داعية يكشف مفاجآت عن "الاحتراق الأبوي"

الدكتور عمرو الورداني
الدكتور عمرو الورداني

أوضح الدكتور عمرو الورداني أسباب الاحتراق النفسي لدى المربي، أو ما يُعرف بـ"الاحتراق الأبوي"، مشيرًا إلى أن السبب الأول هو اعتقاد الأهل بأن مسؤوليات الأبوة والأمومة تعني تلبية جميع احتياجات الأبناء دون استثناء. فيتحول الآباء إلى آلات تعمل بلا توقف لتوفير الأدوات والمستلزمات، مما يجعلهم في سباق دائم مع الزمن، ويشعرون بالتقصير المستمر.

وأضاف خلال تقديمه برنامج "ولا تعسروا" على "القناة الأولى"، أن التربية لا تعني أن يكون الأهل بنكًا مفتوحًا أو أبطالًا خارقين، بل يجب تعليم الأبناء الامتنان والعيش بوعي ومسؤولية. 

وأكد أن السعي لتوفير كل شيء للأبناء قد يؤدي إلى إنجاب جيل غير قادر على الشعور بالسعادة والراحة.
 

وأشار إلى أن أعظم هدية يمكن تقديمها للأبناء هي تعليمهم تقدير النعم واستثمارها والعيش بها حياة متكاملة، حيث ينبغي تربيتهم على التعلق بالقيم وليس بالكَمّ، لأن الكَمّ لا يمنح الشعور بالأمان الحقيقي.

كما أوضح أن من أسباب “الاحتراق الأبوي” اعتقاد بعض الأهل أن التربية تعني التفاني التام في الحياة من أجل الأبناء، مما يؤدي إلى الشعور بالإجهاد والإحباط المستمر، والتخلي عن الأحلام والطموحات الشخصية، وعندما يكبر الأبناء ويستقلون بحياتهم، يشعر الآباء بأن حياتهم فقدت معناها، لأنهم ربطوا وجودهم فقط بأبنائهم.

وأكد الدكتور الورداني أن هناك فرقًا بين العطاء والتضحية، فالتربية ليست تضحية وإنما رعاية متوازنة. كما أشار إلى أن من بين أسباب الاحتراق النفسي لدى المربي هو اعتقادهم بأنهم محاسبون على كل خطأ يرتكبه الأبناء، في حين أن الله سبحانه وتعالى حمّلهم مسؤولية التوجيه والتربية، وليس مسؤولية اختيارات أبنائهم.

أما السبب الرابع، فهو ربط قيمة الأهل بنجاح أبنائهم، مما يجعل التربية عبئًا وضغطًا نفسيًا كبيرًا، وينتج عنه أبناء يعانون من الضغوط المستمرة.

تم نسخ الرابط