في ذكرى ميلاده.. نور الشريف الذي رفض الوقوف أمام فاتن حمامة لهذا السبب

تحل اليوم، ذكرى ميلاد الفنان الكبير نور الشريف، أحد أبرز نجوم السينما والدراما في العالم العربي، الذي ترك مسيرة فنية حافلة بالأعمال الخالدة والأدوار المؤثرة، ليظل اسمه حاضرا في قلوب الجماهير رغم رحيله.
وفي هذا التقرير، نستعرض جانبا من محطات مشواره الفني، وتحديدا قصة رفضه العمل أمام سيدة الشاشة العربية فاتن حمامة، رغم تعلقه الشديد بها، بالإضافة إلى أبرز محطات صعوده في عالم التمثيل.
رفض الوقوف أمام سيدة الشاشة العربية
يعد الوقوف أمام فاتن حمامة حلما يتمناه أي فنان في بداية مشواره، لكن نور الشريف كان له موقف مختلف فعندما رشحه المخرج هنري بركات لأداء دور "جلال" شقيق "فاطمة" في فيلم "ليلة القبض على فاطمة"، اعتذر عن المشاركة رغم سعادته بالترشيح.
وكشف نور الشريف خلال لقاء تليفزيوني قديم عن تفاصيل هذا القرار، قائلا: "كنت أتمنى العمل مع فاتن حمامة، خاصة أنها كانت تختار بنفسها الفنانين الذين يظهرون بجوارها، ولكن عندما قرأت السيناريو، وجدت أن مساحة الدور صغيرة جدا، ولا تسمح بإبراز موهبتي".
وأضاف: “أنا من عشاق مدام فاتن، لكني رفضت الدور لأني لا أريد أن أظهر بجوارها في دور هامشي كنت أفضل تقديم عمل يليق بتاريخها ومكانتها، ويعطيني مساحة حقيقية للتمثيل والتفاعل معها، وليس مجرد تكميل مشهد، كما أوضح أن الطرح السياسي الذي يحمله الفيلم كان أيضا أحد أسباب اعتذاره”.
مشوار فني بدأ من الإصرار والصدمات
بدأ نور الشريف خطواته الفنية بدراسة التمثيل في المعهد العالي للفنون المسرحية، وهناك أظهر موهبة استثنائية منذ عامه الأول وبعد شهرين فقط، توجه مع زملائه إلى مبنى الإذاعة والتلفزيون، لأداء اختبارات الوجوه الجديدة، وكان من بين أعضاء اللجنة المخرج الكبير نور الدمرداش.
ورغم أدائه لمشهد من مسرحية "هاملت" باحترافية، صدمه نور الدمرداش بإيقافه أثناء التمثيل قائلًا:"يا ابني أنت متأكد إنك طالب في المعهد"، لينهي الاختبار دون قبول، مما سبب لنور الشريف صدمة كبيرة خاصة بعد نجاح معظم زملائه.
عرض عليه المخرج حافظ أمين إعادة الاختبار، لكنه رفض بإصرار قائلا: "لن أدخل مبنى التلفزيون إلا كنجم"، وهي العبارة التي عبرت عن عزيمته وإيمانه بموهبته، رغم الألم النفسي الذي شعر به حينها.
بدايات صعبة وإنجازات مبكرة
في أولى تجاربه المسرحية، شارك نور الشريف وكان كومبارس صامت في مسرحية "الزلزال" من إخراج جلال الشرقاوي، لكنه لم يتوقف عند هذا الحد ومع نهاية سنته الدراسية الأولى، اختار أداء دور "أجاممنون" من مسرحية "إيفيجينيا في أوليس"، وهو أحد أصعب الأدوار، وتمكن من التفوق فيه، ليحصد المركز الأول بين زملائه.
واستمر نور الشريف في تصدر دفعته على مدار سنوات دراسته، ليؤكد منذ بدايته أن موهبته الحقيقية تستحق الانتظار والإصرار.
وترك نور الشريف إرثا فنيا ضخما يشمل عشرات الأعمال السينمائية والدرامية التي أثرت في وجدان المشاهد العربي، وجسد خلالها أدوارا معقدة ومركبة ببراعة نادرة، ليظل حتى بعد رحيله رمزا للفنان الذي صعد سلم النجومية بموهبته الخالصة وصبره الطويل.