صرخة فنية ضد الاستعمار.. تعرف على قصة أغنية "دنجي دنجي"

ارشيفية
ارشيفية

عادت أغنية "دنجي دنجي" إلى الواجهة مؤخراً، بعد ظهورها بصوت  عبدالعزيز النص، الشخصية التي يجسدها الفنان أحمد أمين، في مسلسل "النص" بموسم رمضان الماضي 2025.

وما لا يعرفه الكثير، أن هذه الأغنية ترجع إلى بدايات القرن العشرين وتحديداً إلى أجواء ما قبل ثورة 1919، وكانت في الأصل صرخة ضد الاستعمار الإنجليزي ومحاولاته للفصل بين مصر والسودان.

أغنية من لهجة سودانية

كتب كلمات الأغنية الشاعر بديع خيري عام 1917، مستعملاً اللهجة السودانية، تعبيراً عن رفضه للمخططات البريطانية التي كانت تستهدف زرع الفتنة بين شعبي وادي النيل.

وجاءت الأغنية كرد فني مباشر على هذه المحاولات، لتؤكد على وحدة المصير بين مصر والسودان، اللذين كانا في ذلك الوقت تحت سيطرة الاحتلال الإنجليزي ويعاملان ككيان واحد.

اعادة تقديمها على المسرح بعد 5 سنوات

وبعد عدة سنوات وتحديداً عام 1922، لحن سيد درويش الأغنية وقدمها ضمن مسرحية "الطاحونة الحمراء"، وحسب ما تذكره الكاتبة ياسمين فراج في كتابها "الغناء والسياسة في تاريخ مصر" فإن الأغنية كانت واعية سياسياً، وتسلط الضوء على العلاقات التاريخية بين البلدين، وتدعو الشعوب إلى التكاتف ضد الاستعمار.

وكانت الأغنية أيضاً نقطة التحول في العلاقة بين بديع خيري وسيد درويش، ففي أحد لقاءاته النادرة، حكى خيري عن بداية تعاونه مع درويش.

وعلق قائلاً: "بدأت علاقتي بسيد درويش عندما جاء من الإسكندرية للمشاركة في إعداد موسيقى وأغاني مسرحية فيروز شاه مع فرقة جورج أبيض وبعد العرض، ذهبت لأقابله، وما إن سمع اسمي حتى عانقني، وقال: أنا لحنت لك حاجة نشرت في جريدة السيف، وأعجبتني جداً"، وكانت تلك "الحاجة" هي أغنية "دنجي دنجي".

انضمام درويش للريحاني

وبعد إعجابه باللحن اقترح خيري على سيد درويش الانضمام إلى فرقة نجيب الريحاني عام 1918، ومن هنا بدأ التعاون الفني بينهما، والذي أثمر عن عشرات الأعمال الوطنية التي عبرت عن روح ثورة 1919، مثل "بلادي بلادي" و"أهو ده اللي صار" وغيرها.

 

تم نسخ الرابط