ذكرى ميلاد محمود ذو الفقار.. المخرج الذي صنع نجمات السينما

تحل اليوم ذكرى ميلاد الفنان والمخرج محمود ذو الفقار ، أحد أبرز صناع السينما المصرية في القرن العشرين، والذي قدم أكثر من 50 فيلما تركت بصمة في وجدان المشاهدين.
ورغم نجاحه الكبير في الإخراج والتأليف، فإن حياته الشخصية حملت العديد من المفاجآت، أبرزها زواجه بالصدفة من الفنانة مريم فخر الدين، والذي انتهى بعد 8 سنوات بسبب خلافات لم تكن متوقعة.
في هذا التقرير، نستعرض مسيرته الفنية، وأهم أعماله، وكواليس حياته الخاصة التي أثارت الجدل.
بداية فنية مبكرة مع عزيزة أمير
دخل محمود ذو الفقار عالم الإخراج عام 1947 من خلال فيلم "هدية"، والذي لم يكتفي بإخراجه فحسب، بل شارك أيضا في تأليفه والتمثيل فيه إلى جانب النجمة عزيزة أمير وكان لهذا العمل دور بارز في انطلاق مسيرته الفنية، حيث ظهر فيه عدد من النجوم، من بينهم الطفلة نجاة الصغيرة والفنان الكوميدي محمود شكوكو.
رصيد سينمائي حافل
ترك محمود ذو الفقار بصمة واضحة في السينما المصرية، حيث قدم أكثر من 50 فيلماً تنوعت بين الدراما والرومانسية والكوميديا، ليصبح واحدا من أهم المخرجين والمؤلفين في عصره.
ومن أبرز أعماله: "الخروج من الجنة"، "القبلة الأخيرة"، "إجازة غرام"، "عدو المرأة"، "نورا"، "للرجال فقط"، "الثلاثة يحبونها"، "لا تذكريني"، "المرأة المجهولة"، "الرباط المقدس"، "توبة"، و"بنت الجيران".
لم يكن مجرد مخرج، بل كان صانع نجوم بامتياز، حيث امتلك قدرة فريدة على إعادة تقديم الفنانين في أدوار غير متوقعة، مما جعله تميمة حظ للعديد منهم.
وكانت مريم فخر الدين من أبرز المستفيدين من رؤيته الإخراجية، حيث منحها أدوارا صنعت نجوميتها ورسخت مكانتها في السينما المصرية.
مريم فخر الدين"لولا محمود ذو الفقار لم أكن وصلت لما أنا فيه"
وفي إحدى اللقاءات القديمة، تحدثت مريم فخر الدين عن دور محمود ذو الفقار في نجاحها الفني، قائلة:"كان فنانا حقيقيا، صاحب فضل كبير عليا، فقدمني للجمهور بشكل مختلف وساعدني على تطوير أدائي خلال 8 سنوات من زواجنا، قدمت أغلب أفلامي الناجحة، وعلمني كيف أرى الحياة من منظور فني".
ولكن رغم نجاحهما الفني معا لم يكن الزواج بينهما مستقرا حيث اعترفت مريم لاحقا بأن ارتباطها به كان "غلطة" جاءت بالصدفة.
زواج بالصدفة وطلاق بعد 8 سنوات
كشفت مريم أن زواجها من محمود ذو الفقار لم يكن مخططا له، بل جاء نتيجة مزحة أثناء تفاوضه مع والدها على أجرها في أحد الأفلام، حيث قال مازحاً:"كل ده أمال لو تزوجتها هتطلب كام؟".
لكن والدها أخذ الكلمة على محمل الجد وسأله عن رأيه في الزواج منها، فما كان منها إلا أن وافقت فورا، خاصة أنها كانت تبلغ 17 عاما فقط، ورأت في الزواج فرصة للتحرر من قيود عائلتها.
لكن سرعان ما بدأت الخلافات بينهما بسبب فارق العمر الكبير، حيث كان محمود يكبرها بـ27 عاما، إلى جانب رفضه إقامة حفل زفاف لأنه كان يرى نفسه "أكبر من الجلوس على الكوشة".
كما أكدت مريم أن أحد أسباب الانفصال كان إسرافه الشديد وعصبيته الزائدة، حيث تعرضت في إحدى المرات للضرب على وجهها، مما اضطرها إلى وضع المكياج لإخفاء آثاره أثناء التصوير لكنها أوضحت أن العنف لم يكن السبب المباشر للطلاق، بل الخلافات المالية والمشاكل اليومية.
كاتب سيناريو بارع
لم يكن محمود ذو الفقار مخرجا فقط، بل برع أيضا في كتابة السيناريو، حيث قدم 24 فيلما تنوعت بين الكوميديا والدراما والرومانسية، مما جعله أحد أهم صناع السينما في عصره.
ومن أبرز أعماله: "طاقية الإخفاء"، "عودة طاقية الإخفاء"، "الفلوس"، "ابنتي"، "فوق السحاب"، "شباب اليوم"، و"نساء محرمات"، والتي ما زالت تحظى بمكانة مميزة بين كلاسيكيات السينما المصرية.