 مايو، تبدأ سينما زاوية في عرض الفيلم الوثائقي "أبو زعبل 89"، من إخراج بسام مرتضى وبطولة الفنان سيد رجب، ضمن فعاليات الدورة الثامنة من "أيام القاهرة السينمائية"، والفيلم مترجم إلى الإنجليزية.
قصة الفيلم الوثائقي "أبو زعبل 89"
في عمر الطفولة، زار بسام مرتضى والده للمرة الأولى داخل أسوار سجن أبو زعبل، وبعد مرور 35 عامًا، قرر أن يعود إلى تلك اللحظة، لا لزيارتها فقط، بل ليواجهها، يتفحصها، ويفكك أوجاعها، بهذه الروح، خرج فيلم "أبو زعبل 89" إلى النور، كتوثيق شخصي وعاطفي لحدث غير مجرى حياته.
يروي الفيلم قصة والد المخرج، المناضل النقابي محمود مرتضى، الذي اعتقل أكثر من مرة بسبب مواقفه، لكن كانت أصعبها عام 1989 إثر إضراب عمال الحديد والصلب، وهذا الاعتقال لم يكن مجرد واقعة سياسية، بل كان شرخ إنساني وحياتي بين أب وابنه، خصوصا بعد انفصاله عن والدة بسام.
استعادة الماضي.. حكايات وصور ومشاهد
يحاول بسام عبر الفيلم أن يعيد تجميع شتات الذاكرة ويعود إلى ليلة القبض، وما تبعها من شهور، ويتنقل من خلال مشاهد أرشيفية بين شوارع مصر ووجوه ناسها في أواخر الثمانينات، وحين قرر الأب السفر خارج البلاد، تحولت العلاقة بينهما إلى رسائل صوتية وخطابات لم ترمم المسافة بينهما.
في سعيه نحو الحقيقة، يضع بسام والده وأصدقاءه الذين اعتقلوا معه أمام الكاميرا، ليحكوا عن تجربتهم، وعلاقتهم بأبنائهم، وكيف غيرتهم سنوات السجن، كانت لحظات مكاشفة مؤثرة، كشفت عن طبقات من الألم والندم لم تكن تقال، بل تكتم.
سيد رجب.. شهادة من قلب الزنزانة
يشارك الفنان سيد رجب في الفيلم كشاهد على تلك المرحلة، إذ اعتقل أيضا ضمن نفس المجموعة، يحكي عن معاناته في السجن، وكيف حاول لاحقا تحويل تجربته إلى عرض مسرحي، ورغم قسوة ما مر به، إلا أن مشاركته في الفيلم أضافت بعدا إنسانيا يخفف من وطأة الذكريات.
من اللافت أن المخرج نفسه ظهر في مشاهد تمثيلية مجسدا ما مر به والده داخل الزنزانة، في محاولة لفهم مشاعره وتفريغ شعور بالذنب لطالما لاحق الأب، وبين حوار وآخر، تنكشف جروح دفينة، إلى أن يسأل الأب سؤال بسيط وعميق: "أنت شايفني إزاي؟"، ليبدأ الإثنان في إعادة بناء علاقة على أسس جديدة.
عقب عرض الفيلم في أحد المهرجانات قال بسام مرتضى: "أنا إنسان تاني بعد ما عملت الفيلم ده، زمان كنت مشغول دايما بشكلي قدام الناس، لكن بعد ما كسرنا الصورة، اكتشفت نفسي أكتر"، أما والده محمود مرتضى فقال بتأثر: "كنت بسأل نفسي من زمان.. ابني شايفني إزاي؟، ودلوقتي عرفت إن الفيلم هو الجواب".
جوائز وتكريمات لفيم "أبو زعبل 89"
حصد فيلم "أبو زعبل 89" ثلاثة جوائز خلال الدورة 45 من مهرجان القاهرة السينمائي الدولي وهم جائزة لجنة تحكيم الفيلم الأفريقي، وأيضا جائزة أفضل فيلم وثائقي طويل، وجائزة أسبوع النقاد الدولية.